التخطيط الصحي : شمول النظرة لبلوغ الاهداف
تستلزم عملية التخطيط الصحى الالمام بالكثير من المطلوبات المنطقية والتي يمكن أن تبدأ بطرح أسئلة على شاكلة: ماهي حدود القطاع الصحي؟ من الذين يتشاركون ويساهمون فى الاداء الكلى للقطاع الصحى؟ ماهى الرؤية الآنية والاستراتيجية للدولة لهذا القطاع؟ ماعلاقة القطاع الصحى ببقية القطاعات الاخرى فى الدولة؟ الاسئلة أعلاه تشكل نموذج لشمول النظرة الكلية وإتساع الادراك عند الشروع فى عملية التخطيط الصحي، لأن اتصاف هذه العملية بشمول النظرة بداية صحيحة لحل إشكاليات القطاع الصحي، ذلك أن العديد من هذه الإشكاليات لا تبدأ به أو تنتهي عنده. ولا نجانب الصواب اذ قلنا أنه يمكن من خلال فكرة الشمول هذه تبيان العناصرالاخرى التى يمكن أن يستفيد منها المخططين فى عملية التخطيط، من خلال تبنى المنهج الملائم المختار بعناية ناتجة من معرفة الغايات والاهداف كما لأنه يمثل دلالة هامة تحدد الخصوصية والتميز لأى دولة، بمبرر ان الاهداف الكلية لقطاع الصحة تختلف من دولة لأخرى
ولاجدال أن المخططين المدربين تدريبا شاملا ومتنوعا يمثلون الإطار الحامى للتخطيط الصحى من الانحراف عن المسار، ويمكن من خلال الاختيار السليم لهذا الفريق التنبؤ ببلوغ التخطيط لغاياته لأن اتسام الفريق بالتجانس والتعامل بروح الفريق الواحد يمثل دلالة مهمة على نجاح التخطيط، اضاف الى ذلك أن قناعة صناع القرار بما يقوم به المخططون وفهمهم بأهمية الدور الذي يقومون به يمثل الدافع والحافز القوى لهم للقيام بهذه المهمة.
للمعلومات اهمية بالغة لاسيما أننا نعيش عصر المعلومات المتجددة في كل لحظة وحين، اذ يمكن من خلال توفرالمعلومات الاطلاع على البحوث والدراسات التى تشكل رافد مهم يغذى المعرفة ويدعم الحجة والمنطق عند الشروع فى عملية التخطيط لانه يقيس الأثر ويقيم السلوك والمنهج البشرى وبالتالى تتعاظم الاستفادة من هذه الدراسات عند التخطيط الصحى أيّما تعاظم. بالاضافة الى أن المعلومات تسهل عملية المقارنات بين الدول المتشابهة في الخصائص والسمات وبالتالي تشكل قيمة زائدة للتخطيط. ويمكن للتواصل مع الاخرين أن يؤدى الى تبادل الخبرات والتجارب بين مستويات المخططين المختلفة وبالتالي تقوي البناء التخطيطي وتشجع روح الابتكار والانتقال السلس بين الافكار الحديثة والقديمة بقناعه أن استمرارية الحياة العملية تستدعى نقل الخبرات والتجارب.
إن إشكاليات التخطيط الصحى تضغط على صناع القرار يوم بعد يوم، اذ لايمكن لأي دولة تريد المفاخرة وتحسين مستوى الصحة بها إلا أن تنتهج الاسلوب الأمثل في التخطيط، لذلك علينا أن نغير الطريقة التقليدية فى التخطيط وإطلاق العقل والخيال لابتكار الاساليب الحديثة والمجدية ونقول بدون مبالغة ان التخطيط الصحى لا حد له اذ أردنا ان ننطلق ونلحق ببقية الشعوب.