الجودة الصحية(متابعات)مها باعمر

نجح مركز الأمير سلطان لطب وجراحة القلب بمنطقة الأحساء في إجراء عملية دقيقة لزراعة منظم نبض متفاعل ذي تكيف آلي لطفل دون فتح صدر.
 
وكانت الخطوة الأولى هي عرض حالة الطفل البالغ من العمر 21 شهرًا، بوزن 10,8 كجم على جميع مراكز القلب المعنية من قِبَل برنامج (إحالتي) بوزارة الصحة، حيث صنفت الحالة كإنقاذ حياة إثر معاناته من اضطراب متزايد في النبض، وهبوط شديد في أداء القلب والدورة الدموية، وبعرضها على فريق العمل بمركز الأمير سلطان لطب وجراحة القلب بالأحساء بقيادة استشاري تشوهات القلب الخلقية واضطرابات النبض البروفيسور عبدالله بن عبدالرحمن العبدالقادر، أعطى الفريق القبول الفوري للحالة، وقام بإجراء الاستعدادات اللازمة، وبعد إجراء الفحوصات المطلوبة للتشخيص السليم تمت عملية قسطرة سريعة لاستكشاف وضع الأوعية الدموية المعنية التي أوضحت عدم إمكانية مرور أصغر كيبل كهربائي موجود عالميًّا من الأوردة السفلية بسبب التدخل الجراحي السابق المتمثل في إجراء عملية قلب مفتوح له في أحد مستشفيات المملكة؛ مما دعا فريق العمل إلى مداهمة الاضطراب النبضي من وريد ما تحت الترقوة في عملية اختصرت إجراءين مهمين هما: زراعة المنظم المؤقت، وبعدها بساعات زراعة المنظم الدائم، وذلك بمعايير زراعة مثالية تضمن دقة اختيار المكان المناسب للكيبل الكهربائي الذي يجري فيه تثبيت المحور الدوار داخل عضلة البطين؛ مما يعطي مدة عمل ذات كفاءة عالية للجهاز كاملاً تراوح ما بين 8 و13 سنة بإذن الله تعالى، وقد تم بفضل الله إعادة تحويل الطفل إلى المستشفى المحوَّل منه، وهو مستشفى الولادة والأطفال بالدمام، وهو الآن بفضل الله في صحة وعافية.
 
يُذكر أن خدمة اضطرابات النبض والقسطرة الكهربائية من التخصصات النادرة جدًّا على مستوى العالم، وتزداد ندرته في حالة تشوهات القلب الخِلْقية لدى الكبار والأطفال، وهي خدمة ضمن سلسلة من الخدمات الراقية التي توفرت في مركز الأمير سلطان للقلب بالأحساء منذ تأسيسه، وبلغت قمة العطاء في البدء بعمليات الكي باستخدام الرجل الآلي، سابقًا بذلك جميع مراكز القلب بالمملكة، وبعض الدول المتقدمة مثل كندا واليابان.
 
ويعد المركز من المراكز المعدودة قاريًّا في البدء بإجراء عمليات القلب للأطفال، وقد حظي بتقدير شخصيات علمية تاريخية مثل مؤسس علم بيولوجيا الزمن في الطب الحديث الأمريكي فرانز هالبرج الذي أفرد مقالاً في المجلة العالمية للقلب بعنوان (طب القلب في الأحساء بالمملكة العربية السعودية: الواحة العظيمة بما تعنيه الكلمة)، ويتميز المشوار العلمي للمركز في غزارة المادة العلمية فيما يخص تشوهات القلب الخلقية.
 
جدير بالذكر أن مركز الأمير سلطان بالأحساء قاد مشروع أمراض القلب الخِلْقية في السعودية، ودول مجلس التعاون، واليمن بقيادة الدكتور عبدالله العبدالقادر، الذي يترأس حاليًّا مشروعيِّ خطة التحول الوطني 2020 (دراسة النتائج السريرية على المدى البعيد لمرضى ضغط الدم باستخدام تقنيات متطورة لدراسة تباين ضربات القلب وقياس قوة التيار الكهربائي المنخفض للقلب)، و(المشروع السعودي لدور الهوموسستين في تصلب الشريين والسرطان)، بدعم مباشر من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.