الجودة في الرعاية الصحية
تقرير الجودة الصحية- إعداد: احمد جديبا
الجودة هي مفتاح النجاح في عالم يعتمد اليوم أساسا على المنافسة فلكي تحقق المنافسة في الأداء فلابد من الرجوع إلى برامج إدارة الجودة الشاملة المعتمدة على التحسين المستمر لجودة الأداء.
فمنذ عام 2000 فإنه يقع على عاتق الحكومات توفير بنية أساسية والاعتماد في إدارة وحدات الرعاية الصحية الأساسية على العمليات والإجراءات لتحقيق التحسين المستمر لجودة الخدمات الصحية المقدمة بواسطة الوحدة محققين بذلك تطوير مناسب يعتمد أيضا على العلوم والتقنيات الحديثة.(منظمة الصحة العالمية المكتب الإقليمي الأوربي (1993)
جودة الخدمة الصحية:
فقد عرفتها الهيئة الأمريكية لاعتماد المنظمات الصحية والمعروفة باسمها المختصر (جاكو).
بأنها درجة الالتزام بالمعايير المعاصرة المعترف بها على وجه العموم للممارسة الجيدة والنتائج المتوقعة لخدمة محددة أو إجراء تشخيص أو مشكلة طبية (سعيد,1994(
الخدمات الطبية الجيدة هي تلك التي تتبع المعايير والأسس التي يتبعها ويدرسها القادة المؤسسون لمهنة الطب في المجتمع (لي جونز1933)
كما نستطيع أن نعرف الجودة في الرعاية الصحية رعاية صحية سهلة المنال وآمنة ومسئولة وعادلة وهذا يعني أن:
مقدم الخدمة يقدم الرعاية الصحيحة للحالة المرضية الصحيحة في الوقت المناسب بطريقة صحيحة ,المرضى يحصلوا بسهولة على رعاية في الوقت المناسب بطريقة دقيقة وعليهم أن يحصلوا على معلومات كاملة عن المخاطر حتى يتجنبوا الإجراءات الغير أمنة ومعلومات كاملة عن منافع الرعاية التي يتلقونها,تحترم حقوق كل من المرضى ومقدمي الخدمة.
إن تحديد مفهوم الجودة العالية من الرعاية الصحية يختلف تماما ليس فقط بين كل من مقدمي الخدمات والمستفيدين منها ولكن أيضا داخل كل من هاتين المجموعتين.
ولقد اقترح كل من روبرتس وبريفوست عام 1987م وكذلك رودريجيس عام 1988م إن مفهوم جودة الرعاية الصحية يعتمد على من سيقوم بتحديدها بمعنى آخر ان تعريف ماهية الجودة يتوقف على من يقوم بتقويمها وما القيم والمعايير المتفق عليها إجماعا لتحديد ذلك المفهوم سواء على أساس تقويم موضوعي أو ذاتي ,ويمكن تحديد ماهية الجودة على الأقل من خلال ثلاثة زوايا رئيسية كما يلي:
1-جودة الرعاية الفنية المقدمة للمريضTechnical care quality
2-جودة فن الرعاية المقدمة للمريض Art of care quality
3-جودة المظهر الخارجي للمنشأة الصحية Ammunition of care quality
فمن الملاحظ أن بعضا من المرضى أو من مقدمي الخدمة يقومون بتقويم جودة أداء الخدمة من خلال منظور الرعاية الفنية ومدى معرفة ومهارة الطبيب المعالج في تشخيص وعلاج الحالة القائمة , ومن جهة أخرى نجد أن البعض يقومون الجودة من خلال المنظور النفسي أي مدى اهتمام الكادر البشري بالمريض من لحظة دخوله للمتشفى حتى خروجه , ومن جهة أخرى أيضا قد يرى أن تقييم الجودة يحدد على أساس مستوى المظهر الخارجي للمنشأة الصحية , أو مدى التجهيزات الطبية في المنشأة والتقدم الالكتروني والنظافة العامة للمنشاة.
وهذا باعتبار الجودة من وجهة نظر من قدم لهم الخدمة أما أصحاب الأعمال فقد يحددون الجودة على أساس ما تم تحصيله من مبالغ مالية ودخول نتيجة الاستثمار في المنشأة الصحية.
والمدراء يحددون مفهوم الجودة على أساس تقليل التكاليف وزيادة الفاعلية في تقديم الخدمة الصحية.
أما الأطباء مثلا فيرون أن تحديد مفهوم الجودة العالية من الرعاية الصحية يكمن في عملية خروج المريض من المستشفى خاليا من الأمراض بعد أن تم شفاؤه , ومدى توفر الأجهزة الطبية التي تساعده في سرعة تشخيص الأمراض ومن ثم العلاج الناجح.
ومن جهة أخرى أيضا التمريض يحدد الجودة في مدى ما تقدمه الإدارة له من برامج تطوير وتدريب وتوفر الأجهزة المساعدة لسرعة تقديم الخدمة للمرضى.
وتعد الجودة أداة فعالة لتطبيق التحسين المستمر لجميع أوجه النظام في أي منشأة وذلك من خلال تحقيق التحسين في النشاطات والعمليات الداخلية وترتبط الجودة بجميع نشاطات المنشأة حيث تعمل على استبعاد غير الصالح منها سعيا وراء إرضاء العميل.