الأفيون (2) – كارثة الأفيون
الأفيون (2)- كارثة الأفيون
تحدثنا في التقرير السابق عن ماهية الأفيون و مصدره و أهميتة استخداماته و كما وضحت رأيي سابقا، عندما نرى اي مشكلة في العالم وجب علينا التنبيه و التنويه عنها وقاية من مخاطرها مستقبلا و في هذا التقرير سنلفت الانتباه حول خطر الافيون و كوارثه و تأثيره و لكن سيكون حديثنا كله عن منطقة و دولة واحدة و هي الولايات المتحدة الأمريكية.
- لمحة تاريخية عن كيفية بداية الكارثة:
سنجد توضيح ذلك في تقرير المنظمة الدولية للصحة في الولايات المتحدة حيث اوضحت ان المشكلة بدأت في أواخر تسعينيات القرن الماضي حيث افادة شركات صناعة الأدوية أن صرف الأدوية الأفيونية ليس ضار و أكدت بشكل قطعي ان المرضى لن يدمنوها الشيء الذي دفع الاطباء لوصفها بشكل اكبر من أزمنة سابقة ثقتا في شركات الأدوية و رغبة في تعافي مرضاهم بشكل اسرع. للأسف هذا الطريق ادى بسالكيه الى اساءة استخدام الأدوية او الافراط في تعاطيها أولا و الى إدماننها ثانيا. بل و قد اودت هذه الأدوية بمتعاطيها – الذين هم في الاصل مرضى – للبحث عن مركبات افيونية اكثر قوة مثل الهيروين. أعلنت ادارة الخدمات الانسانية و الصحية الأمريكية في عام 2017 م أن الافيون اصبح خطر صحي عام و عملوا على ايجاد استراتيجية لحل هذه الأزمة.
- أرقام و احصائيات في:
نبدأ بالإحصائيات و لك ان تتخيل أن 21 – 29 % من المرضى الموصوف لهم دواء أفيوني تبدأ باستخدامه بشكل ضار او تعاطيه بشكل مختلف عن الوصفة الطبية الصحيح. 8 – 12 % من المرضى السابق ذكرهم يصابون باضطرابات نتيجة الاستخدام السيء او المخالف للوصفة الطبية الصحيحة و 4 – 6 % منهم يتحاولون الى متعاطين للهروين. حوالي 80 % من متعاطي الهروين قد كانوا في الغالب مرضى و وصف دواء افيوني كعلاج لهم. فقط في عام 2016 م ذادت نسبة تعاطي الأدوية الفيونية بشكل مخالف عن الوصفة الطبية بما يقارب 30 % في 52 منطقة في 45 ولاية في الولايات المتحدة الأمريكية. و النسبة في ازدياد متطرد و متسارع.
نكمل بالأرقام لنقول أن فقط في عام 2016 م 116 شخص يلقون حتفهم يوميا نتيجة لتعاطي الأدوية الأفيونية بشكل مخالف للوصفة الطبية. 11.5 مليون أساءوا استخدام الأدوية الأفيونية الموصوفة. حوالي 42000 شخص توفى بسبب التعاطي المفرط للأدوية الأفيونية. حولي 2 مليون شخص قد اساء استخدام الدواء الأفيوني الموصوف. هناك حوالي 948000 شخص مدمن على الهيروين و 170000 شخص جرب الهيروين لأول مره. هذا كله في دولة واحدة ألا تعتقد أن الأمر بالفعل مرعب؟
– ماذا توجب على المنظمة الدولية للصحة في امريكا و قسم ادارة الخدمات الانسانية والصحية عمله لمكافحة ذلك؟
– تحسين الخدمات العلاجية لهذا الإدمان و تسريع الوصول إليها.
– استخدام أدوية تعكس أثر الأفيون و مشتقاته.
– تعزيز الفهم العام حول الوباء.
– تقديم الدعم الكامل للأبحاث التي تدور حول الألم و الإدمان.
– المعالجة باستخدام طريقة إدارة الألم.
- لماذا اصلا يتعاطى المرضى الدواء بطرق مخالفة لما هو موصوف و مفترض؟
العديد من الابحاث حاولت الاجابة على هذا السؤال و كانت :
– لإزالة و احتواء الألم الجسدي.
– للاسترخاء و ابعاد الضغوطات.
– للتجربة.
– للاحساس بشعور افضل.
– للمساعدة في النوم.
– لاحتواء أو مكافحة آثار ادويه اخرى.
و هنا يكمن السؤال الأهم: في ضوء كل ما سبق من احداث و احصائيات و ارقام. هل يجب ان نمنع وصف الأدوية الأفيونية عن المرضى منعا باتا؟ و اذا نعم فماذا يجب ان نفعل مع مريض لا يمكن احتواء آلامه الا بالادويه الأفيونية؟
من خلال الدراسات الصحية و الإحصائية السابقة فإن الإدارة الصحية الأمريكية تعمل على مكافحة الكارثة اكثر من منع الدواء عن طريق ايجاد سياسات و اجراءات تحد من صرف الدواء بشكل منافي عن الطبيعي و لكن من الصعب جدا التنازل عن دواء بقدرات تسكينية عاليه دون وجود بديل له خاصة اذا كان هناك احتياج قوي له و قسم إدارة الصحة و الخدمات الانسانيه بالولايات المتحدة الأمريكية هو القسم المسؤول عن التعامل مع هذه الكارثة.
المصادر: