تقرير الجودة الصحية – إعداد أ/ نوف بن سلمان

 يمضي الموظّف معظم وقته في العمل و في بعض الأوقات قد يحتاج إلى زيادة ساعات العمل حتّى ينجز المهام الموكلة إليه و قد لا ينتهي العمل حتّى بعد انتهاء أوقات الدوام الرسمية، فيضطر الموظف إلى نقل هموم العمل لمنزله مما يمنعه من الحصول على حياة عائليّة سليمة، و قد يصاحبه العديد من المواقف و الأحداث المزعجة في العمل و المنزل ممّا يؤدي إلى شعوره بعدم الراحة و التوتّر النفسي الشديد و الضغط هو عبارة عن الأثر و القوّة التي تؤثّر على الإنسان بشكل سلبيّ مسبّبة له الشعور بعدم الاتّزان و الفرق الكبير بين ما يبذله من جهد و ما يحصل عليه من نتائج.

 

 

 

 

 تعريف ضغوط العمل :

 ليس هنالك تعريف محدّد لضغوط العمل حيث يمكننا أن نعرّفها على أنّها:

– أضرار نفسيّة و صحيّة تنتج عن الزيادة في متطلّبات العمل بالشكل الذي يزيد عن مقدرة الشخص على العطاء.

– مجموعة المواقف التي يتعرّض لها الموظّف أثناء عمله و التي تسبّب له العديد من المشاكل النفسية و الجسدية كالتعب و الإرهاق و الاكتئاب و التوتّر، وقد يكون مصدرها الشخص نفسه أو مكان العمل الذي يعمل به.

– وجود بعض المؤثّرات داخل بيئة العمل و التي تسبّب حدوث السلوك الغريب من قبل الفرد.

– مجموعة من المؤثّرات الخارجية التي تؤدّي إلى حدوث تغيرات في سلوك الفرد، بالإضافة إلى التغيّر في قدراته الجسديّة و النفسيّة للتعامل مع تلك المؤثرات و التوافق معها.

 

 

 

 

 أنواع ضغوط العمل :

 1- الضغوط الإيجابيّة:

 هي الضغوط التي تقيّد الشخص و تؤثر عليه بشكل إيجابي من خلال زيادة قدرته على العمل و الإنجاز و تشعره بالسعادة، كأن يتمّ تحديد وقت معيّن لإنجاز مهمّة ما و دفع الشخص إلى التفوق و الشعور بالإنجاز عند إنجازه لكافّة المهام الموكلة إليه و بالوقت الذي تم تحديده.

 

 

2- الضغوط السلبيّة:

 هي الضغوط التي تؤذي الشخص و تؤثّر عليه بشكل سلبي و تنعكس على أدائه و إنتاجيته و تجعله يبدو محبطاً و غير راضياً عن العمل، و هنالك العديد من الأسباب المؤدية لضغوط العمل السلبية مثل:

– مواجهة صعوبة في العمل و عدم مقدرة الشخص على حل المشاكل التي تواجهه و التي تتعلق بأدائه و فهمه للعمل بحيث يكون مستوى قدراته أقل من مستوى العمل.

– وجود مشكلة في تقبل المدير إمّا بسبب أسلوبه السيّئ أو وجود مشكلة في نفسية الشخص تمنعه من تقبل فكرة العمل عند شخص آخر.

– وجود أنظمة متشددة في بيئة العمل و التي تمنع الشخص من الحفاظ على نفسيّة جيّدة و وضع مريح.

– المنافسة على الموارد القليلة المتاحة مما يسبب اللجوء لبعض الأساليب غير المريحة و التي تسبّب العديد من الضغوط النفسية على الشخص العامل.

– ممارسة الشخص للعديد من الأدوار و الأعمال في نفس الوقت، ممّا يؤدّي إلى تشتّت الشخص و استنزاف قدراته.

– عدم الحصول على بيئة مريحة أثناء العمل كالعمل في الأماكن الحارة أو الباردة أو في الأماكن المزعجة.

– وجود شخصيات غير مريحة في بيئة العمل كالزملاء العدوانيين.

– وجود مشاكل شخصية إمّا في أطباع الشخص أو مشاكل عائليّة و عاطفيةّ.

 

 

 

 

المظاهر النفسية لضغوط العمل :

– الغضب : و هو التهيج أو السخط المصحوب بالعدوانية أو الخصومة الحادة ، و هو حالة نفسية تتولد لدينا عند إحساسنا بأن شيئا ما قد حدث أو شخصاً قد أقدم على عمل ما يسيء إلينا قولا أو فعلا.

– القلق : هو حالة الانفعال التي تبقى ايجابية و منتجة ما دامت معقولة  و تصبح سلبية إذا زادت بدرجة شديدة، و هو الشعور بعدم الطمأنينة نتيجة عدم وجود حقائق مؤكدة لدينا إيجابا أو سلبا، و يمكن القول بأنه الخوف من النتائج التي يصعب التكهن بها إلى حد معقول.

– الأرق : شعور مرتبط بتوقع خسارة ما حقيقية او الخوف من شر أو خطر مرتقب، أو عدم القدرة على النوم السليم يصاحبه انخفاض في درجة حرارة الجسم، وينتج الأرق كإفراز مباشر لحالة القلق.

– الإحباط : إحساس بالتذمر و الرفض و الملل و لا يصاحبه أي سرور ناتج عن التعامل مع الأشخاص أو الأشياء، و هو الشعور بالعجز التام عن القيام برد فعل يؤدي إلى نتيجة ما.

 

– فقدان الثقة بالنفس : هو الإحساس بعدم القدرة و عدم الكفاءة و احتياج الفرد دائما لمن يسانده ويعززه في قراراته، و تظهر غالباً في شكل عدم القدرة على اتخاذ القرارات ثم سرعة تغييرها بعد اتخاذه.

 

 

 

 

طرق التعامل مع ضغط العمل :

– تجزئة و تقسيم العمل إلى محطاتٍ متقاربة، فمواصلة العمل بشكلٍ مستمرٍ من غير توقفٍ يولد لدى صاحبه مللاً و فتوراً وعزوفاً عن العمل في المحصلة النهائية.

– جعل أوقاتٍ يسيرةٍ بتخللها العمل بهدف الاستراحة، و تناول مشروبٍ ما كالقهوة أو الشاي، ثمّ استئناف العمل بعد ذلك، فهذه تعطي صاحبها همّةً متجددة وعزماً متصاعداً و حيويّةً و نشاطاً؛ فينجز العمل على الوجه المطلوب دون كللٍ أو مللٍ.

– المسارعة إلى إنجاز العمل المطلوب في وقته المحدد دون تسويفٍ أو تأجيل لأنّ تأجيل إنجاز العمل عن موعده المحدد يؤدي إلى تراكمه، و بالتالي الشعور بالملل و الفتور إزاءه ثمّ وقوع الضرر بعدم إنجازه في موعده.

– توفر الهمّة و العزم المناسبين لدى صاحب العمل.

– تنظيم الوقت و حسن استغلاله، فتنظيم الوقت من أهم عوامل التغلب على ضغوطات العمل.

– المشاركة الجماعية في العمل إن كان العمل يحتاج إلى ذلك، و هذه المشاركة تكسب القيام بالعمل حيويّةً و تشويقاً.

– إعطاء محفزاتٍ معنوية أو ماديةٍ كلما أنجز العمل في الوقت المحدد.

 

 

 

 

إنّ كل صاحب عملٍ يستطيع القيام بعمله على الوجه الحسن المطلوب متى توفرت النيّة والهمّة و الإرادة و العزم في ذلك، ومتى ما أحسن إدارة عمله و استغلال وقته، و المجتمعات الناجحة هي التي تربي أبناءها على حسن إدارة العمل و استثمار الوقت، وهذا عنوان رقيٍ وتميّز لها.

 

 

 

 

المصادر:

1- كتاب علم النفس الصناعي و التنظيمي.

2- المصدر الثاني.

3- مكتبة مهارات النجاح الإلكترونية للتنمية البشرية.