تقرير الجودة الصحية- إعداد: امل الحساني

 

تواجه المنظمات العديد من التحديات سواءً في البيئة الخارجية أو الداخلية، و لمواجهة هذه التحديات تتجه إلى العاملين بها لإيجاد الطرق المثلى للتأقلم والتكيف مع تلك التحديات وخاصة من يمتلكون طاقات إبداعية، لكن كيف تستطيع معرفة من يتميزون بسمة الإبداع أو التفكير الإبداعي الخلاق الذي سيرتقي بها إلى القمة؟

بالتأكيد ذلك ليس بالأمر السهل فلابد من توافر مهارات قيادية عالية لدى المدير كي يتسنى له تمييز المبدع من الأقل إبداعاً لذا سنسرد بشكل مختصر مفهوم الإبداع الإداري و أهم الدوافع التي تحفز الإنسان ليكون مبدعاً فيه بيئة عمله.

 

أولاً: مفهوم الإبداع الإداري

في مجال الإدارة لم يتفق العلماء والباحثون كذلك على تعريف محدد لمصطلح الإبداع الإداري، حيث أدى عدم اتفاق العلماء حول تفسير مفهوم الإبداع بصفة عامة إلى تعدد التعاريف التي استخدمت لتحديد المقصود بالإبداع الإداري (العنقري، 1422هـ: 15).

فقد عرّف الفضلي (2003م: 344) الإبداع الإداري بأنه عملية تسعى إلى إحداث نقلة مميزة على مستوى التنظيم من خلال توليد مجموعة من الأفكار الخلاقة وتنفيذها من قبل أفراد وجماعات العمل. بينما يرى القحطاني (2002م: 338) أن الإبداع الإداري يعني استخدام الموظف لمهاراته الشخصية الإبداعية في استنباط أساليب إدارية جديدة، أو توصله إلى حلول ابتكارية لمشكلة إدارية تواجه مصلحة التنظيم أو تصورات جديدة لمعالجة تلك المشكلة بالاعتماد على التحليل الهادف والجهد الإبداعي المنظم الذي يتصل بالإدراك الحسي القائم على التحليل المنطقي والاختبار والتجريب والتقويم.

ومن الاستعراض السابق للمفاهيم المختلفة للإبداع الإداري يمكن القول أن الإبداع الإداري هو فكرة تتسم بالحداثة والتجديد تنشأ نتيجة الخبرة والإلمام الإداري المدرك لواقع المنظمة والمستند إلى المعلومات الشاملة لأجزاء التنظيم المختلفة وتحليلها مما يتطلب توافر قدرات إبداعية للوصول إلى ما هو جديد ومفيد.

 

ثانياً: دوافع الابتكار والإبداع في بيئة الإدارة

توجد عدة دوافع تدعو الإداري إلى الإبداع في عمله, وقد تكون هذه الدوافع ذاتية أو دوافع بيئية أو دوافع مادية أو معنوية.

وليس من الضرورة أن يكون القائد وحده مبدعاً, بل يفترض فيه تجاوز ذلك ليكون حاضناً للإبداع في إدارته فيقتنص الموظفين المبدعين ويرعاهم وينمي ملكة الإبداع فيهم بما يمثلونه من ثروة للمؤسسة وفريق العمل الذي يشرف عليه (وفي هذا الصدد يجب على المنظمات أن تختار الأفراد العاملين فيها ممن يتوافر فيهم سمات الإبداع والابتكار, مثل اليقظة والفطنة والصدق والتأهب وسرعة التكيف مع الأوضاع ويجب على المنظمة أن تضطلع بدور فعال تجاه المجتمع من منطلق المسؤولية الاجتماعية بالمساهمة في خلق كوادر مبدعة), وهذه بعض دوافع الإبداع:-

  1. الحماس في تحقيق الأهداف الشخصية.
  2. الرغبة في معالجة الأشياء الغامضة والمعقدة.
  3. الحصول على رضا النفس والذات.
  4. الرغبة في تقديم مساهمة مبتكرة قيّمة.
  5. الحصول على مكافآت مالية.
  6. الحصول على الثناء والشهرة والسمعة الحسنة.
  7. الحصول على مرتبة علمية مرموقة.
  8. الحصول على وظيفة متميزة.
  9. الرغبة في خدمة الأمة والوطن.

إن هذه الدوافع وغيرها أو بعضاً منها تدعو الإنسان إلى الاندفاع نحو ابتكار الأساليب الجديدة في التفكير وفي العمل, وفي حل المشكلات ومن الأدوار المهمة للمنظمات الحكومية والخاصة البحث واكتشاف أي من هذه الدوافع الموجودة لدى العاملين فيها لاستنهاضها في نفوسهم وتشجيعهم على الإبداع الإداري بما يعود بالفائدة على العاملين أنفسهم وعلى هذه المؤسسات.