تقرير الجودة الصحية _ إعداد أ/ شذى البلوشي

 

 

 

 

مرض التوحد (أو الذاتوية – Autism):

هو أحد الإضطرابات التابعة لمجموعة من إضطرابات التطور المسماة باللغة الطبية “اضطرابات في الطيف الذاتوي ( ASD -Autism Spectrum Disorders)” تظهر في سن الرضاعة قبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات على الأغلب.

 

 

بالرغم من إختلاف خطورة و أعراض مرض التوحد من حالة إلى أخرى إلا أن جميع اضطرابات الذاتوية تؤثر على قدرة الطفل على الأتصال مع المحيطين به و تطوير علاقات متبادلة معهم .

 

 

تُظهر التقديرات أن 6 من بين كل 1000 طفل في الولايات المتحدة يعانون من مرض التوحد و أن عدد الحالات المشخصة من هذا الإضطراب تزداد باضطراد على الدوام ومن غير المعروف حتى الآن ما إذا كان هذا الازدياد هو نتيجة للكشف و التبليغ الأفضل عن الحالات المرضية، أم هو ازدياد فعلي و حقيقي في عدد مصابي مرض التوحد، أم أنه نتيجة هذين العاملين سوية.

 

 

بالرغم من عدم وجود علاج لمرض التوحد حتى الآن إلا أن العلاج المكثف و المبكر قدر الإمكان يمكنه أن يُحدث تغييرا ملحوظا و جديا في حياة الأطفال المصابين بهذا الإضطراب.

 

 

 

 

 

ما معنى التوحد ؟

التوحد كلمة مترجمة عن اليونانية و تعني العزلة أو الانعزال و بالعربية أسموه الذووية (و هو أسم غير متداول)، و التوحد ليس الإنطوائية و هو كحالة مرضية ليس عزلة فقط و لكن رفض للتعامل مع الآخرين مع سلوكيات و مشاكل متباينة من شخص لآخر.

 

 

 

 

أسباب مرض التوحد :

تتعدد الأسباب الكامنة وراء هذا المرض و منها: عوامل متعلقة بالولادة، عوامل دماغية، عوامل جنينية، عوامل بيولوجية و عوامل مناعية و سنعرض توضيحا عن أهم هذه العوامل كالتالي :

 

 

1-العوامل الجينية :

بينت دراسات و أبحاث أن إحتمالية إصابة أشقاء الطفل التوحدي بمرض التوحد تزداد بمعدل يتراوح من تسع و أربعين مرة إلى مئة و تسع وتسعين مرة و في حال لم يُصب أشقاء مريض التوحد بهذا المرض تزداد إحتمالية إصابتهم بإضطرابات أخرى ذات علاقة بالتواصل الإجتماعي، و يشار إلى أن نسبة ظهور هذا المرض عند التوأم المتشابه تكون أعلى من التوأم غير المتشابه.

 

 

2-العوامل البيولوجية :

تشير العديد من المعلومات العلمية إلى أن عدداً كبيراً من الأطفال التوحديين يعانون من التخلف العقلي و هناك نسبة منهم تتراوح بين 4% إلى 32 % تعاني من الصرع التوتري الإرتجاجي أو ما يدعى بالصرع الكبير، و بينت تخطيطات الدماغ الكهربائية التي أُجريت على العديد من مرضى التوحد تسجيلات غير طبيعية بنسبة تتراوح بين 11% إلى 83 % من المرضى و هو ما يؤكد على الدور المهم الذي يلعبه العامل البيولوجي في إصابة الطفل بالتوحد.

 

 

 

 

أعراض التوحد :

تظهر معظم أعراض مرض التوحد للأهل خلال السنة الثانية أو الثالثة من العمر حيث يُلاحظ تأخر تطور الطفل و خاصة التأخير في تطور اللغة، و يلاحظ على الطفل المصاب بالتوحد ميزات جسدية و آخره سلوكية تفصيلها كالتالي:

 

 

الميزات الجسدية للمصابين بالتوحد :

قد يُلاحظ على مريض التوحد بعض التشوهات الخلقية البسيطة مثل تشوهات في الأذن الخارجية و تشوهات أخرى و قد يكون لدى بعضهم القدرة على استعمال كلتا اليدين ببراعة متساوية في جميع الفترات العمرية و قد يلاحظ وجود شذوذ في الرسم الجلدي في بصمات اليدين (و الأصابع تحديداً) مقارنة مع باقي الأطفال غير التوحديين .

 

 

علامات التوحد السلوكية عند الأطفال :

 

1- قصور نوعي في التفاعل الاجتماعي :

لا يظهر الطفل التوحدي التودد و الملاطفة الإجتماعية المتبادلة و المتوقعة و التي تدل على التعلق و التفاعل مع والديه أو أفراد عائلته و هذه تظهر في أعراض التوحد البسيط عند الأطفال، فمثلاً يلاحظ على الطفل الرضيع إنعدام أو غياب الإبتسامة المتبادلة و المعهودة لدى الأطفال الرضع الطبيعيين و خاصة لدى مداعبتهم، كذلك لا يستمتع في حال قيام الأهل بحمله أو ضمه اليهم حتى أنه لا يقوم بمد أو رفع يديه مشيراً الى رغبته بأن يُحضن أو يُرفع بين أكتاف والدته و عندما تحاول والدته ذلك فمن المحتمل أن يقاومها و يتلوى و يتضايق بشدة، كما أنه قليل (أو لا يُحسن) التواصل مع أهله عن طريق نظرات العين.

 

 

2- قصور نوعي في التواصل :

– يعتبر القصور في تطور اللغه و تأخرها و صعوبة إستخدامها في التعبير و التواصل مع الآخرين إضافة الى شذوذها عن المعاني المفهومة من المعايير الأساسية في تشخيص مرض التوحد و من المهم ذكر أن صعوبات اللغة المذكورة سابقا لدى الأطفال المصابين بالتوحد ليست نتيجة إمتناعهم عن التكلم او غياب الحافز لديهم في التكلم بل هي نتيجة قصور تطوري.

– بخلاف الأطفال الطبيعيين و حتى الأطفال المتخلفين عقليا،ً فإن التوحديين يواجهون صعوبة في ربط الجمل المفيدة معاً (حتى لو كانوا يملكون ذخيرة كبيرة من المفردات) و حتى في حال تعلم طفل التوحد الحديث بطلاقة فإنه لا يهتم لرد فعل الشخص الموجه اليه الحديث .

 

 

 

 

تشخيص أعراض مرض التوحد :

 

1- مشاكل في الكلام :

يقوم الطبيب بإجراء الفحوص العادية مثل اختبار مدى إستجابة الطفل لصوت والديه و إبتسامتهم و تعابير الوجه الأخرى، التأخير في تطوير الكلام يتطلب التوجه إلى أخصائي علاج التواصل و ربما يكون من الضروري أيضا إجراء إختبار السمع، و للعلم معظم الأطفال المصابين بالتوحد يتكلمون في نهاية المطاف لكن في وقت متأخر أكثر من أقرانهم حيث عادة ما يجدون صعوبة خاصة في اجراء المحادثات و أحيانا يتكلمون بشكل يشبه الرجل الالي .

 

 

2- المهارات الاجتماعية رديئة :

علامة مهمة للكشف عن حدة التوحد هي درجة صعوبة المريض بإنشاء علاقة صداقة، الأشخاص المهنين يمكنهم تشخيص المشاكل الاجتماعية في مرحلة مبكرة قدر الامكان، كما أن هؤلاء الأطفال قد يتجنبون النظر في عيون الناس حتى والديهم و قد يصبون تركيزهم في الشيء الذي أمامهم بينما يتجاهلون تماما البيئة المحيطة بهم لفترة طويلة، كما أنهم لا يعرفون كيفية استخدام العديد من الإيماءات و وضعيات الجسم أو تعبيرات الوجه للتواصل.

 

 

3- متلازمة اسبرجر (Asperger’s syndrome):

في الواقع المرضى المصابين بمتلازمة أسبرجر لا يعانون من تدني الذكاء أو من مشاكل لغوية فقد يكون لديهم مهارات لفظية متقدمة، و لكنهم قد يكونون محرجين اجتماعيا و لا ينجحون في تفسير الرموز الغير لفظية مثل تعبيرات الوجه، فقد يصبون تركيزهم بشكل مكثف على موضوع واحد يهمهم و لكنهم يستصعبون إنشاء علاقات إجتماعية أو الإحساس بالتعاطف مع الأخرين .

 

 

 

 

التقييم و التدبير العلاجي :

1- من المهم التدخل في مرحلة الطفولة المبكرة لتعزيز نمو المصابين بإضطرابات طيف التوحد و تعزيز عافيتهم على أمثل وجه.

2- يوصى برصد نمو الطفل في إطار الرعاية الروتينية لصحة الأم و الطفل.

3- من المهم بعد التعرف على إصابة الأطفال بإضطراب طيف التوحد أن تتاح لهؤلاء الأطفال و أسرهم المعلومات الوجيهة الكافية و الخدمات و الفرص لإحالتهم إلى المرافق المختصة و توفير الدعم العملي لهم حسب احتياجاتهم الفردية.

4- لا يتوفر علاج لإضطرابات طيف التوحد إلا أن التدخلات النفسية و الإجتماعية المسندة بالبينات مثل معالجة السلوك يمكن أن تحد من المصاعب المصادفة في التواصل و السلوك الاجتماعي الخاصة بالمريض و تؤثر تأثيراً إيجابيا في عافية الأشخاص و نوعية حياتهم .

5- تتسم إحتياجات المصابين بإضطرابات طيف التوحد في مجال الرعاية الصحية بتعقيدها و تستلزم مجموعة من الخدمات

المتكاملة تشمل تعزيز الصحة و الرعاية و خدمات إعادة التأهيل و التعاون مع قطاعات أخرى مثل قطاعات التعليم و العمل

و الرعاية الاجتماعية .

 

 

 

 

من الضروري أن تكون التدخلات التي تستهدف المصابين بإضطرابات طيف التوحد و غيرها من إضطرابات النمو مصحوبة بإجراءات أوسع نطاقا تهدف إلى جعل البيئات أيسر منالاً و أكثر شمولاً و دعما من الناحية المادية و الاجتماعية و السلوكية .

 

 

 

 

المصادر :

1- المصدر الأول.

2- المصدر الثاني.

3- المصدر الثالث.

4- المصدر الرابع.

5- المصدر الخامس.

6- المصدر السادس.