أمراض الشتاء والوقاية منها _ إعداد: ا/ عبدالرحمن المزروع

مع دخول فصل الشتاء ونتيجة لتغيرات الأجواء وبرودة المناخ، فإن ذلك يتسبب في نمو أنواع من البكتيريا والجراثيم وتزداد الإصابة ببعض الأمراض بعد مشيئة الله والتي تنتشر بشكل واسع في هذا الفصل دون غيره، لذا ينبغي الاستعداد صحيا لمواجهة هذه الأمراض بالوقاية وتناول الأطعمة والمشروبات التي تعمل على مكافحتها ورفع مناعة الجسم، وبالطبع لا يمكن في هذا التقرير حصر جميع الأمراض المنتشرة في فصل الشتاء ولكن سوف نشير إلى أكثرها انتشارا وخطورة، وطرق الوقاية منها بإذن الله.

الربو:

يعتبر الهواء البارد أحد أهم مسببات نوبات الربو ويمكن وصفه على أنه التهاب حاد في الشعب الهوائية وتزداد فرص الإصابة به نتيجة للإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا ويظهر كأزيز وأنفاس قصيرة، لذا ينبغي أن يأخذ الأشخاص المصابون بالربو مزيدا من الحذر في فصل الشتاء.

 

الإنفلونزا:

مرض فيروسي يتميز بالتفشي الموسمي، وينتقل عبر الجهاز التنفسي، وقد يعتبر قاتلا للأشخاص الضعفاء صحيا، كالأطفال والمسنين والمرضى الذين يعانون في أمراض مزمنة كالسكري وأمراض الكلى، وتظهر الإنفلونزا كنزلات برد وانسداد في الأنف مع عطاس والتهاب في الحلق والشعب الهوائية وارتفاع في درجة حرارة الجسم والتهاب الأذن والجيوب الأنفية، وتزداد فرصة الإصابة بالإنفلونزا عند استنشاق الروائح القوية كالعطور أو المواد التي تحتوي على ملوثات صناعية.

 

التهاب الحلق:

يزداد التهاب الحلق في فصل الشتاء وغالبا ما يكون بسبب عدوى فيروسية، أو بسبب التغيرات في درجات الحرارة كالخروج من مكان دافئ إلى مكان بارد، أو تناول المشروبات المثلجة، وذلك لأن البكتريا التي تصيب الحلق تنشط في درجات الحرارة المنخفضة.

 

النوبات القلبية:

تكثر النوبات القلبية في فصل الشتاء، وقد يرجع ذلك إلى أن البرودة الشديدة تزيد من ضغط الدم وتؤدي إلى مزيد من الجهد على القلب، كما أنَّه ينبغي على الجسم أن يعمل بمزيد من الجهد لكي يحافظَ على درجة حرارة الجسم في الطقس البارد.

 

ألم المفاصل:

تؤثر برودة الجو والانخفاض الشديد في درجة حرارة بشكل سلبي على المفاصل والعظام وتسبب لها الالتهاب والتيبس، وتزداد عند قلة الحركة، والمقصود بالتيبس هو فقدان وقصور في مستوى حركة المفاصل في الجسم، أو صعوبة حركتها، وقد يحدث بشكل مفاجئ، وقد يصيب مفصلا واحدا أو العديد من المفاصل.

 

اليد الباردة:

وتسمى ظاهرة رينو، وهي ظاهرة شائعة في فصل الشتاء، حيث يتغير لون أصابع اليدين والقدمين وتصبح مؤلمة جدا في الطقس البارد، وقد تصبح الأطراف بيضاء ومن ثم زرقاء أو حمراء مع الشعور بوخز فيها، وذلك بسبب ضعف دوران الدورة الدموية في الشعيرات الدموية الدقيقة.

 

نوروفيروس:

يعتبر هذا الفيروس معدي جدا في فصل الشتاء، وتتلخص أعراضه في القيء والاسهال والإرهاق والجفاف وألم العضلات، وينتشر في الأماكن المغلقة كالمدارس وأماكن العمل ودور الرعاية والمستشفيات، وتنتهي أعراضه وآثاره خلال يومين أو ثلاثة.

 

البشرة الجافة:

وهي حالة شائعة وتزداد في الشتاء لانخفاض رطوبة الجو وزيادة البرودة، وتحتاج إلى اهتمام كبير وعناية خاصة، وذلك نتيجة انخفاض نسبة الدهون والسوائل فيها مما يقلل من رطوبتها ويجعلها تظهر بصورة غير مشرقة تفتقر للنضارة والحيويّة.

 

اكتئاب الشتاء (الاضطراب العاطفي الموسمي):

يصاب البعض في فصل الشتاء بما يسمى اكتئاب الشتاء، ففي بريطانيا مثلا يصاب به شخص من أصل 15 شخص، ويظهر كشعور بالإرهاق والخمول والإحساس بثقل في الذراعين والساقين ومشاكل في النوم والانطواء والإفراط في الأكل مع زيادة في الوزن.

 

الوقاية من أمراض الشتاء:

للوقاية من أمراض الشتاء بإذن الله سواء التي ورد ذكرها في هذا التقرير أو غيرها من الأمراض، فإنه بشكل عام يلزم على الشخص المحافظة على النظافة الشخصية، ونظافة الأدوات المستخدمة، وتهوية أماكن الجلوس والمحافظة على درجات الحرارة فيها، ويفضّل تجنَب استعمال الفحم للتدفئة، حيث ينبعث منه من ملوثات أثناء الاحتراق قد تسبب الاختناق، كما ينصح بممارسة الرياضة للمساعدة على تليين المفاصل ولتدفق الدم بشكل مناسب ولنشاط الدورة الدموية، وينصح بالتغذية السليمة وتناول المشروبات الدافئة والعصيرات التي تحتوي على فيتامين (C)، والإكثار من شرب الماء والسوائل، ومراعاة الملابس المناسبة للمحافظة على حرارة الجسم، وفي حال الشعور ببداية التهاب الحلق ينصح بالغرغرة بماء دافئ ومالح، كما أن الابتعاد عن التدخين والكافيين يجنّب الشخص بإذن الله آثار مرض اليد الباردة، ولتجنب البشرة الجافة يفضل أخذ حمام معتدل وتجنب الحمام الساخن الذي يؤدي إلى جفاف البشرة مع استخدام كريمات الترطيب للبشرة، هذا بشأن الوقاية بإذن الله، أما في حال الإصابة بالمرض فلابد من الاستشارة الطبية وأخذ العلاج المناسب لكل حالة.

 

 

المصادر:

المصدر الأول

المصدر الثاني

المصدر الثالث

المصدر الرابع