فيتامين (د) بين الإفراط والتفريط _ إعداد: ا/ عبدالرحمن المزروع

 

يعتبر فيتامين (د) (الكالسيفرول)، هرمون من عائلة هرمونات الاستيروئيد، وبالرغم من أهميته إلا أن الحديث عنه تعرض للكثير من التهويل والمبالغات، مع أنه لا يختلف عن بقية العناصر المهمة للجسم والتي يتأثر بها الجسم سواء عند الزيادة أو النقصان، وهو فعلا من الفيتامينات المهمة التي يحتاجها الجسم للقيام بوظائفه، وله دور مهم في تكوين وكثافة العظام، ويعتبر أحد الفيتامينات الذائبة في الدهون، ويوجد بشكل طبيعي في عدد من الأطعمة كالأسماك والبيض والكبدة، كما يمكن للجسم أن يصنعه عند التعرض الكافي لأشعة الشمس، ولهذا يلقب بفيتامين أشعة الشمس، كما أنه يتم تخزين فيتامين (د) داخل الخلايا الدهنية، بحيث يتمّ استخدامه عند الحاجة، ويحتاج الجسم يوميا إلى مقدر أربعمائة وحدة من فيتامين (د) للأطفال إلى عمر سنة واحدة، وللأطفال بعد عمر السنة الواحدة وكذلك البالغين إلى ستمائة وحدة، أما كبار السن من عمر (71) وأكثر فيحتاجون إلى ثمانمائة وحده ويقوم فيتامين (د) بعدة وظائف ضرورية في الجسم، كتعزيز امتصاص المعادن خصوصا الكالسيوم، والمحافظة على المستويات الطبيعية للكالسيوم والفوسفات، وتعزيز وتنظيم نمو العظام والخلايا، وتنظيم معدلات ضغط الدم، وتخفيف حدّة الإجهاد والتوتر، والتقليل من شدة الالتهاب، وزيادة نشاط الجهاز المناعي بإذن الله.

 

أعراض نقص فيتامين (د):

غالبا تكون الأعراض غير واضحة عند الكثير من الناس، وتختلف الأعراض بإختلاف العمر والجنس، لكن بشكل عام يتسبب نقص فيتامين د بآلام وضعف في العضلات، والشعور بالتعب والإرهاق، والصداع وضعف التركيز، والإكتئاب وزيادة الإنفعال، وتساقط الشعر، وتأخر التئام الجروح، وآلام في العظام والهشاشة عند كبار السن والنساء بعد سن اليأس بشكل خاص، وقد يسبب تأخر نمو العظام وتقوس الأرجل عند الأطفال وزيادة احتمال الإصابة بالربو لديهم.

 

أسباب نقص فيتامين (د):

أهم أسباب نقص فيتامين (د) في الجسم هو عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس، وكذلك سوء التغذية، وبلوع مرحلة سنّ اليأس عند النساء، وسوء امتصاص فيتامين (د) في الأمعاء لدى البعض، وكذلك زيادة الوزن التي من الممكن أن تؤدّي لتراكم فيتامين (د) في الدهون، بالإضافة إلى تناول بعض أنواع الأدوية.

 

مصادر فيتامين (د) الغذائية:

بالإضافة إلى التعرض الكافي لأشعة الشمس يعتبر سمك السلمون من المصادر المهمة لفيتامين (د)، وكذلك البيض الذي يحتوي صفار البيضة الواحدة مقدار أربعين وحدة من فيتامين (د)، وأيضا الحليب المدعّم حيث يحتوي الكوب من الحليب المدعّم على مئة وحدة من فيتامين (د)، وكذلك الحبوب المدعّمة، إذ يحتوي نصف كوب من الحبوب المدعّمة على مقدار يقارب ثلاثمائة وحدة، بالإضافة إلى المشروم وعصير البرتقال.

 

الإفراط في فيتامين (د):

مع أهمية فيتامين (د) كما سبق، وبإستثناء الحصول عليه من مصادره الطبيعية كالمصادر الغذائية أو التعرض الكافي لأشعة الشمس، فإن  تناول جرعات كبيرة منه تسبب السميّة، والمعروفة بإسم فرط فيتامين (د)، وهي حالة نادرة الحدوث ولكنها محتملة، وتتسبب هذه الحالة بإذن الله في تراكم الكالسيوم في الجسم (فرط الكالسيوم)، مما يسبب ضعف الشهية والغثيان والقيء، كما يسبب ضعف أو تكرار التبول وفقدان السوائل من الجسم، بالإضافة لمشاكل صحية للكلية، بالإضافة إلى العصبية الزائدة، والشعور بالحكة، وتسارع ضربات القلب وعدم انتظامها، وتكلّس الأنسجة المحيطة بالقلب والأوعية الدمويّة، وتدهور حالة المرضى في حالة الإصابة بمرض تصلّب الشرايين.

 

 

المصادر:

المصدر الأول

المصدر الثاني

المصدر الثالث

المصدر الرابع