قضية تحت الضوء
#الغاية
المستشفيات الحكومية وُجدت لتقدِّم الرعاية الصحيّة الشاملة للمريض بما فيها من توفير العلاج المناسب في الوقت المناسب والكثير من الخدمات الأخرى التي يحتاجها أي مريض وهذه الغاية .
#ما_الوسيلة ؟
فما الوسيلة لتحقيق تلك الغاية السامية ؟ الوسيلة الأمثل تكمن في حسن الإدارة والتخطيط وتوفير الكادر والعتاد اللازم والصيانة الدورية ومواكبة مستجدات العصر فـ بيئة القطاع الصحي في تغيّر دائم مما يحتم على كافّة العاملين فيه الاستمرار في التدريب والتعلّم والحصول على الكفاءة اللازمة لمزاولة هذه الخدمة الجليلة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم ” إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه “
#أعباء
أمّا اليوم نجِد أن المستشفيات الحكوميّة هي الاختيار الأخير للمريض ، فمتى توفّرت القدرة على سداد تكاليف المستشفيات الخاصّة كان هذا بمثابة الخلاص وطوق النجاة من الدخول في سلسلة من المواعيد الطويلة وليس هذا فحسب بل التشخيص غير الدقيق والعلاج غير المناسب باتت من أبرز مميزات مستشفياتنا الحكومية ، ومما يزيد عبء المريض على مرضه عبء يوم الموعد الذي أصبح من الطبيعي أن يذهب على الوقت ولا يدخل إلا بعد ساعات وساعات من الانتظار ليدخل للكشف الذي لا تتجاوز مدّته دقائق حتى يعود المريض لقائمة الانتظار مرة أخرى للمراجعة .
#مشكلة_أزلية !
ما الفائدة من مستشفيات تقدّم العلاج بالمجّان بعد تفاقم حالة المريض أو لميت كان حياً على قيد الانتظار ! قلّة الاطباء في تخصص معين أو عدم توفر أي نوع من أنواع الموارد ما كان ولن يكن عذراً مقبولاً فـ لحسن الحظ أن الارشيف مليء بهذه القضايا منذُ زمن وطُرحت لها آلاف الحلول إلا أن لسوء الحظ دوراً في استمرار هذه المعاناة حتى هذا اليوم ! إن ما يحدث من تهاون وإهمال لا يمكن أن يُبرر إلا بسوء أدارة وتخطيط وانعدام الاخلاق المهنية .
#صبر_نفسك
وبما أن الوعي متفاوت بين أفراد المجتمع نجد أننا دائما ما نسقط بين أمرين ، إما دفع الكثير من المال للحفاظ على القليل من الصحة أو دفع الكثير من الصحة للحفاظ على القليل من المال !
فـ للهرب من مواعيد المستشفيات الحكومية ومن الشعور بمدى هوان النفس البشرية فيها نضطر إلى اللجوء للمستشفيات الخاصة فنكون فريسة بعلم أو عن غير علم لإجراء العديد من التشخيصات اللازمة وغير اللازمة وصرف الأدوية التي قد تكون أكثر بكثير مما نحتاج وبعد هذه الرحلة العلاجية تجد أنّك أنفقت ” مبلغ وقدره ” ، حاول حينها أن تتصبّر فـ الصحة لا تقدّر بثمن وكي لا تُصاب بنوبة قلبية إثر هول المبلغ فـ في أسوأ الحالات ستضطر للدخول للمستشفى والدفع من جديد !
#أخيراً
طلب العلاج من المستشفيات الحكومية حق لكل مواطن ، وتوفير الخدمات الصحية على أكمل وجه واجب على كل من يعمل داخل هذا القطاع ولا ينبغي أبداً التهاون مع من يقصر في هذا الشأن .
نجود الزهراني
روووعة يا نجود …كلامك يحاكي الواقع الذي نعيش فيه.