في ظل التطور الكبير الذي يطرأ حالياً على القطاع الصحي، أصبح لزاماً علينا التطرق إلى جميع أساليب التقنية الحديثة التي سينبغي استخدامها لتسهيل المهام الصحية لمقدمي الرعاية الصحية و متلقيها.
     دعونا نتخيل معاً هذا المثال : هناك منظمة صحية قدمت خدمات الرعاية الصحية للمريض ،معلومات المريض الشخصية والصحية تم تسجيلها في النظام الالكتروني الخاص بهذه المنشأة ، هوية المريض وبياناته تم تحويلها باستخدام واجهات برمجة التطبيقات الى  دفتر رقمي يتم تسجيل المعاملات والبيانات عليه وهو غير قابل للتزوير بسبب انه متواجد على قاعدة بيانات موزعة تسمى(بلوك تشين) ، مع الاخذ بعين النظر ان هذا التحويل للبيانات يحتوي على هوية المريض بشكل لا يمكن التعرف عليها إلا بوجود مفتاح سري ، وبإمكان  المنظمة الصحية نفسها وغيرها ممن تملك المفتاح السري أن تقوم بتسجيل تساؤلاتها عن المريض ووضعه الصحي بناءً على البيانات الموجودة ، ليتم تحليل هذه البيانات والكشف عن آفاق جديدة بخصوص المريض أو مرضه مما يعطي تصورات مستقبلية عن المرض أو المجتمع وتحليل السبب والنتيجة ومشاركة  آراءً أوسع ، وبالطبع لا يمكن لأي منشأة لم يتم مشاركة المفتاح السري معها أن تطلع على معلومات وبيانات المريض ،وفي نفس الوقت ممكن مشاركة المفتاح السري مع أي منشأة أو منظمة أو شخص نرغب في اطلاعهم على هذه البيانات أياً كان مكانه أو حجمه أو وقت تواجده !  قصة رائعة أليست كذلك؟
     حسناً إنها ليست مجرد فكرة فحسب بل هي حقيقة سيُسهل تطبيقها الكثير وسيوفر الوقت والجهد.، وهذا هو إحدى استخدامات تقنية (البلوك تشين) التي اختُرعت منذ عام 2008 م من قبل مجموعة من الأشخاص تحت اسم مستعار هو( ساتوشي ناكا موتو) ، و أهم ما يميز هذه التقنية أنها تتمتع بشفافية عالية و لا يمكن أن يسيطر عليها أي كائن ، وليس لديها نقطة فشل معينة لأنها موزعة على شبكة كبيرة، وفي حال توقفت بعض الأجهزة لن تؤثر على العمليات بشكل كبير.
     إن مثل هذه التقنية سيحل استخدامها تكوين الملف الصحي الإلكتروني اللامركزي ، والذي تنوي وزارة الصحة السعودية تطبيقه قريباً، لا سيما أن الشبكات اللامركزية ستكون الموجة الضخمة التالية في مجال التقنية .
آمله أن هذا الشرح البسيط  قد استطاع تقريب فكرة استخدام (البلوك تشين) في القطاع الصحي.