السجلات الطبية في (2030)
عبرة هذه الرؤية ليست فقط في مدتها ، إنما في المدى الذي ستصل إليه من خلال تحقيق أسمى الرغبات ، نتكلم اليوم عن مستقبل مملكتنا التي احتضنتنا لسنوات ، من يوم ولادة كل شخص في هذه المملكة التي أنشئت أجيال عظيمة وما زالت مستمرة .
تم تعليم هذه الأجيال و تحويلها الى كفاءات و أيدي عاملة تخدم هذا الوطن ، سواء كانوا أطباء ، مهندسين ، مهنين ، إداريين ، سيكون غدا مشرقا بفضل كل شخص أخلص وأحسن في عمله .
صحة المجتمع وقيامه على أسس سليمة خالية من الأمراض ينتج مجتمع ناجح ، وسوف ندرك انا نهضة المجتمع تكمن في صحة الفرد ، خاصة عند تثقيف المجتمع و انتشار الوعي بين أفراده سيكون لدينا مجتمع صحي متكامل .
عندما يتم تقسيم مراكز الرعاية الصحية ذلك من اجل تسهيل ما يمكن الوصول اليه وإتاحة جميع الخدمات الممكنة ، وكيفية اتخاذ الإجراءات اللازمة لرعاية المريض وإيصال الرعاية الانسب له .
لكن من اهم الاقسام التي يجب تواجدها في كل مكان يقدم رعاية صحية سواء كان مركز رعاية صحية اولي او ثانوي ، ما يسمى حاليا بالسجلات الطبية و نستطيع أن نقول أنه في المستقبل الذاكرة الصحية .
هذا العصر الذي نمر فيه حاليا سيكون عصر تاريخي لمملكتنا من خلال تحويل النتائج المرئية في بعض الصناعات واستثمارها في التقنية ، وتنفيذ فوري لخدمات الرعاية الصحية ، و عند رؤية بعض الثغرات التي من الصعب حلها لكنها ليست مستحيلة ، بسبب أن كل مستشفى تملك سجلها الطبي الخاص بالمريض هذا يؤدي إلى صعوبة ، لا بل إلى صعوبات وسوف تؤدي إلى تكوين عوائق للوصول لرعاية المرضى ، و انخراط غير المؤهلين في هذه الأعمال يؤدي إلى خطورة في سلامة المرضى ، و جودة سجلات المرضى ، وعدم وجود رقابة أو عقوبات مفروضة يؤدي ذلك إلى إهمال سجل المريض مما يترتب عليه أخطاء وتشخيصات قد تودي بحياة الفرد إلى الهلاك ، من المشاكل التي قد تواجهنا الا وهي هيكلة أو تكوين قسم السجلات الطبية ، هذا الاختلاف حاصل بين جميع المستشفيات ، وربما يؤدي إلى عدم توافق في العمل ، لماذا هذا الكم الهائل من الاهتمام بقسم السجلات الطبية ؟
لأنه يعتبر كذاكرة للمريض وربما لو تم توحيد هذه السجلات لأصبح لدينا ما يسمى بذاكرة المستشفى ، عدم وجود تعاون بين الأقسام و وسائل اتصال سريعة مع قسم السجلات الطبية يؤدي إلى تأخير في سير العمل ومتابعة حال المرضى .
مستقبل المرضى سيكون من خلال هذه الرؤية ومن خلال تحسين السجلات الطبية ، عندما نتكلم عن هذه الرؤية فنحن نريد أمرين لا ثالث لهما تحسين المخرجات لرعاية المريض ، وإصلاح الأخطاء الحاصلة في المنشآت ، تكمن رؤيتنا في استغلال جميع الإمكانيات ابتداء من تأهيل الأفراد إلى الإتقان في العمل وذلك من خلال التعليم وإنشاء ورش عمل كافية تؤهلهم إلى الانخراط في العمل ، ومن أهم السبل التي سوف تسهل عملية الوصول إلى سجل المريض توحيد السجلات في معظم منشآت الرعاية الصحية ، وتمكين العاملين ، وتقليل الاستخدام الورقي وتحويله إلى إليكتروني بمجمل 70% إلى 60% في كل منشأة تقدم الرعاية الصحية ، و ذلك لتجنب كثير من العقبات و أهميتها لسلامة المرضى ، تكون أفضل الممارسات من خلال استخدام المملكة للتحول الرقمي في منشآتها الصحية ، تطوير المعايير لتبادل المعلومات الصحية ، استخدام أنماط الإدارة المختلفة ، وضع صور لممارسات ناجحة و تطبيقها ، استخدام الترميز الطبي وفهم مفاهيمه وقيمه ، وكما قلنا سابقا توحيد السجل الطبي .
من اجمل الاشياء التي يمكن أن تحدث في المنطقة وربما حضرها كثير منا ألا وهي المؤتمرات العالمية وربما تكون على المستوى المحلي وخلال هذه المؤتمرات يمكن رؤية الكثير من التطلعات المستقبلية للمملكة وتحسين رؤيتها داخليا وخارجيا ، من خلال عرض البحوث ، الاكتشافات ، البوسترات العلمية ، وما هو جديد وما أبرز التطورات التي تم تقديمها خلال السنوات الماضية ، من أهم فوائد هذه المؤتمرات تشابه الأفكار و امكانية دمجها وتسهيل العمل من خلال المنصات المتاحة للأكفاء الجدد .
حاضرنا يحكي التطور الذي حصل خلال الثمانية والثمانين سنة الماضية ومدى التطور الحاصل في القطاع الصحي ابتداء من معلومات المرضى الموجودة في سجلاتهم و ذلك من أجل رعايتهم بأفضل الطرق الممكنة و بأدق المعلومات وأفضل المخرجات ، عند إتمام الرؤية سنكون نحن كمستقبل في القطاع الصحي لنا بصمة بارزة في ظهور هذه الرؤية و امتدادها على المدى البعيد .
ا. موفق غازي قماش