مريض دخل وخرج من المستشفى أو الطوارئ.. أو تنقل بين مختصين.. أو قام بتحاليل ولم يراجعها أحد.. مواعيده بعيدة.. إلخ، كل ذلك يعتبر فجوات في الرعاية الطبية ويخلق ضعف في الجودة، ولكنها أيضا فرص كبيرة للتطوير.. دور عيادة طب الأسرة مهم للغاية… كيف؟

لكي لا يكون ذلك مجرد تنظير، سأطرح تجربة واقعية للعمل الذي كنا نعيشه في عيادة طب الأسرة بجامعة أوهايو ستيت.

 

 

  • عند تسجيل المريض في العيادة لأول مرة، يتم تحديد طبيب أسرة خاص بهذا المريض، وربط جميع ما يتعلق بصحته من كشوفات ونتائج فحوصات بطبيبه الخاص (طبيب الأسرة)، هذا الطبيب هو المسؤول الأول عن المريض مهما حصل.
  • عند كل مراجعة للمريض في النظام الطبي، يتم إرسال تنبيه لطبيب الأسرة المسؤول عنه مرفقا بها نسخة من ملاحظات الممارس الصحي الذي قابل وأهتم بالمريض، مثلا: المريض الذي أتابع حالته وأُعتبر مسؤولا عنه زار أخصائي التغذية.. العلاج الطبيعي.. استشاري في تخصص معين.. دخل أو خرج من المستشفى أو الطوارئ.. إلخ، تصلني رسالة في النظام الطبي الإلكتروني فيها كافة التفاصيل والملاحظات من الممارس الصحي الذي قابل وأهتم بالمريض.
  • المريض الذي أعتبر مسؤولا عنه يحتاج فحوصات وقائية، يصلني تقرير بذلك لكي أقوم بطلبها للمريض، ويتم إرسال رسالة للمريض يُطالب فيها بزيارة عيادتي في طب الأسرة لكي نقدم له ذلك بالإضافة للاستشارة والتأكد من استيفاء كافة المتطلبات والإجراءات التي يحتاجها.
  • المريض يحتاج لأدوية أو تحاليل أو زيارة الإستشاري المتخصص الذي سبق مراجعته ويحتاج المتابعة معه لكنه غير موجود.. أو أن المريض خرج من الطوارئ وفقد أدويته.. أو يوجد لديه إستفسار ويريد مزيدا من التوضيح.. أو يرغب في معرفة تفاصيل معينة أو رعاية مستقبلية ولم يجد الطبيب الذي يراجع عيادته.. هذه فجوات يحتار المريض ممن يطلبها!! جميع هذه الخدمات نقدمها له في عيادة طب الأسرة.
  • المريض يحتاج لرعاية طبية طارئة من استشاري متخصص لكن أقرب موعد بعد أسابيع أو أشهر.. يستطيع المريض حينها زيارتنا في عيادة طب الأسرة وسيتم تقديم كافة الدعم له، وتوفير الخدمات الطبية الضرورية لحين تاريخ موعده، كما يمكن طلب التعديل في الموعد وجعله أقرب من المقرر، كما نقوم أيضا في عيادة طب الأسرة بطلب استشارة هاتفية أو إلكترونية مباشرة مع الإستشاري المختص.

 

حلول كل هذه الفجوات هي ما يحتاجه فعلا المريض، وذلك للتالي:

  • شعور المريض بالأمان في النظام الصحي.
  • تلافي شعور المريض بأنه تائه ولا يستطيع الوصول لأحد.
  • تخفف الضغط على المريض الذي يحاول أن يجد الحلول بإجتهادات شخصية والتي قد تكون غير مناسبة.
  • هذه الإجراءات بإذن الله، تضمن بشكل شبه مؤكد مراقبة الرعاية الصحية عن قرب، والمحافظة على الجودة الصحية للمريض.

 

 

 

بقلم/ د. ناصر بن خليوي الجهني