من أهم المواضيع التي تطرح في منظمة الصحة العالمية هي مشكلة سوء التغذية والتي يعاني منها عدد كبير من سكان هذا العالم ، وخاصة في الدول الفقيرة ، والمنكوبة، وللأسف فقد ارتبط ارتفاع معدلات سوء التغذية بهذه الدول إلى ارتفاعاً أدى إلى انتشار الإعاقات بكافة أنواعها وهذا الأمر يستدعي البحث عن نقاط تجتمع فيهما سوء التغذية وعلاقتها بالإعاقة أو العكس

وهنا بدأت بالتقصي والسؤال لماذا هذا الارتباط بينهما ؟

لعلنا نبدأ بتأثير سوء التغذية في مراحل الحياة للمجتمع فنراها قد تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على حدوث بعض الإعاقات للأسف التي من الممكن منع حدوثها إن كانت هناك سياسات تغذوية واضحة ومفهومة وصحيحة تطبق على هذه المجتمعات في الدول الفقيرة والمنكوبة

وهنا يجب أن نبدأ بالأم فأثناء حملها يتطلب أن تكون تغذيتها مناسبة لاحتياجاتها بشكل لايسبب ضرر عليها أو على جنينها

وهنا يجب التركيز على العناصر الغذائية الصغرى أيضا لأن لها دور مهم في الوقاية من الإصابة بأحد الإعاقات ونبدأها بأشهر مكمل يعطى للحامل، وهو الفوليك أسيد المهم في الوقاية من الإصابة بعيوب في الجهاز العصبي ومنع التشوهات فيه،

ويعتبر أيضا الحديد من العناصر الغذائية المهمة عند التقييم التغذوي للحامل ويجب سرعة تناول المكملات الخاصة بالحديد إن كان هناك نقص بالحديد عند الحامل فقد تبين انه قد يكون نقص الحديد للحامل تأثير سيء للإدراك العقلي، والسلوكي للطفل المولود، ومن هنا تحدث هذه الإعاقة للطفل والتي كان من الممكن تجنبها بالتركيز على التغذية السليمة للأم والتدعيم الغذائي عند الحاجة القصوى

ولا يقتصر الحرص على تغذية الحامل عند حملها بالجنين،  بل يتعدى ذلك إلى الحرص على التغذية السليمة لها بعد الولادة وخاصة عند إرضاعها للطفل فيجب أن لا يكون هناك نقص في مستوى فيتامين ب12 عند المرضعة لأن نقصه قد يسبب تدني في النمو وتأخر في الإدراك العقلي للطفل وعادة هذا النقص لا يحصل إلا مع من يتبعون نظام نباتي فقط وهنا يجب وضع حلول كالتدعيم الغذائي لتجنب حدوث هذه الإعاقات وهنا يتضح دور التغذية في القضاء على سوء التغذية الذي قد يكون من أهم المسببات لحدوث الإعاقات التي أصبحت مقترنة بشدة مع معظم الدول المنتشر فيها سوء التغذية.

والحديث عن الإعاقة وسوء التغذية لا يزال في مرحلته الأولى فهناك مرحلة الطفولة ،والمراهقين، والبالغين ،وكبار السن ، ولكل مرحلة  حديث خاص بها بإذن الله وسأحاول رسم الخطوط العريضة لهذه المراحل مع مشكلة الإعاقة التي بالإمكان تجنبها إن أدركنا أهمية التغذية في الوقاية منها.

 

 

في أمان الله