(عقد العمل)

      إدارة الموارد البشرية في المنظمات الصحية هي “الإدارة التي تهتم بمساعدة الآخرين في تحقيق أهدافهم وأهداف المنظمة ” ولأهمية العنصر البشري في تقديم الخدمات في المنظمات الصحية جعل عبارة عقد العمل المصطلح الأكثر تعبيرا في المفاهيم الحديثة نتيجة تقدم طبيعة الخدمات وتطورها ونشوء الهيئات القانونية الرسمية وتغير المفاهيم التنظيمية على مستوى الدولة والمنظمات الصحية ، بالإضافة إلى التغير المستمر في حجم الخدمات وتطورها، برزت الحاجة الملحة إلى ضرورة أن يكون هناك تنظيم للمحرك الأول لأي اقتصاد في العالم وهو العمل، وذلك لضمان حقوق كل من الموظف ورب عمل المنظمة الصحية، ولضمان عدم إخلال أي منهما في الشروط المتفق عليها أو بالمصالح. ومن هنا فقد تم سن التشريعات والقوانين النافذة التي تعمل على تنظيم حياة الناس وطبيعة الأعمال ومصالح كلا الطرفين، وكل ما له علاقة بالعمل وأطراف العمل.

     ومفهوم عقد العمل في المنظمات الصحية هو عقد يلتزم بمقتضاه الموظف بالعمل لصالح المنظمة الصحية وتحت إشرافها وتوجيهها مقابل الراتب المحدد ولمدة محددة ويكتب من نسختين واحدة تُعطى للموظف والأخرى تبقى لدى المنظمة الصحية يقوم كل من الموظف ورب العمل مدير المنظمة الصحية بإمضاء عقد العمل ، في عقد العمل تُدون الأشياء التالية عادةً :

اسم المنظمة الصحية صاحبة العمل وعنوانها، اسم الموظف وجنسيته، وما يلزم لإثبات شخصيته، والراتب المتفق عليه ، ومسمى الوظيفة ومكانها داخل المنظمة الصحية، وتاريخ الالتحاق بالعمل، ومدته إذا كان محدد، ومراحل عقد العمل في المنظمات الصحية:

الفترة التجريبية : تهدف إلى التحقق من قدرة الموظف في المنظمة الصحية  على أداء عمله كما هو مسطر له ، يمكن للموظف أو المنظمة الصحية إنهاء عقد العمل بدون فترة الانتظار للاستقالة، وأسباب إنهاء عقد العمل أثناء فترة التجريب لا يجوز أن تكون مميزة، والموظف يحصل على راتب عادي أثناء فترة التجريب.

فترة التثبيت : هي الفترة التي تعقب فترة التجريب، حيث يتم تثبيت الموظف في المنظمة الصحية  في منصب عمله بعد التأكد من قدراته و كفاءاته على إنجاز مهامه.

وعناصر عقد العمل في المنظمات الصحية:

العمل : ذلك النشاط الفكري أو البدني أو الفني ينجزه الموظف بصفة شخصية إستناداً لتوجيهات وأوامر المنظمة الصحية صاحبة العمل.

الراتب : هو المقدار المالي الذي يتقاضاه الموظف مقابل قيامه بالمهام المنسوبة إليه.   

التبعية : وتتمثل في سلطة الرقابة، الإشراف و التوجيه للموظف من أجل أداء ملائم، و يلتزم الموظف بالطاعة لهذه التعليمات التي تصدرها المنظمة الصحية صاحبة العمل .

المدة : تحدد في عقد العمل برضا من الموظف و المنظمة الصحية صاحبة العمل.

وخصائص عقد العمل في المنظمات الصحية :

أنهُ عقد رضائي أي أنهُ لا يحتاج إلى شكلية معينة يفرغُ فيها بل يكفي لانعقاده توافق الموظف والمنظمة الصحية وتلاقي الإيجاب بالقبول.

أنهُ عقد ملزم للمنظمة الصحية والموظف إذ أنهُ يرتب التزامات متقابلة على طرفي العقد.

عقد العمل من عقود المعاوضة وهو الذي يحصل فيه الموظف على مقابل لما التزم به أمام المنظمة الصحية ، لأن الموظف يتلقى عوض عن عمله و هو الأجر.

عقد العمل من عقود الإذعان وهو الذي لا يملك فيه احد الحرية الكاملة بما يتمتع به الطرف الآخر بحكم وضعه القانوني بوضع شروط العقد و لا يبقى للموظف إلا حرية قبول العقد برمته أو رفضه.

       وعقد العمل في المنظمات الصحية يكون محدد المدة ويكون له تاريخ بداية وتاريخ انتهاء معين في العقد وهناك عقد عمل مستمر وهو الصيغة الأساسية في المنظمات الصحية وتعني بأن العمل مستمر إلى أن يستقيل الموظف أو أن تقيل المنظمة الصحية الموظف، ويجب أن يكون لدى المنظمة الصحية سبب مبرر لإقالة الموظف، الأسباب المقبولة للإقالة هي مقرة في قانون عقد العمل ، عندما يكون عقد العمل ساري المفعول بصورة مستمرة فإن للموظف مكان عمل ثابت أو دائم ، وعقد العمل المؤقت يعني أنه أُتفق على زمن بداية العمل وزمن انتهائه، يمكن أن يتحول عقد العمل المستمر كعقد مؤقت إذا كان لذلك سبب مبرر، إذا كان عقد العمل مؤقتاً فإنه يلزم الطرفين بالوقت المحدد المتفق عليه ما لم يكن قد أتفق على إمكانية الإقالة، يمكن فض عقد العمل المؤقت فقط عند وجود أسباب ملحة جداً على سبيل المثال : عمل بالتبديل، تدريب على العمل، مشروع، زيادة الطلب أو قمة الموسم.

      ويتحدد الراتب حسب عقد شروط العمل، إذا لم يكن للمجال الصحي عقد شروط عمل فإن للموظف الحق في راتب معقول، لا يجوز للمنظمة الصحية أن تدفع راتب أقل من ما هو مُقر في شروط عقد العمل،من الممكن أن يتضمن الراتب إضافات مختلفة، الإضافات العادية للراتب هي إضافة الخبرة وإضافة العمل الإضافي وإضافة عمل البدلات ، يوم دفع الراتب هو في العادة مرة في نهاية الشهر، والمنظمة الصحية صاحبة العمل تدفع الراتب في رقم الحساب البنكي الخاص لكل موظف.

      وقت العمل يجب أن يكون مطابقاً لقانون العمل وعقد شروط العمل ويختلف حسب احتياج العمل فترة صباح أو مساء، ولمدة ثماني ساعات عمل يومياً ولا تزيد عن ثماني وأربعين ساعة أسبوعياً وتخفض إلى ست عمل ساعات في شهر رمضان المبارك بحيث لا تزيد عن ست وثلاثين ساعة أسبوعياً موزعة حسب ما تقتضيه مصلحة العمل ، يثبت الموظف حضوره وانصرافه حسب الطريقة التي تحددها المنظمة الصحية لمتابعة ساعات الدوام وكذلك عليه الامتثال للتفتيش متى طلب منه ذلك.

      العطلة السنوية ونقود العطلة يحق للموظف الحصول على راحة ( عطلة ) أسبوعية لا تقل عن أربع وعشرين ساعة متتالية وبأجر كامل، عندما تنتهي صلة الموظف بالعمل فيحق له الحصول على تعويضات بدل عطلة عن تلك الأيام التي لم يحصل فيها على تعويض بدل العطلة حتى إنهاء صلة العمل.

      في الختام نجد أن الاهتمام بالعقود ضرورة، لحاجة الناس إليها في معاشهم والإسلام حينما قرر حق العمل وكفل حريته وجعل من حق الإنسان اختيار العمل المناسب له بما يتفق مع ميوله ومواهبه في نطاق المنافسة الشريفة، والفرص المتكافئة.

 

 

مها أوآن نوح فطاني                                                         

ماجستير إدارة وتخطيط                                                          

أخصائي إداري بمستشفى النور التخصصي                                                          

إدارة الموارد البشرية / قسم التوظيف