عنوان يحكي الكثير ويختصر الكثير فطالما كنت مدافعاً عن حقوق العاملين من الطبقات المدارة وأقف إلى جانبهم في كل حين فمعايش للواقع غير قارئ للحدث من بعيد، ولكن ليست كل فئآت العاملين على ذات الدرجة من السطوة الإدارية فهناك فئات الرؤساء نختلف معها في درجة السطوة الإدارية ونتفق جميعا في كوننا عاملين ومدارين.
نعم فالمتتبع لواقع الرؤساء من حيث الإختيار والإعفاء يجد أننا أمام معضلة حقيقية تحتاج إلى دراسة مستفيضة وبجدية فإختيار الرؤساء والمسؤلين يتم وفقا لمعايير غير واضحة تجعلنا نقف حائرين أمام جدوى تلك الترشيحات والإختيارات ولكن ما يزيدنا حيرة هي تلك الإعفاءات الغير مببرة سوى بتذييلها بجملة (مع تقديم الشكر له) هذا إن وجدت مثل هذه العبارة، وبعدها يعود ذلك المسئول الى قائمة المداريين من جديد بعد أن خاض تجربة في قساوتها النفسية وغياب الاستقرار ما يفوق أعبائها العملية.
ولنا أن نطرح بإستمرار هذا السؤال لماذا نعيش غياباً واضحاً لمعايير الإختيار وأيضا لمعايير الإعفاء للمسئول؟
من وجهة نظري إنه إن لم توضع معايير جادة لدينا في القطاع الصحي لإختيار القيادات الفنية والإدارية وأيضا معايير مماثلة لمعايير الإختيار توجه لجانب الإعفاء فإننا سنبقى فى دوامة من التخبط الإداري والفني وغياب الإستقرار النفسي لدى المسئول وضعف لروح الإنتاجية والإخلاص والإنتماء للمنشأة، فكثير من القيادات أثبتت جدارتها من الناحية الفنية والإدارية ولكن سرعان ماتهاوت تلك الإنجازات وخارت تلك العزيمة امام جملة واحدة إعفاء المسئول (س) مع تقديم الشكر له على ما قدم.