اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ( الشخصية السيكوباتية )
تقرير الجودة الصحية_إعداد: نوف بن سلمان
لننصت إليه :
هل يجب فعلا أن أحفظ حقوق مجتمعي, لا لن أنصاع له ابدا , إنني لا أبالي فعلا به بل واستمتع بالشجارات وبالقيام بكل ما فيه تخريب لهذا المجتمع , يتهمني الناس بأني سريع الغضب وعدواني حتى أقرب الناس إلى , أنا لست كذلك ولست نادما على أي تصرف أقوم به , حتى لو كذبت أو سرقت أو حتى قتلت مصلحتي أولا وأخير أنا والطوفان من بعدي .
ماهو إضطراب الشخصية المُضادة للمجتمع/السيكوباتية ؟
تتميز الشخصية السيكوباتية بالإازدواجية فالشخص السيكوباتي تراه للوهلة الأولى فيبهرك بشخصيته شخص , وديع ..مبتسم…ذو مظهر ملتزم…دائما يحدثك بصفاته الحسنه وميزاته حتى انك – وللوهلة الاولي – تغبطه وتود لو أنه كان صديقاً لك…ولكن ما إن تقترب من ملامح هذه الشخصية وتتكشف لك خبايها وحقيقتها ربما تصاب بالفزع وربما الدهشة فالإزدواجية ميزة رئيسية وعامل أساسي في هذه الشخصية .
نعلم أن البعض سيتعجب من هذا التناقض وهذه الإزدواجية الغريبة في الشخصية، وكيف يجتمع وجه سمح متسامح يدعوا للخير والفضيلة مع أناس وخاصة إذا كانوا من أهله، كزوجته وأبنائه واخوانه، واقاربه واصدقائه ، بل مع والديه في أحياناً كثيره ، مع وجه شرس يستلذ بالظلم لهم وخاصة للضعفاء من حوله لأجل شهواته وآراءه ويبيح ويعلل لنفسه ما يشاء بكل صفاقة ووقاحة؟ ولديه الاستعداد أن يفقد بكل سهولة أياً منهم لأجل شهواته، ولأجل تحقيق اختياراته الكارثية !
و يعرف “اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع” بأنه اضطراب نفسي مزمن يؤثر في المصاب به من حيث التفكير والتعامل مع المواقف والآخرين، كما يعاني أغلب المصابين بهذا الاضطراب خللاً في التمييز بين الصواب والخطأ ، وغالبًا ما يتجاهلون حقوق الآخرين ورغباتهم ومشاعره، مما يضطرهم لأفعال عدائية او أعمال إجرامية .
أسباب نشوء الشخصية المضادة للمجتمع/السيكوباتية :
أولاً: عوامل جينية، فقد تلعب الوراثة عاملاً مهمًا في التأثير في مزاج الشخص وإصابته باضطراب “الشخصية المعادية للمجتمع”.
ثانيًا: عوامل بيئية، قد تكون التربية السيئة، سواء من خلال الإفراط في دلال الطفل أو الإفراط في سوء معاملته الجسدية , إضافة إلى التجارب العديدة، كوفاة أحد الوالدين التي قد يواجها الطفل من أسباب الإصابة بهذا الاضطراب.
ثالثًا: وجود اضطرابات أخرى، حيث تزيد احتمالية الإصابة باضطراب “الشخصية المعادية للمجتمع” عند إصابة الطفل باضطرابات أخرى، مثل اضطراب السلوك.
سمات إضطراب الشخصية المُضادة للمجتمع/السيكوباتية :
عندما نتأمل سويا هذا الشخصية السيكوباتية نلحظ سمات بارزة تميز هذه النوعية من الشخصيات . فنجد السيكوباتي يتسم باشك والغرور والكبرياء , سريع في اتخاذ القرار وسريع ايضا في التراجع عنه , كذاب ومبالغ , شخص وصولي يهوى التسلق على أكتاف الآخرين ليصل لأهدافه , يتلذذ بالظلم وفرض السيطره على الاخرين وبخاصه الضعفاء منهم .
يقول عنه المختصين أنه شخص عذب الكلام , يعطى وعوداً كثيراً , ولا يفي بأي شىء منها , لديه ميل مستمر نحو الغرائز ونحو تحقيق ما تصبو إليه نفسه دون الشعور بالذنب أو التأنيب الذي يشعر به أي إنسان إذا وقع في منطقة الخطأ .
وهُناك خمسة عشر خاصيّة وضعها العالم ” كلسكي ” واعتبرها من أهم سمات الشخصيّة السيكوباتية وهي :
1- جاذبية مصطنعة ومستوى جيد من الذكاء (النساء السيكوبات لهن سحر خاص وغذوبة في الكلام).
2- غياب الهذاءات والعلامات الأخرى الدالة على التفكير اللاعقلاني.
3- غياب القلق العصابي أو المظاهر العصبية الأخرى.
4- عدم الثبات.
5- غياب الضمير والخجل.
6- سلوك مضاد للمجتمع.
7- قدرة ضعيفة على الحكم والشك.
8- تمركز مرضي حول الذات وعجز الحب والكثير من العلاقات الفاشلة مع الطرف الاخر زوج أو صديق.
9- إنخفاض عام في معظم الاستجابات الوجدانية الرئيسية.
10- فقر الاستبصار.
11- انخفاض الاستجابة لعلاقات الشخصية العامة.
12- سلوك نرجسي.
13- غياب محاولات الإنتحار الجادة.
14- حياة جنسية غير تقليدية وغير مضبوطة أو قابلة للتحكم الفشل في اتباع أي خطة لحياته.
15- بالإضافة إلى أن السيكوباتيين يجيدون التعبير اللفظي عن الانفعال الملائم لموقف معين، لكنه لايكون حقيقياً أو أنهم يعبرون عما لايشعرون به كما أنهم يستخدمون كل التعبيرات الممكنة للإعتذار عن سلوك معين، ولكنه يكون اعتذاراً زائفاً.
أنواع الشخصية المضادة للمجتمع/السيكوباتية :
1- السيكوباتي المتقلب العاجز: وهو كثير الشبه بالشخصية العاجزة ولكنه يزيد عليها الأنانية المفرطة، فهو لا يستقرعلى عمل، ويتخلل أعماله المشاجرات والمشاحنات، وقد تتعدد زوجاته دون تحمل أي مسؤولية لرعايتهم، أو الإخلاص لأحد غير نفسه ولذته، وعلى الرغم من الحماس والعاطفة التي يظهرها إلا أنها سرعان ما تتبخر مع قضاء مراده !
2- السيكوباتي العدواني المتقلب الانفعال : وهو أقل شيوعاً من النوع الأول وأكثر منه سوءاً، على سوء الأول، لأنه قد يدوس على كل شيء في سبيل تحقيق ما يريد، بما في ذلك القتل، ولا يهمه مصائب الآخرين أبداً ما دام بعيداً عنها، وله ذكاء خاص يتحايل به، وقد ينجح بعض هؤلاء في الوصول إلى بعض المناصب الكبيرة نظراً لانتهازيتهم وذكائهم الذي لا يعبأ بأي خلق ولا يتورع عن أي عمل يوصله لما يريد .
يتم تشخيصهم بوجود ثلاثة أو أكثر من تلك الأعراض :
1- عدم قدرتهم على مواكبة أعراف المجتمع مع الأخذ في الاعتبار السلوك المسموح به فيما يتعلق بالسلوكيات المشروعة.
2- مدى صعوبة تخطيطه للحديث أو الأفعال، الإخفاق في التخطيط للمستقبل، و يعاني دائمًا من الإندفاعية.
3- الاستثارة و العدوانية، دائم التوتر و تكرار العدوانية التي يتميز بها ويبرهن على ذلك اعتداءاته المتكررة و سطوه المستمر على الناس و تعدياته عليهم.
4- الاستهتار المتهور بسلامة الذات و الآخرين، وعدم اعتباره لأى أمن يخص الآخرين أو حتى يخصه هو شخصيًا.
5- اللامبالاة و عدم تحمل المسئولية مما يصيبه بالفشل في الاستمرار بأى عمل أو أن يفي بأى متطلبات أو التزامات مادية واجبة عليه.
6- الافتقار إلى الشعور بالندم كما يستدل عليه باللامبالاة عند إلحاق الأذى أو تبريره أو عند إساءة معاملته أو عند سرقته شخصًا آخر.
7- لا يقل عمر الشخص المصاب عن 18 عام.
8- يشترط وجود اضطراب مسلك إذا ظهرت تلك الأعراض قبل 15 عام.
9- لا تكون تلك الأعراض حصرًا في سياق فصام أو اضطراب وجداني.
النصائح الوقائية للحد من أعراض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع:
1- استشر الطبيب المختص عند ظهور أعراض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.
2- تجنّب اللجوء لضرب أطفالك، أو تعريضهم للأذى.
3- احرص على أن يكون منزلك ملاذًا آمنًا خاليًا من أشكال العنف أو الإساءة.
4- ثقّف نفسك عن أساليب التربية الصحيحة في غرس القيم الصحيحة والسلوكيات الخاطئة في الطفل منذ نعومة أظفاره.
5- مارس تمارين الرياضية لأنها تساعد على الحد من التوتر والقلق.
6- راقب المصاب مراقبة حثيثة وعوّده تدريجيًا على الابتعاد عن السلوك العدواني.
7- شجّع المصاب على القيام بأعمال مفيدة، مثل ممارسة التمارين الرياضية وتنمية المهارات أو ممارسة إحدى الهوايات.
العلاج :
- العلاج النفسي :
و تكمن الفائدة الكبرى من العلاج السلوكي لمثل هؤلاء المصابين حال وجودهم محتجزين داخل المستشفى عندما يشعر الشخص بوجوده بين أشخاص لديهم الدافع للتغيير و لهذا السبب فلربما تكون مجموعات المعالجة الذاتية أكثر نجاحًا في علاج مثل هؤلاء الأشخاص (و هو ما نسميه أحيانًا بالتأهيل ) .
و قبل أن نبدأ خطة العلاج فلابد من وجود ضوابط محكمة و لابد للمعالج أن يجد الطرق الملائمة للتعامل مع السلوك المدمر لدى هؤلاء الأشخاص و لكسر جدار الخوف من التقارب الذي ينتاب المصاب ، و لابد أن يكون له القدرة على إحباط محالات و رغبات المريض من الهروب من خطة الصلاح و الشفاء المفترض إتباعها بأمانة و إنسانية، و لذلك فلابد للمعالج من الفصل بين العقاب و التحكم و لابد له من الفصل بين المساعدة و المواجهة، و بين العزلة و العقوبة .
· العلاج العقاقيري :
و يأتي الدور للعلاج بالعقاقير في إطار التعامل مع أعراض القلق و التوتر و الاكتئاب .
و لأن معظم هؤلاء المرضى يتعاطون الكثير من المواد المخدرة فإستخدام مثل تلك العلاجات لابد له من نظام محكم .
بُقعة ضوء :
علينا أن نعي أيضا إن كل إنسان منا لديه قدر من السيكوباتية بدرجة ما (ولو كانت قليلة جداً) يريد بها أن يحقق نوازعه ورغباته، ولكن اغلبنا يستطيع أن يسيطر عليها ويتجنبها في كثير من الأحيان ولكن إذا راجعنا سلوكياتنا فسوف يكتشف البعض منا أننا جميعا نحمل في أنفسنا بعضا من هذه الصفة لبعض الوقت.. واهنا يجب علينا أن نكون أمناء مع أنفسنا وان نحدد هذه الأوقات التي نتحول فيها جزئيا إلى سيكوباتيين وان نقوم هذه الصفة في النفس وذلك من خلال تدعيم الدين والأخلاق والأعراف والقيم والاحترام المتبادل وتجنب الظلم والعمل بالمنهج النبوي العظيم والرحيم والذي يحث على البر والتقوى ومكارم الأخلاق والبعد عن الظلم والفحش ومساويء الأخلاق.
المصادر:
- المصدر الأول
- المصدر الثاني
- تطبيق قريبون