يعتبر طب الأشعة الاتصالي من أهم التطورات في مجال الطب الحديث، فهو فرع من فروع الطب يركز على تقديم خدمات الأشعة التشخيصية باستخدام تقنيات التصوير عن بعد، مما يتيح الفرصة للأطباء إمكانية الوصول إلى خبراء الأشعة والمعلومات التشخيصية بسرعة ودقة عالية، بغض النظر عن الموقع الجغرافي، ويعتمد على تفسير الصور الطبية التي يتم الحصول عليها من أجهزة مختلفة مثل الأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي، مما يسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية وتسهيل الوصول إلى الخدمات الطبية المتخصصة.

يلعب طب الأشعة الاتصالي دورًا هامًا في تشخيص العديد من الأمراض، مثل التهاب المفاصل وهشاشة العظام، الالتهاب الرئوي وسرطان الرئة، الأورام الدماغية والسكتات الدماغية، وأمراض القلب التاجية.

    ومما يجعل من هذا النوع من الطب ميزة مضافة لأي نظام صحي، كونه يلعب دورًا هامًا في تشخيص الأمراض وإدارتها لدى كبار السن، مما يساعد على تحسين نوعية حياتهم، خاصة عند النظر لما يواجه كبار السن من أخطار متزايدة للإصابة بأمراض مزمنة، مثل أمراض القلب والسرطان وأمراض الأعصاب..

     من الفوائد المهمة لطب الأشعة الاتصالية، التشخيص السريع والدقيق، حيث يتيح الحصول على تقارير تشخيصية دقيقة في وقت قصير، مما يساهم في تقديم العلاج المناسب بسرعة، إضافة إلى أنه يساعد على الوصول إلى الخبراء، خاصة للأطباء في المناطق النائية أو في المستشفيات الصغيرة، الذين يمكنهم الاستفادة من خبرات أطباء الأشعة في المراكز الطبية الكبيرة والمتخصصة، كما يمكن أن يساعد طب الأشعة الاتصالي في تشخيص بعض الأمراض في مراحلها المبكرة دون تأخير، مما قد يقلل من الحاجة إلى الجراحة، وبالطبع لا ننسى فائدة توفير التكاليف عبر تقليل الحاجة إلى نقل المرضى إلى مراكز متخصصة، مما يوفر تكاليف السفر والإقامة.

    ومع ظهور التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، يتطور مجال طب الأشعة الاتصالي باستمرار، لتساعد في تفسير الصور الطبية بشكل أكثر دقة وتحسين تشخيص الأمراض.

     تتزايد استخدامات طب الأشعة الاتصالية حول العالم، حيث تعتمد العديد من المستشفيات والمراكز الصحية على هذه التقنية لتحسين جودة الرعاية الصحية، وتقديم خدمات طبية متقدمة حتى في المناطق النائية أو التي تعاني من نقص في الكوادر الطبية المتخصصة.

ومن الأمثلة عليها في عالمنا العربي، أذكر هنا مملكة البحرين، حيث تم لدى المركز الطبي الجامعي بمدينة الملك عبد الله الطبية، التابع لجامعة الخليج العربي، تبني تقنيات طب الأشعة الاتصالي من خلال شراكات واتفاقيات تعاون مع إحدى شركات الأشعة التشخيصية، للاستفادة من أحدث التقنيات والخبرات، وزيادة جودة الرعاية ورضا المرضى.

 

      في الختام، دعونا نعترف بأن طب الأشعة الاتصالي هو تطور هام في مجال الرعاية الصحية الحديثة، تساعد ليس فقط الطبيب، بل أيضًا الإداري والكوادر الطبية والمريض ومقدمو الرعاية،

ويبقى السؤال إلى أين سوف تصل هذه التقنيات في التطور خاصةً مع تزايد تقنيات الذكاء الاصطناعي؟

 

 

بقلم/ أ. هبة مؤمنة