“الحب.. بطريقةٍ أخرى”
إن من أعظم المشاعر التي قد وهبها الله للبشرية هي “الحب”.. الحب هو ذلك الشيء الذي لايمكنك أن تفسره ولا أن توصفه.
تُدرك فقط أن شعور يجتاحك دون سؤالك أو استئذانك! شعور يشبه المغناطيس! وفي رواية أخرى قيل أنه العشق، والهيام، والموت الذي يجرك لعالم آخر بين الواقع والخيال!
مشكلتنا أننا ضيقنا مسارات الحب، أننا أحتكرناها على طُرق معينة، حتى أننا خفنا وحرمنا على أنفسنا “الحب” ربما خوفاً من الناس؟ ربما خوفاً من أنفسنا؟ ربما خوفاً من تجربة فاشلة!
برغم أن العقيدة الإسلامية روضت الحب، وأزهرت الحب، بل وجعلته شيئاً لايموت، حيث أن الأجساد وحدها التي تموت وتنتهي، لكن الأرواح تبقى عند ربها حية لاتموت.
في الحقيقة إنه من السهل جداً أن نكتب عن الحب أو أسماء من نحب، لكن من الصعب جداً أن نكتب أسباب الحب!
إنه من الصعب ياسيدي أن تُخبرني بضرورة كتابة مقالة عن سبب إختياري “للإدارة الصحية” المندرج تحت العلوم الطبية، كخيار، وكمجال، وكمستقبل!
من الصعب أن تخبرني إني سأخوض منافسة أدبيه في أجمل من يكتب لهذا المجال مثلما يقول الشاعرالعريق نزار قباني “كلماتنا في الحب تقتل حُبنا.. إن الحروف تموت حينما تُقال”
إني ببساطة شديدة لا تحتاج للتبرير”أحبه”!
مثلما تحب الأم طفلها، مثلما تعجب الفتاة بوالدها، أحبه كوني أجدني فيه، وأجده فيني.
ولإن ليس كُل البشرية تُجذب للشيء ذاته ، ولإن البعض يحتاج أسباباً منطقية، وأخرى مادية، وبعضها إجتماعية في إقناعه فهنا نحن مضطرين لإن نتكلم بمنطقية أكثر مضطرين لأن نسرد لهم أسباباً بجانب الحب، لتوضح لفكرهم، وتقنع مبدأهم.
بداية مايميز هذا المجال كونه مجالاً غير تقليدياً، كونه علماً فريداً، كونه يجاري إحتياجات المرضى بصفة خاصة، والمجتمع بصفة عامة.
كونه يجعل عقلك متخماً بالعلوم العديدة، بدءً من العلوم الطبية، والإدارية، والمالية، والقانونية.
إنه لا يجعلك متمرساً من النواحي العلمية وفقط، بل حتى الشخصية والمهارية!
إنه يجعلك كماسة فريدة، غير تقليدية، وحديثة!
يتهافت عليها سوق العمل، وتضج بها ساحات السؤال والتنقيب والمعرفة.
إننا ياسيديْ حينما نقول أننا نحب شيئاً سواء كان شخصاً، أو مجالاً، أو مكاناً، ونكتب عنه، ليس لأن نتباهى، ولا لإن نلزم الآخرين على أن يحبوا ما أحببنا، إننا نقول أننا نحب.. لإننا ببساطة نُحب حبنا، ونسعى لإجله في كل يوم، وكل لحظة، وكل تفاصيل ثانية.
أخيراً أختم حديثي بمقولة نزار المحببة على قلبي” الحب هو الإبحار دون سفينة.. وشعورنا أن الوصول مُحال”
مُحال مهما كانت الصعاب..
مُحال مهما كانت الإحتجاجات..
محُال مادامت الهمة عالية، والروح راضية.
محال- بإذن لله- قبل إي شيء وكُل شيء.
اُمنية يحيى عباس نَتـُّو.