تنمية الشغف في المجتمع الوظيفي
بقلم/ د. لمياء البراهيم
مجلة الجودة الصحية – دينا المحضار
الكفاءة والقدرة أساسيان في اختيار فريق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء «يحفظه الله»، إضافة للشغف، فالشغف للمسؤول هو قضيته الأساسية في عمله الذي يكلّف به، والذي يمنحه الدافعية نحو الإنجاز وتحقيق الأهداف بأكبر قدر مُمكن، وعند فقدان الشغف فإنه من الصعب على المسؤول أن يُنجز أهداف وتطلعات كبيرة.
بهذا الوصف لخّص سمو الأمير معايير الاستحقاقية للمسؤول من كفاءة تقاس بالجدارات المبنية على المخزون المعرفي والخبرات، والقدرة التي تُقاس على إمكانية استعمال تلك المعرفة والخبرة لتحقيق الأهداف، والشغف كطاقةٍ دافعةٍ للوصول بالأهداف لمدى أكبر تدفع للتعلم والتطوير لما هو أكبر من الإنجاز.
الشغف يؤدي للسعادة والراحة فسيولوجيا لارتباط ذلك بتحرير هرمون الإندروفين في الجسد، والذي يفرز طبيعيًّا من المخ عندما يمارس المرء نشاطًا أو هدفًا معينًا يحبه، فيشعر بالنشوة والسعادة والارتياح، كما أن الإندروفين له تأثير مؤلم ومهدّئ؛ ما يساعد في تخفيف الألم وتحسين المزاج.
وقد يشمل الشغف أيًّا من مجالات الحياة، ويتغيّر بحسب تغيّر الأولويات والميول، ولهذا لا يمكن اعتبار الشغف أمرًا حتميًّا مستمرًّا ما لم يتم تنميته باستمرار.
في المجتمع الوظيفي قد يبدأ الموظف مهما كانت مرتبته بشغف وحماس، ولكن قد ينضب ما لم تتم تنميته ولأسباب عدة منها على سبيل المثال:
1 – ضعف التقدير، وعدم الاعتراف بمجهوده.
2 – رتابة العمل بدون تحديات جديدة أو فرص للتطوير.
3 – عدم الاهتمام بالتوازن بين الحياة العملية والشخصية للموظف.
4 – التعامل السيئ مع الموظفين من قِبَل أصحاب العمل أو المدراء.
5 – بيئة العمل السامة.
وذلك سيؤدي إلى ضعف الدافعية في العمل؛ لذلك اهتمت الرؤية الوطنية بوجود برامج تعنى بالموظفين مثل التواصل الداخلي والإبداع وغيرها من التنظيمات التي من مهامها تحسين بيئة العمل وإنشاء برامج لتطوير الموظفين وتقديرهم وخلق فرص للتحدي والنمو المهني للموظفين وتقديم دعم ومساندة لهم من قبل المدراء بوسائل منها على سبيل المثال لا الحصر:
1- توفير بيئة عمل إيجابية مثل الاهتمام بالتصميم الداخلي والإضاءة وتوفير مساحات الاسترخاء وممارسة الرياضة.
2- تحفيز الإنجازات المميزة للموظف بتقديم المكافآت العادلة والمعترف بها وتذكير الموظفين بنجاحاتهم.
3- توفير التدريب والترقية بعدالة، فالموظف يحس بالرضا إذا أتيحت له الفرصة لتحسين مهاراته وفهمه المزيد عن عمله.
4- تعزيز وتحفيز الابتكار بتشجيع الاقتراحات والأفكار الجديدة وتوفير بيئة تدعم الابتكار وتحفظ الحقوق الفكرية للموظف.
5- إعطاء الثقة والحرية للموظفين لأداء عملهم بفاعلية وترك الحرية لتطوير بعض الحلول.
الموظف كذلك عليه تحمّل مسؤولية تنمية شغفه الوظيفي، ويمكنه ذلك من خلال بعض الاقتراحات مثل:
· تحديد الأهداف بطريقة واضحة ومحددة لمجال الاهتمام الذي يرغب الموظف فيه بتغذية شغفه بما يجعلها قابلة للقياس والواقعية.
· توسيع المعرفة بالقراءة والاطلاع والتدريب لتعزيز المعرفة والفهم.
· التحفيز الذاتي من خلال الاستمرار في التعليم والتطوير في مجال الشغف، والاستماع للمشورة والآراء من الأشخاص الذين يمتلكون خبرة في نفس المجال.
· البحث عن عمل أو أدوار تتيح للموظف فرصة تطوير القدرات والمهارات.
· خلق فرص للمساهمة في مشاريع أو مهام لا وظيفية لزيادة الاهتمام بالعمل.
· بناء العلاقات الإيجابية مع الزملاء والرؤساء من خلال تعاون في المشاريع والأنشطة الأخرى.
· تخصيص وقت لممارسة الاهتمامات والهوايات خارج بيئة العمل للاسترخاء وزيادة النشاط والإنتاجية.
· أخذ إجازة إذا كان ذلك ممكنًا لتجديد النشاط والدافعية للعمل.