يحــملنا مركب الطموح لقـفـزة جريئة فـي عالم نـظم المعلـومات الصحيه المـتبعة فــــي المستشفيات

(Health information system “HIS”)، ليوصلنا إلى ضفاف رؤية طموحة في إدارة الأعمال وإنجازها ، حيث نجد نظامًا قائمًا على الإستثمار الأمثل للموارد الأساسية لأي منظمة منتجة، وتتكون تلك الموارد عادة من : (الموظفين، المواد، الأصول، العقود، والتقنيات ) لتصل تلك القفزة إلى نظام تقني إداري متكامل لإدارة الأعمال مصمم على الإجراءات الخاصة بالمستشفيات. ونرمز لهذا النظام الطموح بالاختصار (HIS) للدلالة على نظام المعلومات الشامل المتكامل لإدارة المستشفى، والذي يضم كل المعلومات والأعمال الخاصة بالمستشفى، وهذا النظام سيمكننا من استبدال النظام القديم للمستشفى والذي كان يضم عددا من الأنظمة المختلفة لنتجاوز بذلك النموذج الأسلوب القديم للمستشفى الذي كان يشغل عددًا من الأنظمة مثل

 (ERP ,AssetPlus ,LIS , PACS ,DMS ,CMS ,CMR ,OVR, …)

 وغيرها من الأنظمة الأخرى المبعثرة أو المنفصلة. حيث سجل الموظف في ملف معين يشير إلى مقدم رعاية في ملف آخر. فلا تنعكس خدمة الموظف في ملف مقدم الرعاية ولا ينعكس ما يفعله الموظف أو الطبيب من إنجازات أو تأثيرات لا يتم معرفتها داخل المستشفى. المواد المشتراة لإستهلاك المرضى لها مسار خاص مختلف عن المواد التي تدخل وتخرج من المستشفى. أيام إجازة الممرضات مثلاً لعدة ايام تؤثر على حجم العمل بالعيادات الخارجية ولا تظهر للعاملين بالعيادات الخارجية لاتخاذ اللازم وغيرها من المشاكل المعروفة على المستوى التشغيلي والاستراتيجي للمستشفى.

 ودعونا نأخذكم في رحلة إلى الماضي في بداية إدارة الأعمال في أي مجال حيث كان  الورق والقلم يستخدمان في إنجاز الأعمال وتدوين السجلات وعمل الإحصاءات. وهي طريقة لا تحتاج لمساعدة من أحد، فالورق والقلم على المكتب، والموظف يستخدمها بشكل سلس لإنجاز الأعمال في جو من الإستقلال والمسؤولية. ولكنها تستغرق وقتًا طويلاً في الإنجاز وقد يترتب عليها بعض الأخطاء.

ودعونا نلقي الآن نظرة أخرى على مميزات النظام المعلوماتي الشامل مستخدمين ما في الماضي من استقلالية  ومسئولية حيث سنأخذ بالاعتبار الجوانب الآتية:

  1. الأسباب والمؤثرات في مجال العمل والإجراءات العملية التي توفر تصوراً دقيقاً للتوجهات المستقبلية للإدارة.
  2. سهولة الحصول على المعلومات الإحصائية التي تساعد في إتخاذ القرارات السليمة.
  3. إمداد المستخدمين بكافة الوسائل التي يحتاجونها لإنجاز العمل باستخدام التكنولوجيا الحديثة دون الحاجة الى “الفنيين – المبرمجين – محللي النظم – مديري قواعد البيانات والشبكات والنظم – المختصين في أقسام تقنية المعلومات”
  4. يعمل النظام بطريقة سلسة في إعطاء الصلاحيات للخدمات المختلفة، وكلما كنت بحاجة لصلاحية معينة يمكنك الحصول عليها من رئيس القسم الذي تعمل به، تماما كما لوكانت الأوامر تعطى عن طريق النماذج الورقية.
  5. وجود معلومات دقيقة يمكن استخدامها كمعايير تحكم الخدمات الصحية المقدمة وتقيس جودتها.
  6. رفع مستوى التكاملية بين أنظمة المستشفى المختلفة.
  7. زيادة رضا المستفيد من خدمات تقنية المعلومات سواء كان الممارسين الصحيين أو المرضى.

وعن طريق ما يسمى “وحدات النظام الجزئية من النظام الشامل المستخدم في أي إدارة من الإدارات” سوف يكون عمل المتخصصين في قسم تقنية المعلومات في الكواليس الخلفية للعمليات المساندة ودعم استخدام الأدوار والصلاحيات والإجراءات لبناء نظام واحد متكامل يحقق أعمال المستشفى بشكل فعال ومتكامل وبجودة أعلى .  حينها سنصل إلى نظام يتعامل مع الوقت والمعلومات الخاصة بكل من : (المرضى، الموظفين، المواد، الأصول، العقود، العقاقير، الوثائق والمحتويات) و يحقق تدفق العمل التشغيلي ( المبني على العمليات والإجراءات) وقياس معدل الأداء لكل بطاقات النتائج، في بنية أساسية قوية تقنية متكاملة ، بحيث تحتوي أدوات فائقة ، ومنها: –

  • ألية في إدارة العمليات و الإجراءات (BPM Engine)
  • نموذج هيكلي إشتراطي (يقسم النظام لوحدات قابلة للتشكيل والتطوير المستقل)
  • آلية قوية لإعطاء التقارير، وقياس مؤشرات معدل الأداء (KPI)
  • نماذج لواجهات النظام سهلة الإستخدام(GUI) .

ومن الأمور المهمة لنجاح النظام التشغيلي التقني الشامل أن يركز المختصون في تقنية المعلومات في المستشفيات على القيم التالية: – عمل أكثر وأنظمة أقل- التقنية السلسة السهلة – ساعد المستخدم ليساعد نفسه. – منح المستخدمين الصلاحيات والأدوات التي تمكنهم من القيام بأعمالهم – حل المشكلة من جذورها –  إعادة هندسة العمل لتتماشى مع الحلول الذكية.

          وبذلك يمكننا أن نتخيل النظام الجديد بوصفه منتجًا ضخمًا يسهم في تحليل العمل، وكشف مشكلاته ، للوصول إلى حلولها، مع مراعاة الوقت ليكونٌ عنصرًا مساعدًا في الإنجاز. إن نظام المعلومات التقني الشامل للمستشفيات مقترح طموح لجودة معلوماتية وصحية أكبر، ولكنه نواة لبحث نود أن نكون جزءاً منه.

 

تحياتي

المهندس / عبدالعزيز ناصر بن خليف

مدير تقنية المعلومات في مستشفى قوى الأمن – الدمام