الحرب البيولوجية
التثقيف الصحي _ إعداد: ا/ عبدالرحمن المزروع
بيولوجي كلمة يونانية تعني علم الأحياء، والحرب البيولوجية والتي تسمى أيضا الحرب الجرثومية أو الحرب الميكروبية أو الحرب الكيمائية تعني (الاستخدام المتعمّد) للجراثيم أو الفيروسات وغيرها من الكائنات الحية الدقيقة وسمومها بهدف نشر الأوبئة والأمراض بين البشر والحيوانات والنباتات، ومنها يأتي تسمية الأسلحة البيولوجية والذي يعتبر مصطلحا عسكريا يقصد به جميع الوسائل والمسببات التي تستخدم لنشر الأمراض المعدية والفتاكة في صفوف العدو للتأثير على كفاءته القتالية وسهولة إلحاق الهزيمة به وحسم نتيجة المعركة، والحرب البيولوجية ليست وليدة الساعة، بل يخبرنا التاريخ بأنها استخدمت في عصور قديمة، فالقائد اليوناني سولون عام 600 ق.م تقريبا استخدم جذور نبات (الهيليوروس) في تلويث مياه النهر الذي يستخدمه أعداؤه للشرب مما أدى إلى مرضهم وانتصاره عليهم، كما تذكر بعض كتب التاريخ عن استخدم الآشوريون للسلاح البيولوجي ضد أعدائهم، وفي عام 1763م استخدم الأوروبيون المهاجرون إلى أمريكا السلاح البيولوجي للتخلص من الهنود الحمر وكان لمرض الجدري دور رئيسي في القضاء عليهم حيث تم إرسال مناديل وأغطية مجلوبة من مستشفى العزل لمرضى مصابين بالجدري كهدايا إلى أفراد القبائل الهندية فكانت النتيجة انتشار الأمراض بين الهنود الحمر والفتك بهم، وقد استخدمت الأسلحة البيولوجية خلال الحرب الأهلية الأمريكية عام 1863م فتم تلويث الأنهار والبحيرات بجثث الحيوانات الميتة والمصابة بالأمراض المعدية والفتاكة، واستخدم الجيش الألماني الأسلحة البيولوجية في الحرب العالمية الأولى وذلك بنشر الكوليرا ضد بريطانيا والحلفاء، وتم تطوير الأسلحة البيولوجية بصورة منهجية بعد الحرب العالمية الأولى وخلال الفترة 1936 – 1946م حيث بدأت بعض الدول في إنشاء المختبرات والمراكز اللازمة لتحضير أنواع مختلفة من الجراثيم والفيروسات الصالحة للاستخدام كأسلحة بيولوجية وعلى نطاق واسع، وفي الحرب العالمية الثانية استخدمت القوات اليابانية السلاح البيولوجي ضد الصينيين وذلك بإلقاء ميكروب الكوليرا في آبار مياه الشرب، واستخدمه الأمريكيون أيضا خلال الحرب الكورية وذلك عن طريق حقن الحيوانات الصغيرة مثل الفئران والأرانب بالفيروسات والجراثيم المعدية مثل الكوليرا والطاعون والجمرة الخبيثة والحمى الصفراء وغيرها، وفي الوقت الحاضر فإن كثيرا من الأبحاث العلمية تبذل في سبيل اكتشاف أنواع من الجراثيم والفيروسات أكثر فتكا من سابقاتها ولم يقتصر الأمر على الدول الكبرى بل ان هناك دولا نامية كثيرة لديها مخزون كبير منها وذلك لسهولة تحضيرها وقلة تكلفة إنتاجها علاوة على فعاليتها في القتل الجماعي، وقد دعا ذلك الأمم المتحدة في عام 1972م إلى فتح باب التوقيع على اتفاقية الأسلحة البيولوجية، وقد دخلت هذه الاتفاقية حيز التنفيذ في 26 مارس 1975م، واتفق مؤتمر الاستعراض الثاني عام 1986م على وجوب أن تنفذ الدول الأطراف عددا من تدابير بناء الثقة لمنع أو تقليل حدوث أي لبس أو شك أو ارتياب، ولتحسين التعاون الدولي في ميدان الأنشطة البيولوجية السلمية، وتوسّع مؤتمر الاستعراض الثالث عام 1991م في تدابير بناء الثقة، وبموجب هذه الاتفاقات، تعهدت الدول الأطراف بتقديم تقارير سنوية عن أنشطة محددة تتعلق باتفاقية الأسلحة البيولوجية، ومنها: بيانات عن المراكز والمختبرات البحثية، ومعلومات عن مرافق إنتاج اللقاحات، ومعلومات عن البرامج الوطنية لبحوث وتطوير الدفاع البيولوجي، والإعلان عن الأنشطة السابقة في برامج البحث والتطوير البيولوجية الهجومية أو الدفاعية، ومعلومات عن انتشار الأمراض المعدية والأحداث المماثلة الناجمة عن السموم، ونشر النتائج وتشجيع استخدام المعرفة والاتصالات، ومعلومات عن التشريعات والأنظمة وغير ذلك من التدابير.
أهم العوامل المؤثرة على الأسلحة البيولوجية:
- درجة الحرارة: تعتبر درجة الحرارة المتوسطة مناسبة للكائنات الحية حيث تساعدها على ان تعيش مدة أطول، أما درجات الحرارة شديدة الارتفاع فإنها من الأسباب القاتلة والمقللة من كفاءة العامل البيولوجي بإذن الله.
- الرياح: تؤثر سرعة واتجاه الريح في انتشار العامل البيولوجي.
- أشعة الشمس: تسبب أشعة الشمس قتل العديد من الكائنات الحية الدقيقة المنتشرة في الجو.
- بالإضافة إلى تأثير العوامل الأخرى مثل الرطوبة النسبية والتضاريس والغطاء النباتي وغيرها.
أهم الطرق للوقاية من العوامل البيولوجية:
لا شك أن التغذية السليمة والمحافظة على النظافة تساعد بإذن الله على الوقاية من العدوى في حال انتشار أمراض وبائية، وفي حال لا قدر الله تم الاستخدام البشري للسلاح البيولوجي فإنه يوجد عدة طرق وارشادات للوقاية منها بإذن الله، وفي الموقع الإلكتروني للمديرية العامة للدفاع المدني السعودي تم نشر هذه التعليمات والإجراءات، منها:
- عدم الخروج من المنزل في حال وقوع المخاطر البيولوجية أو الكيميائية إلا إذا تم طلب ذلك من الجهات الرسمية.
- اختيار أحد الغرف داخل المنزل لاستخدامها كملجأ مؤقت تتوفر فيه متطلبات الحماية.
- توفير وسائل الوقاية الفردية (البدل الواقية، الكمامات، الكمام الورقي) لجميع أفراد الأسرة قدر الإمكان.
- وجود مواد تموينية تكفي لمدة أسبوع أو الفترة اللازمة للإقامة لحين زوال الخطر.
- إحكام إغلاق مصادر المياه الداخلية والخارجية وذلك لمنع تلوثها.
- تغطية الأطعمة بورق مشمع ووضع مصادر المياه في أوعية محكمة الإغلاق.
- عدم تناول الأطعمة أو مياه الشرب ما لم تتأكد من خلوها من التلوث.
- عدم تناول أي أغذية أو مشروبات قادمة من الخارج والاكتفاء بما هو موجود في المنزل وأن لزم الأمر يجب غسل هذه الأطعمة جيدا.
- وضع شبك ذو مسامات دقيقة جدا على جميع النوافذ الموجودة بالمنزل لمنع دخول الحشرات.
- عند التواجد خارج المنزل يتم السير عكس اتجاه الريح.
- إذا كان الشخص داخل السيارة يتم إطفاء مكيف الهواء وإغلاق نوافذ السيارة.
- التوجه لأخذ التحصينات المطلوبة في حالة الإعلان عنها.
- تدريب كافة أفراد الأسرة على عمليات الطوارئ ومتطلباتها من عمليات إخلاء وغيرها.
- الإبلاغ عن الحالات المرضية التي تظهر لتقوم الجهة المختصة باتخاذ ما يلزم بشكل عاجل.
- عدم الالتفات للدعايات المضللة والشائعات والنشرات التي تبثها وسائل الإعلام المعادية.
المصادر:
السلام عليكم ورحمة الله
ربي يسعدك ويوفقك معلومات ، غايه في الروعه
ربي يوفقكم
الى الامام
مقال ممتاز جداً ومهم..وثقافة نشر الوعي مهمة جدا. وخصوصاً بهذا العصر…الكاتب موفق دائماً بإختيار مواضيعه ونتمنى له التوفيق والنجاح ومزيداً من التوفيق والعطاء…والتحية له ولكل القائمين على المجلة…
دائماً مميز في طرح المواضيع التي تهم المجتمع
بارك الله في علمك وفي اطروحاتك المفيده
جزاك الله خير يا أستاذ عبدالرحمن و وفقك في الدنيا والآخرة ..
مقال أكثر من رائع موضوعه هادف و معلوماته قيمه وثمينه وشامل لجميع الجوانب.
كفانا الله وإياكم شر الأشرار وكيدهم الذي طغى شرهم وحقدهم على إنسانيتهم.
حفظك المولى من كل مكروه.
كنت ولازلت أرى بأن بعض المسميات المطلقة لبعض الأمراض المتشابهة الأعراض هي نوع من الحرب البيلوجية ، والتي يهدف مطلقها للترويج لمصل مضاد يأخذ عليه براءة اختراع. وإن تحور مسارها ليكون تسويقياً أكثر مما هي حرب فعلية .
الحرب البيلوجية كما تطرقتم في مقالكم مستخدمة منذ قديم الأزل ولكن على نطاقات محددة وفي ظروف معينة.
ومع انفتاح العالم على بعضه أصبحت مؤذية بشكل أكبر لتأثيرها النفسي الشديد .
حيث لغة الأرقام المستخدمة في وسائل الاعلام وإن كانت غير دقيقة لكنها كفيلة بدب الرعب في بعض المجتمعات .
حفظنا الله وإياكم من كل سوء ومكروه .