برنامج الفحص المبكر لحديثي الولادة
تقرير الجودة الصحية_ إعداد/ عبدالرحمن حمد المزروع
– ما هو برنامج الفحص المبكر لحديثي الولادة؟
برنامج الفحص المبكر لحديثي الولادة هو مجموعة من الفحوصات التي يتم عملها خلال الأيام الأولى من عمر الطفل بهدف الكشف عن الاضطرابات و بوادر الأمراض لعلاجها و التعامل معها منذ البداية تلافيا للمضاعفات و لتحسين صحة الطفل و نموه و حالته الصحية مستقبلا بإذن الله، و يشمل البرنامج فحصا سريريا و إختبارا للكشف عن العيوب الخلقية في القلب، و إختبارا للسمع، و تحليل بضع قطرات من الدم تؤخذ من كعب قدم حديث الولادة ليتم الفحص من خلالها عن أكثر الأمراض الوراثية شيوعا، و من المشاكل الصحية التي يساعد هذا البرنامج على تحديدها فقر الدم المنجلي، و قصور الغدة الدرقية الخلقي، و التليف الكيسي، و حالة بيلة فينيل كيتون و التي تعتبر حالة نادرة جدا لكن يمكن أن تسبب إعاقة عقلية، و هي قابلة للعلاج بإذن الله عندما يتم تشخيصها، و تؤدي هذه الأمراض المشمولة في الفحص إذا لم تعالج إلى مضاعفات مثل ضعف النمو و التخلف العقلي و قد تصل للوفاة لا قدر الله.
– أهمية الفحص المبكر لحديثي الولادة:
الطفل الذي يعاني من الاضطرابات أو الأمراض قد يبدو طبيعيا عند الولادة رغم إصابته، و لا يمكن كشف هذا الاضطراب إلا عن طريق إجراء الفحص، لذا يعد الفحص المبكر لحديثي الولادة من البرامج الطبية والاجتماعية المهمة لما له من إيجابيات مستقبلية بإذن الله على حياة و صحة الفرد و سلامة المجتمع، ولا شك أن التأخر في التشخيص و العلاج يزيد من معاناة المصاب و عائلته مستقبلا ويرفع التكاليف العلاجية المقدمة له، و من خلال هذا البرنامج يتم تشخيص طفلا من كل 1500 طفل سنويا مصاب بأحد هذه الأمراض التي يتم الكشف عنها، و في كل ألف طفل سنويا يولد طفل واحد إلى طفلين يعانون من نقص في السمع، كما أن هناك اطفالا لا يستطيعون ادخال الاطعمة الغنية بالبروتين علي جهازهم الهضمي لأنه يتراكم في الدم و الأنسجة الخاصة بالطفل مما يؤدي الي تلف المخ، و يمكن ببساطة انقاذ الطفل بإذن الله اذا تم ادخال نظام غذائي معين على الطفل في وقت مبكر و هذه من الإضطرابات الصحية التي يمكن علاجها بسهولة، لكن يوجد إضطرابات أخرى تحتاج فترة علاجية طويلة و منتظمة لتلافي المضاعفات المستقبلية.
– برنامج الفحص المبكر لحديثي الولادة في المملكة:
تهتم حكومة المملكة العربية السعودية بتوفیر الرعایة الصحیة و الطبیة المتكاملة للمجتمع، فقد صدر مرسوم ملكي في عام 1426هـ الموافق 2005م بالموافقة على البدء في المرحلة الأولى من برنامج فحص حديثي الولادة و إدراج البرنامج تحت الإدارة العامة للبرامج الصحية و الأمراض المزمنة في وزارة الصحة و يهدف إلى فحص جميع المواليد في المملكة العربية السعودية، و قد ذكرت الوزارة بأن المرحلة الأولى من برنامج الفحص المبكر للإعاقة السمعية و الفحص المبكر لتشوهات القلب الخلقية الحرجة للمواليد تم تطبيقها في 30 مستشفى تحويلي من مستشفيات الوزارة، موضحة أيضا أنه تم تدشين نظام إلكتروني و قاعدة بيانات شاملة لتسجيل نتائج هذه الفحوصات و مراقبة الجودة و الأداء من خلال التقارير الدورية، و يعد هذا النظام الإلكتروني إنطلاقة متميزة للصحة السعودية، حيث يشمل تغطية أكثر من 60% من المواليد، وأضافت الصحة أنه سوف يتم بمشيئة الله إطلاق المرحلة الثانية من البرنامج لتغطية جميع مواليد مستشفيات الوزراة خلال العام المقبل، كما أطلقت الوزارة ممثلة بالوكالة المساعدة لشؤون المستشفيات خدمة استشاري حديثي الولادة المناوب عبر الهاتف لجميع مناطق و محافظات المملكة و ذلك لرفع مستوى الأداء و توحيد النهج في أقسام و وحدات حديثي الولادة، و أوضح وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون المستشفيات الدكتور نهار مزكي العازمي أن هذه الخدمة موجهة للأطباء فقط، حيث خصصت الوزارة عشرة أطباء مناوبين على مدار الساعة طيلة أيام الأسبوع لتقديم الدعم بالرأي الطبي في مجال تخصص حديثي الولادة من خلال رقم هاتف موحد، مشيرا إلى أن هذه الخدمة موجهة للأطباء لطلب المشورة مبكرا في حالة عدم وجود استشاري يمكنه تقديم المشورة والخدمة المطلوبة عند التعامل مع الحالات عالية الخطورة وخاصة التي تستدعي تقديم العناية من المستوى الثالث، و أضاف أن هذه الخدمة تشمل الأطفال حديثي الولادة من الحالات ذوي الخطورة العالية والحرجة الذين يحتاجون إلى أي نوع من أنواع التنفس الصناعي العادي أو التنفس الصناعي بالتردد العالي أو بحاجة إلى علاج بغاز أوكسيد النيتريك أو الذين يحتاجون إلى تدخلات جراحية بكافة التخصصات، إضافة إلى حديثي الولادة ذوي الأوزان القليلة جداً الأقل من 1800 جرام و العمر الحملي الصغير جدا الأقل من 23 أسبوع حملي و الذي يحتاجون إلى دعم طبي مستمر وشامل، و في هذا السياق، نشرت صحيفة الرياض في عددها ليوم الثلاثاء 15 جمادى الآخرة 1438هـ الموافق 14 مارس 2017م أن لجنة الشورى الصحية دعت وزارة الصحة إلى تكثيف جهودها لمتابعة تطبيق البرنامج الوطني للفحص المبكر لحديثي الولادة و التأكد من فحص جميع المواليد في مستشفيات القطاع الخاص والحكومي على حد سواء و توفير الإمكانيات اللازمة لتطبيق ذلك، موضحة بأنه مضى ما يقارب 12 سنة على صدور المرسوم الملكي بالموافقة على البدء في المرحلة الأولى من البرنامج، مؤكدة أن ما يتم حاليا يتفاوت فحص ما بين ٥٠ إلى ٦٠٪ تقريبا من مواليد المملكة سنويا للكشف عن ١٧ مرضا وراثيا، و أن البرنامج الحالي يطبق حالياً في ١٦٦ من أصل ١٨٤ مستشفى في وزارة الصحة والقطاعات الصحية العسكرية، و عبرت اللجنة عن أسفها بأن بعض المستشفيات و خاصة في القطاع الخاص بعيدة عن تطبيق هذا البرنامج.
ختاما، و في ظل التطور و التقدم الملحوظ في الخدمات الصحية من قبل وزارة الصحة والقطاعات الصحية الأخرى، نأمل أن نرى توسعا في خدمات هذا البرنامج الرائد وتطبيقه في كافة المرافق الطبية، حفظ الله الجميع من كل سوء.
المصادر:
1- المصدر الأول
ماشاء الله عليك يا أستاذ / عبدالرحمن
ممتاز جداً واهنيك على إختيار هذا الموضوع الحساس وجزاك الله خير الجزاء ..
ولكن يوجد لدي إستفسار إذا سمحت لي ..
هل الفحص المبكر لحديثي الولادة يتم آليا بعد الولادة وفي نفس المستشفى .. أم يشترط طلبه من ولي الأمر مسبقاً ..
وهل لي الحق في طلب صورة من نتيجة هذا الفحص للإطمئنان والإحتفاظ بها لمعرفة فصيلة دم الطفل وغيرها .. وذلك للفائدة العامة.. وفي الختام تحياتي لك ولجميع العاملين في هذه المجلة المميزة مجلة الجودة والتي بدأت تشق طريقها في عالم الصحة بشكل عام وعبر 6 محاور مهمه ..
تحياتي لك مرة اخرى ..
تقرير موفق وشامل لهذا الموضوع الذي تجهله كثير من الاسر وخاصة في ظل كثرة الامراض التي يمكن تتداركها وعلاجها في سن مبكره
محبكم ماجد الحسياني
ماشاء الله طرح جيد ومفيد وفيت وكفيت بارك الله فيكم ونفع الله بكم الإسلام والمسلمين
ماشاء الله تبارك الله
الله يعطيك العافيه أخي عبدالراحمن
مقال مفيد وجديد