تقرير الجودة الصحية- إعداد :مبارك حمدان

 

نحن نعلم جميعا أن ممارسة الرياضة يمكن أن تحد  من المخاطر التي نواجهها لأمراض مثل مرض السكري وأمراض القلب. ولكن كيف، من البداية إلى النهاية، لكن الأمر قد يبدو محير عند الكثير من الناس.

الآن تقارير بحثية جديدة تقول أن ممارسة التمارين الرياضية، تغير الحمض النووي DNA وتغير وظيفته الجينية وتطور الصحة العامة للشخص ولياقته البدنية .

الجينوم البشري أو DNA هو مدهش و معقد ديناميكيا، مع تحول  الجينات باستمرار ، اعتمادا على الإشارات البايوكيمائية التي يتلقاها الجسم عندما يتم تشغيل الجينات ،يتلقى الجسم البروتينات اللازمة للإعطاء الجسم الطاقة المناسبة والتي يحتاجها للقيام بتمارين أكثر.

العلماء يعرفون أن بعض الجينات تنشط أو تكون أكثر هدوءا نتيجة لممارسة التمارين أو الرياضة لكنهم لم يفهموا بعد كيف الجينات تتعامل مع التمارين وكيف ترد عليها.

فإذا كانت جينات الوراثة لا تتغير فإن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تعبر بها الجينات عن نفسها يمكن تغيرها بواسطة الأعمال الفردية.

بعض التمارين يمكن أن تؤثر إيجابيا على طريقة تفاعل الخلايا مع الدهون المخزنة بالجسم وبالتالي إصدار طاقة للجسم .

وأرفقت الجينات بمجموعة الميثيل التي تؤثر على ما يعرف بإسم التعبير الجيني والتي من الممكن أن تتغير بطرق مختلفة مثل ممارسة التمارين الرياضية والنظام الغذائي وأسلوب الحياة.

و من المعروف أن التمارين الرياضية تعمل على حرق الكثير من السعرات الحرارية أما إذا ترافقت مع برنامج غذائي مناسب فإنها تساعد على حرق شحوم الجسم. ووجد العلماء أن ستة أشهر من التمارين الرياضية المختلفة مثل ركوب الدراجة والمشي قد غيرت الطريقة التي تعمل بها الجينات تلعب دورا في تخزين الدهون في الجسم والإصابة بالبدانة.

وشملت دراسة أجراها العلماء 31 رجلا يعانون من الوزن الزائد لكن صحتهم جيدة. وطلب منهم أن يمارسوا ثلاث ساعات من التمارين أسبوعيا على مدار ستة أشهر. وأخذ الباحثون عينات من دهون الجسم لدى المشاركين قبل بدء الدراسة وبعد ستة أشهر. ودرسوا 48 ألف موقع على الحمض النووي.

وبينت النتائج حدوث تغييرات في قرابة 20 ألف موقع على أكثر من 7500 جين. وهذا التغيير كان موجودا حتى لدى الأشخاص الذين مارسوا أقل من ثلاث ساعات أسبوعيا من الرياضة.
وأضافت التمارين مجموعة كيميائية إلى الحمض النووي متسببة في عمل الجين أو توقفه. وأدت إلى تراجع نشاط جينات تلعب دورا في تخزين السكر من الدم داخل الخلايا الدهنية.
ولهذه الدراسة عدة تطبيقات، منها المساعدة في فهم علاقة الجينات بالبدانة، وأثر الرياضة على الخلايا الدهنية والجينات. كما قد يعمد العلماء مستقبلا إلى تطوير علاجات تستهدف نفس الجينات التي استهدفتها التمارين الرياضية لتغيير آلية الإصابة بالمرض.