الصحة النفسية في العزلة المنزلية _ إعداد: ا/ عبدالرحمن المزروع 

 

 

في ظل الظروف الراهنة وانتشار جائحة كورونا (COVID-19) حفظ الله الجميع منه، قامت بعض الحكومات بالعديد من الإجراءات الاحترازية للحفاظ على صحة وسلامة الإنسان وتلافيا لإنتشار المرض وزيادة الضغط على المنظومات الصحية أو انهيارها لا قدر الله، ومن ضمن هذه الإحترازات تم فرض التباعد الإجتماعي والوظيفي وفرض العزلة المنزلية التي أصبحت أمرا ضروريا من أجل المصلحة العامة، ومع إيجابيات هذه الإحترازات إلا أن العزلة المنزلية قد تسبب تأثيرات ومشاعر نفسية سلبية على الشخص، كالشعور بالوحدة والإضطراب في النوم والأكل وضعف التركيز، وفي هذا التقرير المختصر سوف نشير إلى بعض الطرق لتلافي هذه السلبيات بإذن الله.

 

 

الأخذ بالأسباب الشرعية والإلتزام بها

من فضل الله علينا كمسلمين الثقة بالله عز وجل واليقين بأن ما أصاب الشخص لم يكن ليخطئه، وما اخطأه لم يكن ليصيبه، لذلك يجب التوكل على الله سبحانه وتعالى وفعل الأسباب وإحسان الظن به عز وجل والمحافظة على الواجبات الشرعية والأذكار اليومية وعدم التهاون بها والتكاسل عنها.

 

 

المحافظة على نظام غذائي صحي

قد تكون وجبات الطعام غير المتوازنة وسيلة لمقاومة الملل أثناء العزلة المنزلية في أوقات الحظر، لكن يجب على الشخص أن يبذل قصارى جهده لكي يحافظ على الأكل الصحي المتوازن الذي يتضمن العناصر الغذائية الضرورية، فالمحافظة على الصحة تعمل على زيادة الشعور بالسعادة.

 

 

المحافظة على الصحة البدنية والعقلية

لابد من ممارسة التمارين الرياضية اليومية للمحافظة على مستوى لياقة الجسم وتجنّب الإرهاق، ولو لم يتمكن الشخص من ممارسة الرياضة التي اعتاد عليها خارج المنزل فعلى الأقل يقوم بممارسة بعض التمارين في المنزل والتعرض لبعض الوقت لأشعة الشمس وذلك لما لها من فوائد وقدرة على تحسين الصحة البدنية ومن ثم تحسين المزاج ومنح الشخص الحيوية والنشاط، حيث أن المحافظة على الصحة البدنية من أهم الخطوات للمحافظة على الصحة النفسية.

 

 

 

المحافظة على النوم الكافي

المحافظة على وقت النوم ولو لم يكن للشخص التزامات في اليوم التالي يساعد على انتظام الساعة البيولوجية، كما أن النوم من سبع إلى تسع ساعات يوميا يساعد على الراحة النفسية وعدم الإصابة بالأرق واضطرابات النوم والشعور بالقلق.

 

 

المحافظة على جدول يومي مناسب

يشعر الشخص بالصعوبة عندما تم تغيير الجدول الذي اعتاد عليه قبل العزل المنزلي، كما أن تصميم جدول جديد يعتبر مهمة شاقة ومتعبة، لكن لابد للشخص أن يقوم بذلك، وذلك لما له من فائدة كبيرة للصحة العقلية والإستقرار النفسي، وإذا كان الشخص يعمل عن بُعد كحال الكثيرين اليوم فيجب أن ينظم وقته ويؤدي المهام الوظيفية في ساعات العمل المحددة فقط ويتفرغ بعدها لهواياته واهتماماته وعائلته، واستغلال وقت فراغه بما يفيده كالقراءة أو الإلتحاق بالدورات التدريبة التي تقام عن بُعد وغير ذلك.

 

 

المحافظة على المشاعر بشكل سليم

من الطبيعي في مثل هذه الظروف أن يصاب الشخص بالتوتر والقلق ولا يستطيع التحكم في كل ما يفكر فيه، لكن يلزم ألا يطلق لمخاوفه ومشاعره العنان بل يجب السيطرة عليها والتفكير في عواقب التشبع بها والتي قد تنتقل إلى أفراد العائلة أو المحيطين به، لذلك لابد من التفكير بإيجابية والتوكل على الله بعد فعل الأسباب.

 

 

مقاومة العزلة بالتواصل

من فضل الله عز وجل أن سخّر لنا الأجهزة والتقنيات الحديثة، لذلك فإن التواصل مع العائلة والمعارف خلال العزلة المنزلية تخفف الشعور بالوحدة وتعزز الصحة النفسية.

 

 

المحافظة على العلاقات الأسرية واحتواء أفراد الأسرة

نظرا للجلوس مع أفراد الأسرة أوقات طويلة غير معتاد عليها سابقا، فإن ذلك قد يسبب اختلاق المشاكل والخلافات، لذلك لابد أن يتم التعبير عن المشاعر بوضوح والعمل مع أفراد الأسرة بروح الفريق واعطاء أفراد الأسرة مساحتهم الخاصة.

 

 

عدم البحث عن المزيد من الأخبار

يجب على الشخص أن يكتفي بما تصدره الجهات المختصة في بلده أو الجهات الموثوقة، والتجاهل وعدم التوسع في ملاحقة الأخبار والبحث عنها وذلك لما لها من تأثير نفسي سلبي على الشخص وزيادة القلق لديه، كما أن بعض الأخبار المنتشرة في وسائل التواصل الإجتماعي مضللة وغير صحيحة أو يتم المبالغة والتهويل فيها مما يسبب للشخص العديد من الأمراض النفسية وزيادة معدل القلق لديه.

 

 

 

 

 

المراجع:

الاول

الثاني

الثالث

الرابع

الخامس