كثر الحديث عن الجودة بصفة عامه واليوم أود الإشارة عن الجوده الصحية ومنظومتها ذات الطابع الاستمراري .

ليس بمستغرب علينا كمسلمين حبنا للعمل وإبداعنا فيه وإتقاننا له، ولنا في رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم القدوة والأسوة الحسنه فعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ) توجيه نبوي كريم قبل أكثر من ١٤٠٠سنة بإتقان العمل لأصحاب المهن وهم بذلك قد فعلو شي يحبه الله عز وجل ويحبه الناس 

وإتقان الشيء هو : الابداع في تصميمه وتصنيعه وإخراجه بمستوى عال من المهنيه والأداء وبأقل التكاليف وأبسط الامكانات إن كان منتج ما 

أما إن كانت خدمة وبالأخص خدمه صحية حيث يتطلب الامر الدقه والأمانة والاستمرارية فالأمر فيه حياه أو موت 

فالخدمة الصحية يزداد الطلب عليها يوما بعد يوم وتكاليفها الباهظة الثمن بالإضافة لنمو أعداد المرضى(طالبي الخدمه)من هنا وجب علينا إعادة النظر في منشآتنا الصحية ومدى مقدرتها في تلبية الطلب المتزايد من خلال اتباع السياسات والإجراءات المعمول  بها لتحسين الجودة الصحية المقدمه للمرضى ورفع الأداء والمهنية العالية في التقديم والرقي بالكوادر البشرية بكل فئاتها مع الاستمرارية المتجددة ذات المنظومة الواحدة التي تكفل للمريض بتلقي الخدمه بالوقت وبالطريقة وبالمكان المناسب ما أود أن أشير إليه أن الجودة الصحية تطبيقاً عملياً ليس نصاً كتابياً يعمل به في أوقات معينة ويترك بعد ذلك بل هي تطبيق عملي  وميداني مترابط متماسك مع بعضه البعض 

كمنظومة واحدة متكاملة تحت مظله الجودة الصحية .إن نجاح الطبيب وحده لا يقودنا للقول بأن المنشأة الصحية تلك ذات جودة عالية في ادائها ما لم تكن كل الأقسام والموظفين اجمع يداً واحدة لتطبيق ما تنصه سياساتهم وإجراءاتهم في كل اقسام المنشأة . ومن المؤسف انك ترى الاستنفار بالكوادر الصحية والعمل الدؤوب ليلاً و نهاراً وتحديث للسياسات لكل قسم ولسان حالهم يقول (ازمه وتعدي) فما أن تنتهي فتره التقييم حتى ترجع الامور كما كانت عليه .

فمتى أردت الجودة اعمل على استمراريتها وديمومتها دون انقطاع من أجل النهوض بخدماتنا الصحية والرقي بكوادرنا الصحية نحو التطور والازدهار

 

والله ولي التوفيق،،،

[author ]أ.سليمان سالم الجهني

اخصائي خدمات صحيه ومستشفيات [/author]