منظمة الصحة العالمية تؤكد أن فيروس كورونا وباء عالمي
الجودة الصحية (متابعات) حنين المحمود
صنّفت منظمة الصحة العالمية انتشار فيروس كورونا كوباء عالمي.
وقال رئيس منظمة الصحة تيدروس أدهانوم غيبريسوس أنه خلال الأسبوعين الماضيين، سجّل عدد حالات العدوى بكوفيد-19 خارج الصين زيادة بمقدار 13 ضعفاً وازداد عدد البلدان المتضررة بمعدل ثلاثة أضعاف.
لدينا اليوم أكثر من 000 118 حالة مؤكدة في 114 بلداً وحصد المرض أرواح 4291 شخصاً حول العالم.
وما زال آلاف المصابين يصارعون للبقاء على قيد الحياة في المستشفيات.
وفي الأيام والأسابيع القادمة، نتوقع أن نشهد ارتفاعاً أكثر حدةً في عدد الحالات والوفيات والبلدان المتضررة.
لقد عكفت منظمة الصحة العالمية على تقييم هذه الفاشية على مدار الساعة، ونشعر بقلق بالغ إزاء ما نشهده من مستويات مفزعة لتفشي المرض ووخامته، ومن مستويات مفزعة للتقاعس عن اتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت ذاته.
لذلك فقد خلصنا إلى تقييم مفاده أن عدوى كوفيد-19 ينطبق عليها وصف الجائحة.
وقد خلصنا إلى هذا الرأي ليس فقط بسبب ما نشهده من مستويات مفزعة لتفشي المرض ووخامته، وإنما أيضاً بسبب ما نشهده من مستويات مفزعة للتقاعس عن اتخاذ الإجراءات اللازمة.
والجائحة ليست وصفاً يُطلق بخفة أو لامبالاة. بل هي مفردة إذا أسيء استخدامها يمكن أن تسبب خوفاً غير عقلاني أو تسليماً غير مبرر بأن المعركة باتت خاسرة، وهو ما سيؤدي إلى المزيد من المعاناة والوفيات دون داع.
إن وصف الوضع بالجائحة لا يغير شيئاً في تقييم المنظمة للتهديد الذي يشكّله هذا الفيروس. ولا يغير شيئاً في ما تقوم به المنظمة ولا يغيّر شيئاً مما يتعين على البلدان القيام به.
نحن لم نشهد من قبل جائحة يسببها فيروس من فيروسات كورونا. هذه أول جائحة يسببها فيروس كورونا.
وفي الوقت ذاته، لم نشهد من قبل جائحة يمكن السيطرة عليها.
وقد سخّرت المنظمة كل طاقاتها للاستجابة منذ تم إخطارها بالحالات الأولى.
وواصلنا مناشدة البلدان كل يوم لاتخاذ إجراءات عاجلة وشرسة لمواجهة هذا الفيروس.
واستمرينا في قرع جرس الإنذار عالياً وواضحاً.
وكما قلت يوم الإثنين، فإن التركيز على عدد الحالات وعدد البلدان المتضررة وحده لا يكفي لرؤية المشهد كاملاً.
فمن بين 000 118 حالة مبلغ عنها في 114 بلداً حول العالم، يتركز أكثر من 90 في المائة منها في أربعة بلدان فقط. ومن بين هذه البلدان الأربعة هناك بلدان، هما الصين وكوريا الجنوبية، يشهدان تراجعاً كبيراً في الوضع الوبائي فيهما.
وهناك 81 بلداً لم تبلغ عن أي حالات و57 بلداً أبلغت عن 10 حالات أو أقل.
لذلك لا يسعنا سوى أن نكرر بوضوح وبصوت مرتفع المرة تلو الأخرى: جميع البلدان ما زال بمقدورها تغيير هذه الجائحة.
فإذا سعت البلدان جاهدةً إلى كشف الحالات وفحصها ومعالجتها وعزلها وتتبع المخالطين وتعبئة شعوبها للمساهمة في جهود الاستجابة، فإن بإمكان البلدان التي لديها حفنة من الحالات أن تمنع تحوّلها إلى عناقيد من الحالات وأن تمنع تحوّل هذه العناقيد إلى انتقال مجتمعي محلي.
وحتى البلدان التي تشهد بالفعل انتقالاً محلياً أو مجموعات عنقودية كبرى، ما زال بإمكانها تغيير مجرى الأمور.
فقد أثبتت عدة بلدان أن هذا الفيروس يمكن لجمه والسيطرة عليه.