يُعّلق البعض بأن السبب وراء قلة الإبداع في مجتمعاتنا العربية هو عدم توفر الدعم والتشجيع للمواهب والأفكار الإبداعية. ورغم واقعية ذلك الرأي، إلى حدٍ ما، إلا أنه لا يبرر أداؤنا !

فإذا إستبعدنا إبتكار أدوات إدارية مثلاً، وقبِلنا بتبني ما توصل إليه روّاد الإدارة والجودة في الغرب وفي الشرق، فهل ننجح في تطبيق تلك الأدوات ؟ إن ما نُعايشه الآن لا يدل على أننا نجحنا في تطبيق الحد الأدنى من الأداء ألا وهو نسخ ما توصل إليه الغير! وهذا ما يثير القلق …

 

عند شراءنا جهاز مُعتمد عالمياً ونعجز عن تشغيله رغم وجود كتيب تشغيل، فلا بد أن يصبنا شئ من القلق! 

 

احدى التطبيقات الضعيفة لدينا ” تفعيل البحث العلمي” …. فرغم سعي جميع المؤسسات المعنية إلى إشهار راية البحث العلمي كأحد أولويات العمل إلا أن غالبيتها، إن لم تكن جميعها، قد إختارت الطريق المُشرق والذي تستطيع أن ترى في أُفقه كم كبير من الإنتاج العلمي. ولن نخوض هنا في استراتيجيات تفعيل البحث العلمي في المؤسسات الأكاديمية لكي نُركز على عملية النشر.

الساحة العلمية المحلية أصبحت تزخر بعدد لا بأس به من المجلات العلمية والتي تمثل القناة المُثلى لتوثيق المنتج العلمي. في حين تردد بين بعض الأكاديميين و طلاب الدراسات العليا تعذر العثور على مغارة الدخول إلي تلك المجلات !!!

تفشل محاولات نشرعدة من خلال تلك القنوات المحلية لتبدو تلك القنوات كجهاز عجزنا عن تشغيله رغم وجود كتيب التشغيل … وهنا القلق ليس من عدم إمكانية النشر وإنما بسبب الغير مهنية في تعطل عملية النشر …

 

من سياسات عملية النشر وتحديداً نشر الدراسات العلمية أن يتم الرفض ، في حال عدم تحقق متطلبات النشر، خلال أيام قلائل وعليه فإن مرور أشهر على إستلام المجلة للدراسة العلمية إنما هو دلالة على قبول مبدئي للنشر على أن يتم عرض المادة العلمية على مراجعين مختصين للتدقيق ومن ثم الرد على الباحث بجاهزية الدراسة للنشر أو بوجود ملاحظات تعديل سواء جذرية أو بسيطة.

في حين بعض قنوات النشر المحلية ترد برفض النشر بعد مضي أشهر وليس أيام، إضافة إلى أن الرفض يكون بصيغة عامة و غير مدعم بمبررات علمية من قبل المراجعين.

 

هنا يأتي السؤال الحرج: هل سيأتي يوم نحصل فيه على براءة إختراع في الأدوات الإدارية !! ….

 

 

د.عبير الراشد

استاذ الإدارة الصحية المساعد/ جامعة الملك سعود