الذكاء العاطفي .. طريقك لحياة سعيدة
الذكاء العاطفي .. طريقك لحياة سعيدة _ إعداد أ/نوف بن سلمان
يسعى الجميع إلى تحقيق السعادة ، فهي المطلب الرئيسي لأي فرد في هذه الحياة ، وترتبط سعادة الفرد غالبا بنجاحه ، علما أن أحد الأسس والعوامل المؤدية إلى النجاح يعرف باسم ( الذكاء العاطفي ) فما الذكاء العاطفي ؟ وبم يتسم من يتمتع به ؟ وكيف يمكننا اكتسابه ؟
تعريف الذكاء العاطفي :
الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) هو عبارة عن قدرة الشخص على فرز عواطفه ومشاعره الذاتية، واستخدامها بشكل جيد بما يفيد مصالحه، ويهيئ له فرص النجاح في حياته، وقدرته على التعرف على شعوره الشخصي وشعور الآخرين، والهدف وراء ذلك هو تحفيز ذاته، وإدارة مشاعره وعواطفه بشكل سليم عند إنشائه للعلاقات مع الآخرين ممن هم حوله.
العناصر الأساسية للذكاء العاطفي :
- الوعي الذاتي: يتمثل في قدرة الأشخاص على فهم وإدراك العواطف الخاصة بهم و اعترافهم بها ، و إدراك مدى تأثيرها على مزاجهم وسلوكياتهم و قرارتهم، و امتلاكهم قدرة هائلة في معرفة وفهم نقاط القوة التي تمثلهم، و الأفراد الذين لديهم هذا الوعي يمتلكون حسّاً جيّداً من الدعابة والفكاهة، كما أنّهم واثقون بقدراتهم وأنفسهم .
- التحكم الذاتي: أن يكون الشخص قادراً على إدارة هذه العواطف و تنظيمها، و هذا لا يعني إخفاءه لمشاعره الحقيقة بل انتظار المكان والزمان المناسبين، وطريقة التعبير المناسبة، فهؤلاء الأفراد يمتازون بالمرونة وسرعة التكيف مع رياح التجديد والتغيير، و يمتازون بقدرتهم الكبيرة في التخلص من التوتر وإدارة الصراعات.
- المهارات الاجتماعية: وتتمثل في أن يكون الشخص قادراً على التعامل مع الآخرين والتفاعل معهم بشكل جيد، من خلال معرفة عواطفهم واحتياجاتهم ومخاوفهم ، وتتضمن كل من: مهارات التواصل اللفظي، ومهارات التواصل غير اللفظي، والإصغاء الهادف، والإقناع، والقيادة وغيرها مما يجعل الشخص محبوبا من قبل الآخرين .
- التعاطف: ويتطلب أن يكون الشخص قادراً على تمييز ومعرفة الحالات العاطفية للآخرين، وردود أفعالهم، وطريقة التعامل معها ، فمثلاً عندما نشعر بأن شخصاً يائساً أو حزيناً فعلينا أن نتعاون معه ونعامله بحذر باذلين أقصى جهدنا لرفع معنوياته.
- التحفيز: الدوافع الذاتية تلعب دوراً مهمّاً ورئيسيّاً في الذكاء العاطفي، وأهميتها تفوق أهمية المكافآت الخارجية كالمال والشهرة، فهي تدفع الأشخاص لتلبية حاجاتهم الخاصة وطموحاتهم وأهدافهم بشغف، وهذا بدوره يجعلهم يسعون لتكثيف الخبرات والتجارب ومواصلة نشاطهم.
الذكاء العاطفي ونجاح الحياة الزوجية :
إن من أهم تطبيقات الذكاء العاطفي يتجلى في مجال الحياة الزوجية، كونها تحتاج لحكمة ورقّة في التعامل وتدفق في العواطف بين الزوجين، وهذا ما يمدها بروافد السكينة والمودة.
و أوضحت المستشارة الأسرية أحلام النجار أن الدراسات الحديثة تثبت أن الأزواج السعداء يتميزون بامتلاكهم لذكاء عاطفي متقدم عن الآخرين ويجعلهم قادرين على بلورة علاقتهم، وعدم السماح للمشاعر السلبية بأن تطغى أو تسيطر على علاقتهم، ما يمنحهم اللذة والحرص للبقاء معاً.
الذكاء العاطفي عند الأطفال :
للذكاء العاطفي العديد من المهارات التي بالإمكان تعليمها للأطفال، ومن هذه المهارات: الحماس، وضبط النفس، والقدرة على تشجيع وتحفيز الذات، والمثابرة، ويجدر بالذكر أنّ تعليمهم لهذه المهارات يساهم في توفير فرص أفضل لهم بغضّ النظر على عن قدراتهم الذهنيّة.
كيف تصبح ذكيّا عاطفيّا؟
الهدوء: يجب عليك أن تبقى هادئا لتتحكم في مشاعرك عند مواجهة المواقف الصعبة، حيث يساعدك ذلك على التكيف مع تلك المواقف وإيجاد الحلول المناسبة لها بشكل أسرع وأكثر فاعلية.
الاستماع الجيد: كن مستمعا جيدا، وتنبّه لما يقوله الآخرون لك، وحاول فهمه دون مقاطعة، ما يساعدك على تفهم مشاعرهم والتعامل معها بشكل سليم.
الانتباه للسلوكيات: انتبه لتصرفاتك وردود أفعالك في المواقف المختلفة التي تواجهك، حتى تتمكن من التحكم في سلوكياتك والسيطرة عليها، ما يزيد من قدرتك على اتخاذ القرارات السليمة تجاه تلك المواقف.
الثقة بالنفس: احرص على إدراك نقاط قوتك وضعفك دون إنكارها أو التهرب منها؛ فهذا الأمر يزيد ثقتك بنفسك.
التحكم في العواطف: فكّر جيدا قبل الاندفاع والتصرف بما قد تندم عليه عند الغضب أو المشاعر المشابهة له، واعلم أن ردود الفعل يجب ألا تصدر فورا، حيث يمكنك التعبير عن مشاعرك السلبية في وقت لاحق.
تفهّم الآخرين: تفهم تصرفات الآخرين من خلال معرفة الأسباب المؤدية إليها مثل الغضب، وحاول أن تتواصل وتتعامل معهم على هذا الأساس.
تحمّل المسؤولية: تذكّر أن مشاعرك وسلوكياتك تنبع من داخلك ولا علاقة لأي شخص آخر بها، لذا عليك أن تتحمّل مسؤولية مشاعرك أو تصرفاتك التي تقوم بها.
البيئة الإيجابية: حدّد البيئة التي تشعرك بالراحة، وحاول تغيير ما هو سلبي فيها، مثل مشكلاتك في العمل أو البيت، ولو بخطوات بسيطة، فذلك يزيد من متعتك في الحياة.
اختبار لذكاءك العاطفي :
برنامج ومحياي – د/ وليد فتيحي
المصادر: