متخصص في مكافحة العدوى: الفيروسات التنفسية تقلّ خلال الصيف لكن لا تموت
الجودة الصحية (متابعات) أحلام الصبحي
كشف استشاري مكافحة العدوى الدكتور محمد عبدالرحمن حلواني مدى صحة أن العدوى التنفسية تقل خلال فصل الصيف؛ بسبب موت الفيروسات من شدة الحر.
وقال حلواني: خلال الصيف قد تنخفض الإصابات التنفسية بشكل كبير، ولكنها لا تختفي، بل بالعكس تعتبر شهور الصيف الأكثر دفئًا ورطوبةً، وتنتقل بها بعض أنواع معينة من الفيروسات التنفسية الشبيهة بالإنفلونزا، والتي تعرف باسم (بارا إنفلونزا)، وبعض فيروسات أخرى مثل فيروسات البرد، وكلاهما تسببان أعراضًا شبيهة بالزكام مثل سيلان الأنف وانخفاض الطاقة وآلام العضلات والسعال والصداع والتهاب الحلق.
وأضاف: انتقال هذه الفيروسات قد يكون بعدة طرق؛ منها حمل بعض الأشخاص وخاصة كبار السن، بعض فيروسات الجهاز التنفسي دون ظهور أعراض، ومن الممكن جدًا أن يكونوا مصدر عدوى للآخرين، حيث ينشر هؤلاء الفيروس إلى مخالطيهم دون أن يحس بهم أحد، وهذا مثبت بدراسات حديثة أجريت مؤخرًا بهذا الشأن.
وأردف: وقد تنتشر العدوى أيضًا بسبب سفر بعض الأشخاص إلى بلدان مختلفة، ذات طقس شتوي أو طقس معتدل يحمل معه العديد من الفيروسات، ويعودون بها ويصيبون الغير، لذلك لا تختفي فيروسات الجهاز التنفسي أبدًا.
وتابع: ولكن رغم وجود الإصابات في فترة الصيف يظل الشتاء هو الفصل الأساس في ارتفاع معدل العدوى التنفسية؛ وذلك لأنه خلال فصل الشتاء يبقى الناس في منازلهم للهروب من البرد طلبًا للدفء، مما يسمح في كثير من الأحيان للفيروسات بالانتقال بسهولة أكبر بينهم خاصة الأقرباء والأصدقاء، كما أن الهواء البارد الجاف قد يُضعف مقاومة الجسم إلى حد ما، مما يزيد فرصة انتقال الفيروسات وإحداث العدوى.
وقال “حلواني”: عادة تدخل الفيروسات التنفسية إلى الجسم عن طريق الفم والأنف، لكن الممرات الأنفية يكون بها دفاعات مناعية قوية وهي الأنسجة المخاطية، إلا أن الطقس البارد يبطئ القدرة على إزالة المخاط في الأنف، والذي يميل إلى الجفاف مع البرد، مما يسهل على الفيروسات أن تصيب الأجسام من خلال مرورها منه، بينما في الصيف ومع الرطوبة تزيد قدرة الأغشية المخاطية على الالتصاق بالفيروس ومنعه من العبور إلى الجسم، لذا تظل الفيروسات التنفسية سببًا من أسباب العدوى صيفًا وشتاءً، وتقل خلال الصيف ولكنها لا تموت.