تحدثت سابقاً عن مقالة لنفس العنوان كنت قد تمحورت فيها حول استطلاع قصير وللاطلاع عليها (من هنا)،
كان سؤال الاستطلاع هو : هل ترى بأنَّ متخصّصي الإدارة الصحية قادرين ومؤهلين لقيادة الكفّة الإدارية بالقطاع الصحّي ؟

وكانت الإجابات : 1/ نعم تماماً

                      2/ نعم بنسبة 50%

                      3/ لا ويحتاجون للتأهيل 

                       4/ لا أعلم


تناولنا الجانب الثاني بمن أجاب ( الإجابة الثالثة -لا ويحتاجون للتأهيل ) وافترضت أن أغلبهم معارض تماماً وافتراضي عنهم كان كالتالي :
( تجد غالبيتهم إما كانت إجابته من خلال تجربة تعامل سيئة مع أحد المتخصصين، أو عدم معرفة بماهيّة التخصّصية الموجودة في الإدارة الصحية) .
 
والأن سنستفيض في الجانب الأول فيمن أجاب ( بالإجابة الأولى – نعم تماماً ) وافترضت أنّ ( غالبيتهم من المتخصصين أنفسهم ).
بداية، مهما حاولنا في حياتنا للوصول لأيّ شيء بكمال ( تام ) فسيكون من المستحيلات، وهذه سنّة الله في الأرض بأنّ الكمال له وحده.
وبطبيعة الحال لا يمكن الافتراض بأن جميع المتخصّصين يمكنهم ذلك، وبالنظر إلى مخرجات الإدارة الصحية من جامعاتنا سنجد أنهم ليسوا بالمستوى الذي ذكرته سابقا، سأتفرغ للحديث هنا عن المتخصّصين بشكل مباشر.
هذه مجموعة من الأسئلة أطرحها وبشكل مباشر على كل متخصص في الإدارة الصحية :
– هل تجد نفسك مؤهلا لشغل أي منصب قيادي أو اشرافي ؟
– هل تملك مهارات القيادي الناجح ؟
– هل يمكنك تطبيق مادرسته أكاديميا على أرض الواقع ؟
– هل تملك الحدّ الأدنى من المعلومات الطّبية ؟
– هل لغتك الانجليزية بالمستوى المطلوب ؟
– هل يمكنك التعامل مع المشاكل واتخاذ القرارات ؟
– هل تستطيع مواكبة التطور الحاصل، وتجدد العمل ؟
– هل تتحمل المساءلة تجاه مسؤولياتك ؟
وغيرها الكثير من الأسئلة التي لابد أن تسألها قبل الحكم بأنّك مؤهّل أو غير مؤهّل ( فعلياً )، وبالإجابة عليها مع ذاتك بصدق سيكون ردّك ذات معنى.
 
تخصص الإدارة الصحية بحدّ ذاته لم يوجد عبثا، ولكنّ المتخصصين هم من يتركون الأثر الايجابي أو السلبي لدى الناس عن مفهوم التخصص، فمن كان يبحث عن التخصص لمجرد أنّه سمع بأن له جاهاً ، أو لإضافة كلمة الأخصائي أو لترقيةٍ مالية، دون البحث عن الميول التخصصي والرغبة الجامحة في محاولة لتطوير القطاع الصحي الذي ينتظر من أبناء هذا التخصص الكثير والكثير، لن يستطيع الوصول للمتخصص الناجح المطلوب في الإدارة الصحية، وسيبقى عبئاً عليه.
 
ابحث (أيّها الإداري الصحي) دائماً عن النقطة الفارقة بينك وبين التخصصات الأخرى والتي تكمّلهم بها، ابحث عن مدى أهميتك وفي ماذا تكمن، ابحث عن ما يميّزك لتظهر بالمستوى المطلوب ودون تصنّع !!

قيّم نفسك قبل أن تُقيّم ! ولا تطالب بما لا تستحقه فتخسره وتكون سببا في خسارته لمستحقّيه.
كن طموحا، قائدا، مبدعا، قادرا، متخصّصا، ذو رسالة، ذو هدف واضح وكن أهلا لحمل اسم الإدارة الصحية.
أنت من تصنع الفارق لدى القطاع الصحي بأكمله إن أخلصت النيّة.