السمنة
حذرت متخصصة في أنظمة التثقيف التغذوي من المخاطر الصحية والاقتصادية لمرض السمنة، بعد تنامي نسب الإصابات بين أوساط المجتمعات في المملكة، مؤكدة أن تكاليف علاج هذا المرض والأعباء الاقتصادية لمعالجة مراحل ما بعد الإصابة ترتبط ارتباطاً مباشراً بالعلاج الوقائي المرتبط بتنظيم الغذاء.
وأبرزت أخصائية التغذية تهاني المزيني أربع خطوات تثقيفية لمجابهة مخاطر مرض السمنة، مؤكدة على ضرورة التنظيم في تناول الطعام عن طريق تخطيط وجبات غذائية منخفضة السعرات الحرارية و تقليل تناول الأغذية الغنية بالسعرات الحرارية مثل وجبات المطاعم السريعة وتجنب المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والإكثار من تناول الأغذية الغنية بالألياف مثل الخضار والفواكه والخبز الأسمر وخبز النخالة، وممارسة النشاط البدني والرياضة بانتظام وعدم قضاء ساعات طوال أمام التلفاز وأجهزة الحاسوب وألعاب الترفيه المتعددة، وإجراء تحاليل وفحوصات دورية وقياسات جسمانية تشتمل على سبيل المثال قياس مؤشر كتلة الجسم أو قياس سمك الجلد في مواقع محددة من الجسم، لأن الجزء الأكبر من الدهون في الجسم يترسب في طبقات تحت الجلد فقط ويستخدم في هذا القياس صيغاً محددة لحساب ما يعرف ببنية دهون الجسم. وقالت المزيني إن هذا المرض بدأ يتفشى في المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية والقطاعات الأهلية، وبات يشكل خطراً يهاجم المجتمعات ويكتنفه تأثيرات نفسية ومخاطر صحية وأعباء اقتصادية. وأوضحت المزيني أن السمنة عرفت في الحقل العلمي بالزيادة في كمية الدهون الموجودة في الجسم عن المعدل الطبيعي بنحو تقريباً 20%، وهي مدرجة ضمن الأمراض التي تؤرق المجتمعات وتهدد كيان الأسرة وصحة الأجيال القادمة وخاصةً فئة الشباب الذين يمثلون الشريحة الأكبر في المجتمع.
وأضافت أن المملكة تحتل المرتبة الثالثة عالمياً في انتشار هذا المرض بحسب ما جاء في إحصائيات منظمة الصحة العالمية الصادرة في عام 2015م، حيث بلغت نسبة الذين يعانون من هذا المرض 36% من سكان المملكة، وقدر عدد الوفيات بنحو 20 ألف حالة سنوياً، في حين أن المصابين بالسمنة من فئة الأطفال في المملكة قد بلغ ثلاثة ملايين ونصف مليون طفل، حيث تم تصنيف هذا المرض وفقاً لمنظمة الصحة العالمية على أنه وباء نظراً لانتشاره وارتباطه بالإصابة بعدة أمراض تصل إلى 48 مرض أشهرها مرض داء السكري والعقم وأمراض القلب والتهاب المفاصل والإصابة بالسرطان. ولفتت المزيني إلى دراسة في عام 2015 أجراها كرسي أبحاث السمنة بجامعة الملك سعود بالرياض حيث خلصت نتائجها إلى أن 70% من الرجال و75% من النساء في المملكة مصابون بالسمنة، مشيرة إلى نتائج مسح ميداني قامت بإجرائه في عام 2016م في بعض مدارس المرحلة الابتدائية للبنات في منطقة الرياض والتي تراوح أعمار طالباتهن ما بين سبعة إلى 12 سنة، حيث تبين من النتائج المتحصل عليها أن 80% منهن مصابات بزيادة الوزن وسمنة و15% كانت أوزانهن في المدى المناسب (المثالي) و5% منهن يعانين من النحافة. واستعرضت المزيني مسببات السمنة والتي من أبرزها العوامل الوراثية، مضيفة “للجينات دور في حدوث السمنة وزيادة الوزن لدى بعض أفراد المجتمع، وقد تؤثر بالمقابل أنماط المعيشة والسلوكيات والعادات الخاطئة في زيادة معدل انتشار السمنة”، كما أن للعوامل الفسيولوجية (مثل اضطراب الغدة
الدرقية) والعوامل النفسية ارتباط وثيق بحدوث السمنة، قائلة “دراسات حديثة أوضحت أن بعض الأشخاص يلجؤن إلى تناول الطعام عندما تزداد التوترات النفسية”.
دمتم بود
د\تهاني المزيني.
أخصائية تغذية.