ظاهرة الديجافو : رأيت هذا من قبل !
تقرير الجودة الصحية_إعداد: اسراء بيفاري
تمرّ على الإنسان لحظات ومواقف يشعر بها وكأنّه شاهد أو عايش هذه اللحظة سابقاً، وهو شعور لحظي لا يتعدّى الثواني، لكنّه يترك الحيرة والتعجب في نفس صاحبه، سماه عالم النفس فرويد بـ”الأمر الخارق للطبيعة”, فهذه الظاهرة الغريبة يطلق عليها اسم الديجافو(déjà vu)
وهي كلمة فرنسية تعني شوهد سابقاً “already seen“ ، ويعتبر العالم إمِيل بُويَرْك أول من تناولها في علم ما وراء النفس (الباراسايكولوجي) في كتابه “مستقبل علم النفس”.
يُقسم عالم النفس “آرثر فنكهاوسر(الـديجافو) إلى ثلاثة أنواع:
1- تم رؤيته من قبل أو (déjà vecu):
المميز بهذا النوع ليس فقط رؤية أشياء تمت رؤيتها سابقاً، وإنما هو شعور غريب وقوي بأن أدق التفاصيل تمت رؤيتها من قبل.
2- تم زيارته سابقاً أو (déjà visite):
وهو شعور محدد أكثر ومتناقض أكثر، حيث يعني بأننا نعرف هذا المكان الذي لم نزره مسبقاً. على سبيل المثال: عند زيارة مدينة معينة لأول مرة، فإن الشخص سيعرف الطريق الصحيح للوصول إلى هدفه، على الرغم من أنّ هذا مستحيل علمياً.
3- تم الشعور به سابقاً أو (déjà senti):
و تختص بالتحديد بالمشاعر البشرية وهو على عكس النوعين الآخرين، حيث أن هذا الإحساس يكون طبيعياً جدا.
من هي أكثر فئة تمر بتجربة ديجافو ؟
الشباب بين (15-25 ) عاما هم أكثر من يمرون بتجربة الديجافو وهي في الواقع قد تكون علامة على العقل السليم الذي استطاع تحديد الإشارات المألوفة غير الصحيحة.
بعض الفرضيات التي طرحت لتفسير ظاهرة الـ”ديجافو”:
تعددت تفسيرات وتحليلات علماء النفس والفلاسفة والأطباء, فمنهم من عللّها إلى الخيال البسيط لدى الإنسان ، ومنهم من اجتهد وعلّلها على أنّ الجنين خلال مراحل حمله يرى شريط حياته، وبالتالي فإنّ ما يشعر به قد شاهده وهو جنين؛ فيشعر أنّ الموقف مألوف. وبعض الأطباء يعزون ذلك إلى خلل لحظي في الدماغ لمدّة ثواني قليلة.
البحث والتفسير العلمي يطرح النظريات التالية :
- فرضية مراكز الذاكرة في الدماغ:
يرجع هذا الأمر إلى أن تواجدك في هذا المكان أو الموقف يترجم الأحداث إلى إشارات في الأعصاب، فترسل الأعصاب هذه الإشارات إلى مركز الذاكرة القصيرة (Short Memory) ليتم حفظها هناك وتكون هذه العملية سريعة جداً. ولكن يحدث في بعض الأحيان أن ترسل الأعصاب نفس الإشارات إلى مركز الذاكرة الطويلة (long memory) بالخطأ. فنشعر بان هذا الموقف قد مرنا بنا من قبل.
- فرضية نصفي الكرة المخية:
جميعنا يعلم أن الدماغ مكون من فصين أي جزئين , أحد هذه الأجزاء متقدم قليلا أي بارز قليلا عن الآخر. وعند استقبال الدماغ لأي إشارة أو صورة, يستقبلها الفصين معا. لكن في بعض الأحيان يستقبل ذلك الجزء البارز قبل الأخر بثواني بسيطة جدا. ثم ترسل للجزء الأخر الذي به يتم الاستيعاب الكامل لكل ما نستقبله. فعندما يستوعب المرء المكان أو الصورة التي أمامه يشعر أنه قد رآها سابقا ولكن الصحيح أنه قد خزنها في الذاكرة القصيرة قبل أن يتم استيعابها كاملا.
- اضطرابات نفسية
بعض العلماء حاول إيجاد رابط بين ظاهرة (ديجافو) وبين بعض الأمراض النفسية كانفصام الشخصية والقلق ولكنهم فشلوا. ليس هناك أي علاقة بين هذه الظاهرة وبين هذه الأمراض. العلاقة الأقوى وُجِدَت بين (ديجافو) و مرض صرع الفص الصدغي في المخ. وهذه العلاقة قادت بعض العلماء للتأكيد بأن هذه الظاهرة هي نتاج لخلل في عملية تفريغ الشحنات الكهربائية في المخ.
المصادر:
مقال جيد و يحوي معلومات مفيده
بالتوفيق للكاتبه