الجودة الصحية(متابعات) مها باعمر 

فتحت الشؤون الصحية أمس الأربعاء ملف تحقيق في قضية المستشفى الخاص وسط أبها، الذي قام باحتجاز المريض أحمد علي الماطري عسيري، ووضعه تحت الحراسة المشددة من قِبل الحراس العاملين بالمستشفى، ومنع خروجه إلا بعد دفع مبلغ 72 ألف ريال، ونشرت “سبق” قضيته في حينها.

وفي التفاصيل، أكد سعيد مداوي الأحمري، نائب المتحدث الرسمي لصحة منطقة عسر،مجددًا لـ”سبق” أن القضية محل الاهتمام والمتابعة من قِبل المدير العام للشؤون الصحية بالمنطقة الدكتور محمد علي الهبدان الذي وجَّه بفتح ملف التحقيق في الواقعة، والتأكد من ذلك.

وأوضح الأحمري أنه بالتواصل مع مدير إدارة شؤون القطاع الخاص بصحة عسير أكدمباشرة التحقيق مع المستشفى المعني، إلى جانب التواصل مع الشاكي، وسماع شكواه.. وأن العمل جارٍ على استكمال إجراءات التحقق مما بطرف الشاكي والتحقيق مع إدارةالمستشفى.

وأضاف بأنه عند انتهاء التحقيق سيتم إحالة القضية إلى لجنة مخالفات المؤسسات الصحية بهدف تطبيق النظام تجاه من يثبت تجاوزه الأنظمة واللوائح المبلَّغة.

وتأتي تفاصيل القضية عندما نُقل المريض أحمد علي الماطري العسيري عن طريق الهلال الأحمر إلى أحد المستشفيات الخاصة بأبها، بعد تعرُّضه لحالة إغماء مفاجئ، وتبيَّن لاحقًا أنه يعاني جلطة بالشريان التاجي، ونقصًا حادًّا بالصفائح الدموية نتيجة صدمة تسممية وحموضة بالدم نتيجة التهاب وتقيح بالكلية والحالب الأيسر؛ فدخل العناية المركزة، ومكث 9 أيام، وعند إخراجه من العناية فوجئ بالمستشفى الخاص يطالبه بـ 72 ألف ريال؛ وقام بتأمين حراسة أمنية مشددة عليه، ومنعه من الخروج قبل دفع المبلغ الذي لا يملكه.

من ناحيته، قال ابن المريض أحمد علي الماطري عسيري لـ”سبق” إنه تقدم عند دخول والده المستشفى الخاص لمدير صحة عسير بخطاب، يطلب فيه نقل والده إلى مستشفى عسير أو أي مستشفى حكومي آخر، أو التكفل بعلاجه في المستشفى الخاص الذي كان يرقد فيه، وأن المدير العام للشؤون الصحية وجَّه بما نصه “تحال لسعادة المشرف على مستشفى عسير المركزي للبحث عن سرير للمريض بشكل عاجل؛ إذ لا يمكن قبوله في القطاع الخاص حسب رأي اللجنة لعدم وجود متخصص لديهم”.

وتحتفظ “سبق” بصورة من التوجيه الذي لم يلقَ قبولاً، بل زاد الأمر بأحد الموظفين بأن وقف حجر عثرة في طريق نقل المريض أو إكمال إجراءات تكفل “الصحة” بعلاجه على حسابها، وفق ابن المريض. وتحتفظ “سبق” باسم الموظف الذي قال لابن المريض “أنتم من نقله برغبتكم إلى المستشفى الخاص، وتتحملون التكاليف المترتبة على ذلك”، رغم تأكيدهم له أن الهلال الأحمر هو من نقله!

وقال ابن المريض: إن “صحة عسير” عجزت عن توفير سرير لوالدي، ورفضت تحمُّلها تكلفة علاجه في المستشفى الخاص، وعجزوا عز توفير العقار Fondaparinux ، الاسم العلمي له Arixtra ، رغم إشارة المستشفى الخاص في حينها إلى أن العلاج غير متوافر لديهم، وطالبوا بتوفيره بصورة عاجلة، إلا أن صحة عسير ومستشفياتها عجزت عن توفيره؛ فأحضرته من مدينة الرياض.

وأضاف بأنها وقفت في نهاية المطاف موقف المتفرج علينا إلى أن قامت وزارة الصحة بتحرير والدي من قبضة المستثمر المتسلط، وتحريره من الاحتجاز الذي تعرَّض له.