الاضطراب الوجداني ( ثنائي القطب )
نقرير الجودة الصحية – إعداد أ/ مها الغامدي
يعتبر الاضطراب الوجداني (ثنائي القطب) واحدًا من الأمراض النفسية التي يخطئ البعض في تشخيصها فيعتقدونه مرضًا عقليًا و هو عبارة عن حالة من الاضطراب المزمن التي تصيب الشخص في فترات معينة كما قد يصاحبه حالة من الاكتئاب أو الهوس، وقد يظهر الاضطراب وحده على المريض أو قد يصاحبه الاعراض المذكورة، و قد أطلق عليه قديمًا اسم (الهوس الاكتئابي ).
أعراض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب:
– يعاني بعض مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطب من إدمان الكحول أو المخدرات و ذلك يزيد من أعراض و خطورة الاضطراب الوجداني بصورة كبيرة، كما سيزيد من نوبات الاكتئاب و الهوس.
– يعاني مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطب من حالة مزاجية متقلبة و مزعجة في أكثر الأحيان، حيث ينقلب مزاج المريض رأساً على عقب دون أي سبب منطقي.
– يظهر على مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطب النشاط الدائم بشكل واضح و ملفت للنظر حيث يشعر المريض بحالة من النشاط غير المعتاد تصل لأسابيع و قد تمتد أحياناً إلى شهور.
– يعاني مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطب من نقص التركيز و عدم القدرة على اتخاذ القرارات السليمة مما قد يسبب العديد من المشاكل لمن حولهم، كما قد يرتكب المريض حماقات عاطفية أو أخلاقية لا تعتبر من صفاته الاعتيادية ويمكننا القول إن المريض هنا غير مسؤول مسؤولية تامة عن تصرفاته.
– يعاني مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب من اضطرابات في النوم و ربما يفقد القدرة نهائياً على النوم مما يزيد من شعوره بالإرهاق و عدم التركيز وأحياناً يصل لمرحلة التفكير بالموت بشكل فعلي مما يعرضه أحياناً لخطر الانتحار.
النوبات التي تصيب مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب :
لا تعتبر النوبات التي يتعرض لها مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب متطابقة في جميع الحالات فقد تظهر النوبات بعدة اشكال هي :
1- نوبات تجمع بين الاكتئاب و الهوس: تعتبر هذه النوبات الأصعب، حيث يتعرض المريض لحالة من الإكتئاب تتبعها مباشرةً حالة من الهوس و نقص التركيز و تكون هذه النوبات مؤلمة للمريض نظراً لهياج العقل و امتلائه بالهلاوس و الأوهام .
2ـ نوبات الهوس في مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب: تعتبر حالات الهوس من الحالات التي يصعب ملاحظتها غالبا،ً فالمريض يتعرض لمجموعة من الهلاوس و الأفكار التي قد لا يلاحظها البعض و قد يصعب تشخيصها أحياناً، كما أن المريض هنا يكون أقل عرضةً للمشاكل، لذلك قد لا يسعى المريض لأي علاج نفسي إلا في حالة تفاقم الوضع و دخوله في حالة من الاكتئاب.
ملاحظة: غالباً ما يشعر مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب بالتهميش و انعدام القيمة كما سيشعر أحياناً بالذنب.
علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب :
تبدأ عملية العلاج النفسي لمرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطب بالتعرف على المرض و تشخيصه بطريقة صحيحة ثم يتم إعطاء المريض مجموعة من الأدوية التي تعمل على تثبيت المزاج أو مضادات الذهان كما قد يحتاج المريض لأدوية تخفف الأرق و القلق و قد يلجأ البعض إلى المنومات التي تساعد في حل المشكلة سريعاً.
في بعض الأحيان يتناول مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطب بعض الأدوية المضادة للاكتئاب، لكن الصعوبة تكمن في التشخيص السريع للمرض و الوصول إلى الدواء المناسب، ففي كثير من الأحيان يتم تغيير الدواء أكثر من مرة أو تغيير الجرعات للوصول إلى العلاج المناسب لكل حالة.
رفض المريض للعلاج:
يرفض العديد من مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطب التشخيص المرضي و بالتالي لا يلتزمون بالدواء لفترات طويلة، حيث يقطعون العلاج بمجرد عودة مزاجهم لحالته الطبيعية و هذا يسبب لهم انتكاسات أخطر في المرات القادمة؛ إذ أن أدوية الاضطراب الوجداني ثنائي القطب يجب أن تؤخذ باستمرار و حسب تعليمات الطبيب و قد يستمر تناولها طيلة العمر أو في أحسن الحالات لمدة أعوام كاملة، فهذا النوع من الأدوية يؤخذ كوقاية من أعراض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب أكثر من أن يكون معالجاً لحالة الاضطراب نفسها، لكن غالباً ما يرفض
المريض الخضوع لواقع المرض فهو غالباً لا يلاحظ الاضطراب الذي يتعرض له، كما لا يقتنع بالاستمرار على الدواء في فترات الركود.
الوقاية من نوبات الاضطراب الوجداني ثنائي القطب:
في البداية علينا أن نتفق أن مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب مريض نفسي لا يشكل خطورةً كبيرةً على الأشخاص حوله أو على نفسه خصوصاً عند التعامل معه بطريقة واعية، إذ يجب دائماً التعرف على العوامل و الأعراض التي تسبق نوبات المرض، كما ينصح بعدم تعريض مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب إلى ضغوطات زائدة فقد يؤثر الانفعال الشديد سواءً الغضب أو السرور على تعرض المريض لاضطرابات نفسية، كما يجب إبعاد المريض عن أي أسباب تؤثر على نومه لتجنب تطور نوبات المرض.
من الأشخاص الأكثر عرضة للإضطراب الوجداني ثنائي القطب؟
لا يمكن تحديد فئة الأشخاص المعرضين لهذا النوع من الأمراض لكن العديد من التقارير تشير إلى أن العلماء و الفنانين و المبدعين أكثر عرضة للتعرض لهذا النوع من الأمراض، كما يعتقد العديد من الأطباء أن أكثر مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطب هم من الأشخاص الأذكياء الذين لم يستطيعوا تحقيق أهدافهم في الحياة بصورة صحيحة لذلك تعرضوا للاضطراب الوجداني ثنائي القطب، و قد يكون السبب للتعرض لهذا المرض وراثياً لا أكثر.
أخيراً نجد أن مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب هو مريض بحاجة لعناية خاصة و وعي كامل من الاشخاص من حوله و يجب دائماً إحاطته بالإهتمام و العناية و تفعيل دوره في المجتمع، كما يجب التعامل معه على أنه شخص سوي فهذا المرض لا يؤثر على قدراته العقلية، لكن يجب الاهتمام دائماً بأدويته و متابعة علاجة حتى لا يتعرض لنوبات من الاضطراب الوجداني ثنائي القطب.
المصادر:
1- كتاب الصحة النفسية.
2- كتاب التدريب العملي التطبيقي لدارسي علم النفس.