إدارة المستشفيات تتطلب توازنًا دقيقًا بين تقديم رعاية صحية عالية الجودة وتحقيق الكفاءة الاقتصادية. يعد معدل إشغال الأسرة أحد المؤشرات الأساسية التي تعكس هذا التوازن، حيث يرتبط بمدى استخدام الموارد المتاحة وكفاءة التشغيل والقدرة على تلبية احتياجات المرضى.

ماهو معدل إشغال الأسرة؟

معدل إشغال الأسرة هو نسبة الأسرة المشغولة في المستشفى إلى إجمالي الأسرة المتاحة خلال فترة زمنية معينة. يُعبر عنه كنسبة مئوية ويحسب باستخدام الصيغة التالية:

إجمالي الأسرة المشغولة / إجمالي الأسرة النشطة *100= %00

 

مثال توضيحي.

لحساب معدل إشغال الأسرة في مستشفى بسعة 501 سرير، نستخدم المعادلة التالية:

إذا كان عدد الأسرة المشغولة في فترة زمنية معينة هو 376 سريرًا، فإن معدل إشغال الأسرة يمكن حسابه كالتالي:

376 / 501 *100= 75.05%.

تفسير النتيجة

 

– إذا كان معدل إشغال الأسرة حوالي %75.05، فهذا يعني أن %75.05 من إجمالي الأسرة المتاحة في المستشفى مشغولة بالمرضى، بينما %24.95 من الأسرة غير مشغولة.

– هذا المعدل يعتبر ضمن النطاق المثالي الذي يتراوح بين %75 و %85، مما يدل على توازن جيد بين الكفاءة التشغيلية وجودة الرعاية الصحية.

 

العوامل المؤثرة على المعدل المثالي:

  1. نوع المستشفى: تختلف المعدلات المثالية بين المستشفيات العامة والمتخصصة. فالمستشفيات التعليمية والمراكز الطبية الكبيرة قد تتحمل معدلات إشغال أعلى بسبب قدرتها على التعامل مع تدفقات المرضى الكبيرة وتوفير الرعاية المتخصصة.
  2. موسمية الطلب: يمكن أن تؤثر التغيرات الموسمية والأوبئة على معدل الإشغال. على سبيل المثال، قد تشهد المستشفيات ارتفاعًا في معدلات الإشغال خلال فترات انتشار الأمراض المعدية مثل الأنفلونزا.
  3. سياسات المستشفى: يمكن أن تؤثر سياسات المستشفى وإجراءاتها التشغيلية على معدل الإشغال، بما في ذلك سياسات القبول والتفريغ.
  4. موارد المستشفى: يتأثر المعدل المثالي بالموارد المتاحة مثل عدد العاملين والمعدات الطبية والبنية التحتية.

ماهو المعدل المثالي لإشغال الأسرة؟

تختلف التقديرات حول المعدل المثالي لإشغال الأسرة، ولكن هناك اتفاق عام على أن المعدل المثالي يتراوح بين %75 و%85. هذا النطاق يعتبر مثاليًا للأسباب التالية:

  1. ضمان الجودة: يسمح بتوفير الوقت الكافي لكل مريض لتلقي الرعاية المناسبة دون التعرض لضغوط الزحام.
  2. المرونة: يمكن المستشفى من الاستجابة لحالات الطوارئ والتقلبات غير المتوقعة في عدد المرضى.
  3. الكفاءة الاقتصادية: يضمن الاستخدام الفعال للموارد المتاحة دون إهدارها أو تشغيلها دون المستوى المطلوب.

أمثلة على تطبيق المعدل المثالي:

  1. مستشفى مايو كلينك، الولايات المتحدة.

مستشفى مايو كلينك يعد من أفضل المستشفيات في العالم، ويبلغ معدل إشغال الأسرة فيه حوالي %85. يتميز هذا المستشفى بتقديم رعاية طبية عالية الجودة، مما يعزز الثقة بين المرضى ويسهم في الحفاظ على مستوى عالٍ من الإشغال.

  1. مستشفى سانت توماس، المملكة المتحدة.

هذا المستشفى التعليمي الكبير في لندن يحتفظ بمعدل إشغال أسرة يبلغ حوالي %80. يعكس هذا المعدل القدرة على تلبية احتياجات عدد كبير من المرضى مع المحافظة على مستوى عالٍ من الرعاية الصحية.

  1. مستشفى شانغهاي، الصين.

في أحد أكبر المستشفيات في الصين، يبلغ معدل إشغال الأسرة حوالي %75. هذا المعدل يسمح للمستشفى بالتعامل مع التدفق الكبير للمرضى خاصة في حالات الطوارئ والكوارث الطبيعية، مع الحفاظ على الكفاءة التشغيلية.

التحديات والحلول:

  1. الاكتظاظ: يمكن أن يؤدي الإشغال المفرط إلى ضغط على الموارد المتاحة وتراجع في جودة الرعاية. الحل يكمن في تحسين إدارة تدفق المرضى وتوسيع القدرة الاستيعابية من خلال استثمار في البنية التحتية والتكنولوجيا.
  2. الإشغال المنخفض: يمكن أن يؤدي الإشغال المنخفض إلى إهدار الموارد وتقليل الكفاءة الاقتصادية. يمكن تحسين هذا الوضع عبر وضع استراتيجيات أخرى أفضل وزيادة التعاون مع مقدمي الرعاية الصحية المحليين.

الخاتمة

المعدل المثالي لإشغال الأسرة في المستشفيات هو توازن دقيق بين توفير الرعاية الصحية العالية الجودة وتحقيق الكفاءة الاقتصادية. من خلال إدارة الموارد بشكل فعال والتخطيط الاستراتيجي، يمكن للمستشفيات تحقيق هذا التوازن وضمان تقديم أفضل رعاية ممكنة للمرضى. تطبيق الأمثلة العالمية يساعد في فهم كيف يمكن تحقيق هذا المعدل المثالي في مختلف السياقات والأنظمة الصحية.

 

بقلم/ أ. مشعل السويدان

ماجستير إدارة الرعاية الصحية وماجستير إدارة مشاريع، واخصائي ادارة صحية.
مشرف إدارة المعلوماتية الصحية.