الجودة الصحية ( متابعات ) منال باسنبل

قال وكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور عبدالعزيز بن سعيد بأن إحصائيات المراكز الوطنية الخليجية تشير إلى أن عدد حالات السرطان في الخليج في تزايد مضطرد خلال العقدين الماضيين , لافتاً إلى أن ما يزيد على نصف هذه الحالات يتم تشخيصها في مراحل متقدمة من المرض الأمر الذي يلقي بظلاله على الخيارات المتوفرة للتداخلات العلاجية والنتائج المتوقعة من هذه الخيارات، جاء ذلك خلال كلمة ألقاها نيابة عن معالي وزير الصحة المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح في الحفل الختامي لتكريم المشاركين بالأسبوع الخليجي للتوعية بالسرطان والذي أقيم بقاعة الملك سلمان بن عبدالعزيز بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث أمس الأحد بالرياض.

وأضاف بن سعيد بأن الدلائل والبحوث العلمية تشير إلى أن 40% من أمراض السرطان يمكن تفاديها , مبيناً أن التدخين يتسبب في 15 نوع من السرطانات كما أن العلاقة بين سرطان الثدي والقولون والكبد والبنكرياس وغيرها تزداد بين الذين يعانون من زيادة في الوزن والخمول وعدم مزاولة نشاط بدني بشكل دوري, وهذه العوامل يمكن للفرد أن يتحكم بها. منوهاً أن 40% من أمراض السرطان يمكن التعافي منها بإذن الله تعالى إذا أكتشف المرض في مراحله الأولية وهذه النسبة قد تصل إلى أكثر من 90% في بعض أنواع السرطان كسرطان الثدي والقولون.

وأكد بن سعيد على العبء الإقتصادي المصاحب لتشخيص وعلاج هذه الحالات مع التزايد المستمر في أعداد الحالات حسب ما تشير إليه الدراسات بأن 2% من الدخل القومي العالمي يصرف على علاج مرضى السرطان فقط وأن ما يقارب ثلث وفيات السرطان كان بالإمكان تفاديها لو تم إكتشافها مبكراً. كما أن العبء الإقتصادي الناتج عن مسبب واحد فقط للسرطان -وهو إستخدام التبغ – يعادل ما يصرف على القطاع الصحي بأكمله في عدد من الدول النامية.  
وأضاف بأن هذه المؤشرات كفيلة أن تدفع بالنظام الصحي للإستثمار بشكل أكبر في البرامج الصحية الوقائية وبرامج الكشف المبكر والرعاية الصحية المتكاملة بمختلف مراحلها (الأوليه والثانوية والمتقدمة). ومن هذا المنطلق ، فإن الجهود المبذولة في سبيل مكافحة السرطان والوقاية منه تتطلب تكاتف وتعاون جميع القطاعات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني للتصدي لهذا المرض لكونها “مشكلة صحية عالمية” مما يتطلب إحداث التغيير في الفكر والوسائل والآليات الرامية لرفع الوعي الصحي المجتمعي عن هذا المرض وتقليل فرص الإصابة به وخفض مضاعفاته من خلال إكتشافه مبكراً، والمشاركة بين كافة الوزارات والقطاعات العلمية والأكاديمية والجمعيات الأهلية أصبحت واجبة كمطلب وطني ملح في إحداث هذا التغيير المنشود للأفضل.

منوهاً أن حكومات دول مجلس التعاون آلت على نفسها وبتوجيه سديد من لدن ولاة الأمر يحفظهم الله على أن تقوم بالواجبات الملقاة على عاتقها نحو تأمين الرعاية الطبية المجانية الشاملة لمواطنيها وخصوصا المصابين بهذا الداء الخطير وبذل كل غالي لتوفير كل جديد في عالم الأدوية والتجهيزات الطبية إضافة إلى تأمين كل ما يساهم في الحد من خطورة هذا المرض . ولهذا تبوأت وزارة الصحة السعودية دورها الريادي ضمن منظومة العمل الخليجي المشتركة ومجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ودورها الهام مع المجتمع الدولي لمواجهة ومكافحة السرطان وعوامل الاختطار المؤدية لها ضمن إطار مكافحة الأمراض غير السارية والوقاية منها من خلال تعزيز الوعي الصحي لدى المجتمع السعودي، وتعزيز دور برامج الاكتشاف المبكر والرعاية الصحية المتكاملة ، وتكثيف العمل نحو خفض معدلات الإصابة بالسرطان والوفيات ضمن مفهوم الشراكة المجتمعية وصحة المجتمع.

وفي نهاية الحفل قام الدكتور عبدالعزيز بن سعيد بتكريم المشاركين بالأسبوع الخليجي للتوعية بالسرطان من جمعيات وهيئات وأفراد في دول مجلس التعاون الخليجي .