يكثُر الحديث في أوساط العاملين بالمستشفيات التي تتبنى تطبيق الجودة حول هذا التوجه وأبعاد تطبيقه.

و لعلّ محور هذه الاحاديث يدور في فلك السؤال التالي :

من هوَ المستفيد من كل هذه التحركات باتجاه الجودة ؟

وحتّى نُجيب على هذا السؤال يلزمنا خلع عباءة جلد الذات وترك لغة التذمر السائدة ، والنظر للموضوع بعين محايدة ترى الأمور بمنطق يستوعب حداثة مفهوم الجودة لدينا من جهة ونقص المتخصصين في هذا المجال من جهة أخرى.

عندها سنَلْحظ أن التحرُّكات التي واكبت تطبيق الجودة في السنوات الأخيرة قد بدأت تؤتي أُكُلها من خلال فوائد لامست وإن كان بشكل متفاوت احتياجات مُقدِّم الخدمة الصحية والمستفيد منها.

فلو نظرنا لنوعية الفوائد المُتحقِقَة للمُستفيد  من تطبيق الجودة  نجِد أن صوته قد أصبح أكثر وضوحاً وأهمية حيث  ساهمَت الجودة في دعم آليات الوصول الى العميل والحصول على التغذية العكسية منه.

أنشطة الجودة المكثّفة والمتجهة نحو المريض رفَعت  مستوى وعيه بحقوقِه ومسؤولياتِه وزادت مِن عملية الحِفاظ على سرّية مَعلوماتِه وضمَنت تقديم الخدمة له في جو من الخصوصية بلْ وعززت مِن مفهوم مُشاركته في وضع الخطّة العلاجِيّة الخاصّة بحالَتِه.

وبالحديث عن الفوائد المُتحصِّلة من تطبيق الجودة بالنسبة لمُقدميّ الخدمة لا نستطيع تجاوز حجم ونوعية البرامج التدريبيّة التي تُصاحِب تطبيق الجودة في مُستشفياتنا والتي زادت بلا شك من تأهيل مُقدِّم الخدمة.

كما أصبح مُقدِّم الخدمة أكثر ولاءً لمُستشفاه والتصاقاً بأهدافها ورؤيتها نتيجة احساسِه بأهمّية دورِه في تطبيق المعايير الخاصّة بالجودة ومشاركتِه فيما يطلق عليه “مشاريع التحسين” والتي كانت فيما سبق حِكراً على الادارة العُليا دون غيرها!

للمنظمَة أيضاً فوائِد تَرتجيها من الجودة وهيَ على سبيل المثال لا الحصر : تقليل التكاليف ، الاستخدام الأمثل للموارد ، تقليل الاختلافات في مستوى تقديم الخدمة ،  توحيد السياسات ، وضوح الرؤية ، السمعة الحسنة ، مشاركة العاملين .

 

خلاصة الحديث :

لتطبيق الجودة فوائد تُلامس احتياجات الجميع، فقط ثقوا بها وكونوا أحد المشاركين في دعم تطبيقاتها لتنعموا بفوائدها.

 

أ. ياسر الشلاحي

@iyasser_sh