الرعاية الصحية بلا ضرر

إعداد: د فيصل الكليب

تُعد مبادرةالرعاية الصحية بلا ضرر، التي تأسست عام ١٩٩٦، نموذجًا عالميًالدمج الاستدامة البيئية ضمن مفهوم الجودة الصحية، من خلال تأثيرها المباشرعلى سلامة المرضى وجودة الأداء. وفقًا لتقرير صدر عام ٢٠٢٤، حققتالمستشفيات المشاركة نتائج ملحوظة، حيث تم الإبلاغ عن توفير أكثر من ٢٠٣ ملاييندولار سنويًا من خلال برامج بيئية، وتجنّب ما يزيد عن ١٨٥ ألف طن متري منانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. كما أُعيد استخدام كميات من المياهتعادل ١٢٩ مسبحًا أولمبيًا، بالإضافة إلى تقليل النفايات بما يعادل وزن ١٤١٦ طائرة من طراز بوينغ 747.

تُظهر هذه الإنجازات كيف يمكن لسياسات الجودة الصحية أن تتوسع لتشملالجوانب البيئية، من تقليل النفايات البلاستيكية والانبعاثات، إلى تحسين كفاءةالطاقة وإعادة استخدام الموارد، مما يُسهم في تعزيز سلامة المرضى وتقليلالمخاطر الناتجة عن التغير المناخي، مثل الكوارث الطبيعية وتقلبات الأسعار فيالقطاع الصحي.

وتكمن قيمة هذه المبادرة في إمكانية دمجها مع أدوات الجودة المعروفة، مثل دورةالتحسين المستمر والجودة الشاملة، من خلال:

تحليل الأداء البيئي ضمن مؤشرات الجودة.

إدراج المشتريات المستدامة لتقليل استخدام المواد السامة وزيادة كفاءة استهلاكالموارد.

تضمين خطط الاستعداد للمناخ ضمن استراتيجيات الجودة لمواجهة الأزمات.

تعزيز دور القيادة والإدارة في وضع سياسات تركز على سلامة المرضى وحمايةالبيئة معًا.

وعند تبنّي مثل هذه المبادرات في المؤسسات الصحية في المملكة العربية السعودية،ستتمكن من تبوّؤ موقع ريادي في تقديم جودة صحية مستدامة، تعزز من صحةالإنسان وسلامته، وتربطها بالمسؤولية البيئية، بما ينسجم مع رؤية شاملة للجودةتحافظ على الإنسان والبيئة في آنٍ واحد.

المصادر: