تطبيق 6سيجما في الرعاية الصحية
تقرير الجودة الصحية- اعداد: احمد جديبا
لقد شهد القرن العشرون وبداية القرن الحادي و العشرين تحديات عالمية واسعة النطاق في إطار العولمة والتغير التكنولوجي السريع وانتشار تقنية المعلومات والانترنت , وكل هذه التحديات تفرض على المنظمات مزيدا من الانفتاح و التجديد والإبداع و التطوير وذلك بهدف التحسين المستمر لجودة المنتجات و الخدمات من جهة وتخفيض تكاليفها من جهة أخرى , ولمواجهة هذة التحديات ظهرت عدة أنظمة ومفاهيم إدارية حديثة اسهمت بشكل فعال لتطوير هذة المنظمات , وتعتبر إدارة الجودة الشاملةTotal Quality Management واحدة من أهم الانظمة الحديثة التي تطورت وانتشرت انتشارا كبيرا في الدول العالم .
ونتج عن تطور إدارة الجودة الشاملة ما يطلق عليه سيجما ستة six sigma والتي تستخدم لتقليل احتمالات الأخطاء.
إن الهدف من استخدام سيجما ستة هو إزالة الاختلافات وتقليل أخطاء الأعمال باستخدام أدوات وتقنيات إحصائية حيث يقوم فريق سيجما ستة بتطوير فعالية الخدمات و تحقيق الخصائص المرغوب فيها وتطوير كفاءة وفعالية الخدمات خاصة بما يتعلق بالوقت والتكلفة .
الجودة في الرعاية الصحية :
إن منظور الجودة يختلف حسب الجهة التي تنظر إليها، فمنظورها لدى المستهلك يعني مزايا ضمنية وصريحة، ولدى الإدارة تعني جودة عالية وتكلفة منخفضة وإنتاجية عالية، ولدى صانعي الخدمة تعني تحسيناً مستمراً للممارسة لدى صانعيها، ولدى المجتمع تعني تحسين نوعية الحياة والرفاهية وإتاحة الخدمات، وإنتاج منتجات عالية المستوى وآمنة غير مضرة بالبيئة والناس، وأيضا يختلف المنظور حسب نوعية الخدمة أو السلعة وأن الجودة في الخدمات الصحية تختلف عن منظورها في الخدمات حيث تعتبر جودة الرعاية الصحية من أصعب مواضيع الجودة بسبب طبيعة المتغيرات واختلاف الحالات المرضية لدى المستفيدين من الرعاية الصحية، وبشكل عام ظهرت عدة تعريفات لجودة الرعاية الصحية ومن أشهرها التعريف الذي عرف جودة الرعاية الصحية Donabedian ، بأنها تطبيق العلوم والتقنيات الطبية بأسلوب يحقق أقصى إفادة للصحة العامة دون التعرض للمخاطر.
ويشير Donabedian إلى أن لجودة الرعاية الصحية محورين المحور الفني والمحور الإنساني حيث يتضمن المحور الفني تطبيق العلم والتقنية الصحية في تشخيص العلاج، بينما المحور الإنساني تلبية الاحتياجات الإنسانية للمريض كالتعاطف والاحترام وتقديم المعلومات اللازمة له، ويمثل المحور الانساني الوسيلة التي يتم من خلالها تحقيق الجودة الفنية والتقنية للرعاية.
وعرفتها المفوضية الامريكية المشتركة لاعتماد منظمات الرعاية الصحية ( Joint Commission On The Accreditation of Health Care Organizations JCAHO)” بأنها درجة التزام بالمعاير الحالية والمتفق عليها للمساعدة في تحديد مستوى جيد من الممارسة ومعرفة النتائج المتوقعة لخدمة أو إجراء أو تشخيص أو مشكلة معينة”
ومن الملاحظ أن هذا المفهوم، والذي أشارت له منظمة الصحة العالمية ينظر إلى جودة الأداء من حيث تأثيرها على صحة المجتمع، والهدف هو تحسين صحة المجتمع كهدف مطلق وسام لكل نظم الرعاية الصحية في العالم، وأن جودة الرعاية تعتبر مطلبا اجتماعياً في كل المجتمعات والدول.
تطور إدارة الجودة في القطاع الصحي :
إن جودة الرعاية الصحية قد مرت في فترات زمنية متتالية وفي كل فترة تطرأ تطورات و تحسينات عن الفترة التى سبقتها ففي عام 1518 قامت الكلية الملكية للاطباءRoyal Collages Of Physicians في لندن بتوثيق الاهتمام بجودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى وانها تعتبر من مهام مهنة الطب وفي القرن الثامن عشر قدم الطبيب البريطاني فرانس كليمسون (Frances Clemson) مبادىء اساسية للجودة النوعية .
وفي عام 1917 وضعت كلية الجراحين الأمريكية برنامج لاعتماد المستشفيات وفي عام 1918 وضع معيار يطالب الأطباء مراجعة وتحليل خبراتهم السريرية في المستشفيات وفي عام 1951 تم إنشاء المفوضية المشتركة لاعتماد المستشفيات والتي تعرف اليوم المفوضية الأمريكية لاعتماد المنظمات الرعاية الصحية (JCAHO) والتي حددت مقومات الاداء والمعايير لاعتماد المستشفيات وفي عام1972 أنشأت الحكومة الامريكية منظمة مراجعة المعايير المهنية Professional Standards Review Organization التي اهتمت بادارة الجودة والتي استخدمت الية خفض التكاليف وركزت على ملاءمة الخدمات الطبية ومستوى الخدمات ومدة الإقامة في المستشفى وفي عام 1979 قامت المفوضية الأمريكية لاعتماد المنظمات الرعاية الصحية (JCAHO) بالترويج لفكرة الجودة النوعية حيث تم إصدار كتاب بعنوان معايير االجودة النوعية.
في أوئل الثمانينات تبنت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية (WHO) مفهوم ضمان الجودة وتكوين فرق عمل لتطوير مفهوم ضمان الجودة وفي عام 1988 تبنت المفوضية فكرة التحسين المستمر للجودة وفي عام 1991 تم تحول مفهوم ضمان الجودة إلى مفهوم تقييم الجودة وتحسينها وطورت مؤشرات لقياس جودة الرعاية الصحية وفي نهاية القرن الماضى وبداية القرن الحالي ظهرت الرعاية الحادة وهي حدود الممارسة والتي تعبر عن مداخل معقولة ومقبولة للوقاية والتشخيص والعلاج وإدارة الحالات الطبية حسب المعايير السائدة والمتعارف عليها.
إن هذه التطورات في جودة الرعاية الصحية ساعد المستشفيات على تقديم أفضل رعاية صحية للمرضى وتحقيق أفضل تنافس في تقديم رعاية صحية.
مفهوم سيجما ستة:-
أصبح موضوع الجودة و الرقابة عليها من المواضيع التى تركز عليها إلادارة هذه الأيام وتعد سيجما ستة مبادرة للجودة قائمة على مراقبة إحصائية للعمليات بانواعها المختلفة الإدارية والمالية والفنية وتتميز عن باقي الأدوات العلمية الاخرى بتحليلها الإحصائي الدقيق والطريقة النظامية لحل المشاكل والتحديد الدقيق للأسباب الجذرية الخاصة بالتباين.
لقد حظي مفهوم سيجما ستة باهتمام الباحثين كونه من المفاهيم الإدارية الحديثة في المجالات الصناعية و الخدماتية ,فتعددت آراؤهم تبعا لخلفياتهم ونظراتهم العلمية. والنظر إلى سيجما ستة على أنها قياس (إحصاء) وفكر تنظيمي ومنهج
وينظر الى سيجما سته على انها عملية تحسين لاستراتيجية المنشاة وذلك باستخدام نموذج (DMAIC)مختصر الخطوات المتخصصة الخمس في منهجية سيجما سته وهذه الخطوات هي :
( Define ) والقياس (measure) وتحليل (Analyze) وعملية التحسين Improve والمراقبة (control ).
وتستخدم هذه المنهجية لتنظيم فلسفة سيجما ستة ولا تقتصر هذه المنهجية على عمل قطاع معين كصناعة مثلا ولكنها تستخدم في جميع المجالات. وسنقوم بشرح منهجية سيجما ستة بإسهاب .
وهناك بعض الباحثين عرف سيجما ستة بشكل عام.
رأي أن سيجما ستة هي نظام شامل ومرن لإنجاز ونحقيق حد أقصى لنجاح العمل من خلال معرفة حاجات العميل بعد استخدام الحقاتق والبيانات وتحليلها مع التركيز على التحسين وإعاده تطوير آليه العمل .
أما فقد عرف سيجما ستة على أنها استراتيجية عمل منظمة ولتحسين ربحية العمل وتقليل التلف في الإنتاج وتخفيض كلفة النوعية الرديئة ولتحسين الكفاءة والفعالية كل العمليات لكي تلبي أو تتجاوز حاجات وتوقعات العميل
أما في القطاع الصحي فقد عرف سيحما ستة على انها عملية تحليل العمليات الفنية لرفع مستوى جودة الرعاية الصحة والخدمات بما يتوافق مع متطلبات المريض.
ركز في تعريفة على العمليات الفنية واستخدام الأساليب الأحصائية لتقليل الإخطاء الطبية كإعطاء دواء خطأ او خطأ في العمليات الجراحية وتقديم خدمات عالية المستوى مثل سرعة الإدخال أو الأخطاء المحاسبية.
كما عرف سيجا ستة في القطاع الصحي على انها عمليه احصائية منتظمة لكشف ومعالجة العيوب في الاداء وذلك باستخدام منهجية سيجما ستة لتخفيض الاختناقات السريرية والآلية التى تؤدي الى إطالة الوقت والتكاليف العالية والنتائج السيئة.بالأخطاء الطبية والتكاليف العالية وفترة بقاء المريض في المستشفى وبين ان سيجما ستة تقوم بكشف هذه العيوب وتعمل على معالجتها.
فوائد تطبيق سيجما ستة في القطاع الصحي:
ان فوائد تطبيق سيجما ستة في القطاع الصحي تؤدي إلى تقليل الاخطاء الطبية وتحسين الجودة والارباح وزيادة رضى المرضى والعاملين والوصول إلى درجة الكمال والخلو من الاخطاء:
قدم Woodard فوائد تطبيق سيجما ستة في المستشفيات وبين انها تساعد على تقليل الأخطاء الإدارية في المستشفى حيث إن فريق سيجما ستة يقوم بتحليل وتطوير العمليات الإدارية وتقدم للأدارة المعلومات المهمة لفهم واقع المستشفى
فوائد تطبيق سيجما ستة في القطاع الصحي كما قدمها :
- تخفيض الإخطاء الطبية.
- تخفيض الأخطاء في الأدويهالخطره جدا .
- تخفيض الأخطاء إلأدارية .
- تحسين وقت طلبيات الصيدلية .
- تخفيض معدل الدوران الوظيقي.
- رفع الطاقهإلانتاجيه لغرف العمليات .
- تخفيض مده إقامة المريض في المستشفى .
- تخفيض فقدان أفلام الرنين المغناطيسي .
- تخفيض وقت انتظار مرضى الطوارىء.