مستشفيات جازان.. «حريق» كل شهر!
الجودة الصحية ( متابعات ) منال باسنبل
في البداية وقعت الكارثة الجديدة بمستشفى العارضة مساء أول أمس التي لم ينجم عنها خسائر بشرية عندما شب حريقان في وقت واحد أحدهما في إحدى الغرف بالعيادات الخارجية، والآخر بقاعة التدريب بالمستشفى، والتي يرجحها بعض شهود عيان إلى «سلك مكشوف « فيما جاء الحادث بعد
أقل من شهر واحد لكارثة حريق مستشفى صامطة، والكارثة الأكبر وهي حريق مستشفى جازان العام.
وتسبب حريق العارضة في حالة من الذعر بين المرضى والمراجعين بعد اكتشافهم أدخنة كثيفة منتشرة بداخل المستشفى دون حدوث إصابات بالأرواح، وأكدت المصادر أيضاً بأن هناك حالات اختناق تعرض لها بعض الموظفين ومنسوبي المستشفى جراء مباشرتهم الحادث الحريق تجاوزت 40 حالة، تم نقل بعضها إلى المستشفيات الأخرى.
المدني: إخلاء 42 حالة
وحول ظروف وملابسات الحريق أوضح المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان الرائد يحيى القحطاني إنه ورد بلاغ عن حادث حريق في مستشفى العارضة العام.
وعند الوصول اتضح أن الحادث عبارة عن حريق في إحدى غرف العيادات الخارجية وتزامنا مع الحريق اندلع حريق آخر في غرفة اجتماعات في الدور الثاني بقسم التنويم حيث تم مباشرة الحادث والسيطرة على الحريق مبيناً أنه تم إخلاء المرضى ونقلهم لمستشفيات المنطقة عن طريق الهلال الأحمر والشؤون الصحية بالتعاون مع الدفاع المدني وعددهم ٤٢ حالة ولم ينتج عن الحادث أي إصابات أو وفيات مشيرا إلى أن العمل ما زال جاريا لمعرفة ملابسات الحريق.
9 فرق إسعافية
أما المتحدث الرسمي للهلال الأحمر بجازان بيشي الصرخي فقال: إن غرفة العمليات تلقت البلاغ عن حادث حريق في أحد أقسام مستشفى محافظة العارضة وعلى الفور تم توجيه (٩) فرق إسعافية إلى موقع الحريق وتواجدت حتى انتهاء الحدث، وساهمت مع الصحة والدفاع المدني في إخلاء حالات من المستشفى منها (٧) حالات تم نقلها عن طريق الفرق الإسعافية من أقسام التنويم بالمستشفى إلى مستشفيات المنطقة لاستكمال علاجها.
صحة جازان: لا خسائر بشرية
وإلى ذلك أوضحت المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة جازان أنه تم التفاعل الفوري مع الحادث من فرق الطوارئ والأزمات وفريق المنشأة ممثلاً في الأمن والسلامة وإدارة المنشأة، وباشرت فرق الدفاع المدني الحادث فوراً وتمت السيطرة على الوضع وإخلاء جميع المرضى من المستشفى ولم تسجل أي إصابات أو خسائر بشرية بحمد الله.
وأشارت إلى انه جار متابعة الحدث عن كثب وباهتمام بالغ وجارٍ التحقق من مسببات الحريق من قبل الجهات المعنية.
مستحقات المقاول تؤخر المستشفى الجديد
ما زال مستشفى العارضة الجديد تحت الإنشاء ولم يكتمل نظراً لتعثر مشروعه ورصدت «المدينة» خلال جولتها صورا للمبنى الجديد توضح ما وصل إليه المشروع، وعلمت من مصادرها عن توقف مقاول المستشفى عن إكمال المشروع الجديد لعدم صرف مستحقاته، وأنه لا تتوفر للمشروع اعتمادات مالية حاليا لإكماله، فيما باتت محافظة العارضة بعد حادثة الحريق بدون مستشفى وإلى أجل غير مسمى.
إصابة مدير المستشفى باختناق
تعرض مدير مستشفى العارضة علي محمد عقيلي إلى ضيق بالتنفس نتيجة الدخان المتصاعد استوجب جلوسه بكمام الأكسجين حتى انتهاء إخلاء جميع المرضى، بعد ذلك تم إخلاء جميع محتويات المستشفى بما فيها الأسرة الطبية والأدوية الموجودة بالصيدلية والأجهزة الطبية حتى لا يصل إليها الحريق.
وكان مدير المستشفى قد سعى جاهداً لتكثيف الجهود من أجل سلامة المرضى بمساعدة الفريق الطبي بالمستشفى والمواطنين حيث تم إخلاء جميع المرضى الذين حالتهم الصحية حرجة بشكل عاجل عن طريق الهلال الأحمر وسيارات الإسعافات الطبية إلى مستشفيات أخرى.
المستشفى متهالك ومواطنون يضطرون للعلاج خارج المحافظة
تواجدت «المدينة» في موقع الحريق بمستشفى العارضة والتقت بعدد من المواطنين ومنهم علي محمد مختش، ومحمد أحمد نحيفي، وعلي محمد نحيفي، وأحمد حسني، وعبروا عن استيائهم من حال المستشفى حيث يعاني الإهمال منذ زمن طويل، ولم يتم تحسينه، متسائلين عن أسباب تأخر تشغيل المستشفى الجديد الذين هم في أمس الحاجة لخدماته بدلاً عن المستشفى القديم المتهالك.
وعبر الأهالي عن قلقهم نتيجة الحرائق بمستشفيات جازان بعد حريق العارضة الذي وصفه البعض بأنه ناتج عن ماس كهربائي بسبب إهمال قسم الصيانة بالمستشفى، مؤكدين أن أحد المراجعين هو الذي اكتشف الحريق عند بدايته بعد تصاعد الأدخنة من غرف العيادات الخارجية، وهو من قام بإطفائه في العيادات الخارجية قبل وصول فرق الدفاع المدني حيث كان الحريق بسيطا عند بدايته ثم انتقل الحريق إلى المبنى الداخلي من المستشفى عن طريق ماس كهربائي آخر تسبب في نشوب حريق جديد استوجب دخول فرق الدفاع المدني.
وارجع المواطن عبدالرحمن أحمد الجابري بأن سبب الحريق قد يعود للأسلاك المكشوفة في المبنى، والظاهرة للعيان، مؤكدا سوء الخدمات الصحية المقدمة للمراجعين والمرضى وعدم وجود إمكانيات وأجهزة طبية متقدمة مما يضطر البعض للتوجه لمستشفى آخر من أجل الحصول على رعاية طبية مناسبة.