الصحة العامة _ إعداد: ا/ عبدالرحمن المزروع 

 

 

يمكن تعريف البيئة بأنها:

مجموعة العوامل الفيزيائية والكيميائية والحيوية التي تؤثر على الكائنات الحية، فهي جميع الظروف والعوامل الخارجية التي تعيش فيها هذه الكائنات، وهي للإنسان تشمل البيئة الطبيعية والبيئة المشيدة وما يلحق بهما من مظاهر وأحوال، وتكمن أهميتها في تأثيرها على سلامته وصحته بشكل مباشر، فالبيئة الصحية والسليمة ترفع مستوى صحة المجتمع وسلامته من الأمراض والأوبئة وتجلب لأفراده الراحة والطمأنينة والمزاج المعتدل وتطرد الكآبة وتقلل التوتر والإجهاد ويزداد فيها متوسط العمر بإذن الله، أما البيئة غير الصحية وغير السليمة فإنها تجلب الأمراض النفسية والعضوية وترتفع فيها بعد مشيئة الله نسبة الوفيات، لذا فإن المحافظة على البيئة ومقدراتها الطبيعية واجب ديني وأخلاقي وإنساني، ومسؤولية تجاه الأجيال القادمة، وأحد أهم المقومات الأساسية لجودة الحياة، لذلك تقوم المملكة العربية السعودية بجهود جبارة وتعمل على إصدار الأنظمة والقرارات الاستراتيجية وإطلاق العديد من المبادرات ودعم الجهات والقطاعات ذات العلاقة بهدف المحافظة على البيئة وحمايتها وتنميتها وتحسين جودة الحياة وذلك تماشيا مع أهداف رؤية المملكة 2030 في حماية البيئة والموارد الطبيعية لتحقيق التنمية المستدامة ورفاهية المجتمع، ومن هذه المبادرات والنشاطات على سبيل المثال لا الحصر:

_ اصدار وتحديث التشريعات الخاصة بالحماية البيئية والمحافظة على الحياة الفطرية.

_ إجراء البحوث العلمية وعقد اللقاءات والندوات والمؤتمرات المختصة بالبيئة.

_ مراقبة الظواهر الجوية والمتغيرات المناخية وإصدار التوقعات لسلامة الأرواح وحماية الممتلكات.

_ العمل على المحافظة والاستفادة المثلى من الموارد الطبيعية للمملكة وترشيد استخدامها.

_ العمل على مقاومة والحد من ظاهرة التصحر والاستنزاف البيئي كالرعي الجائر والاحتطاب.

_ إطلاق مبادرة حملة التشجر والتنمية المستدامة للمراعي والغابات.

_ رفع كفاءة إدارة المخالفات والمياه المتجددة.

 

أبرز جهود المملكة العربية السعودية في المحافظة على البيئة:

_ حملة تشجير المراعي والتي شملت زراعة الأشجار المحلية كالطلح والسدر والسمر واللبان العربي والآراك وغيرها، وتستهدف هذه الحملة زراعة ١٢ مليون شجرة بنهاية عام ٢٠٢٠ في مختلف مناطق المملكة.

_ حملة نثر أكثر من ثلاثة أطنان من بذور النباتات والأشجار الرعوية في المناطق الصحراوية والتي شارك فيها عدد من الجهات الحكومية والجمعيات والروابط البيئية والأهالي وطلاب المدارس، وتهدف هذه الحملة إلى التوعية بأهمية توفير المساحات الخضراء والتي تساهم في مكافحة التصحر وانجراف التربة إضافة إلى الحفاظ على البيئة نقية وصحية والحد من التلوث البيئي.

_ إطلاق مشروع الرياض الخضراء، وهو أحد المشاريع الكبرى لمدينة الرياض، وتشتمل الحزمة الأولى منه زراعة نحو 31 ألف شجرة وذلك على امتداد 144 كيلو مترا من الطرق الرئيسة في مدينة الرياض، كما سيتم زراعة 100 ألف شجيرة لتبلغ مجموع المسطحات الخضراء على هذه الطرق نحو 1.4 مليون متر مربع، مع تكثيف التشجير في الجزر الوسطية والجانبية في بعض الطرق، وسيتم تنفيذ شبكات مياه للري باستخدام المياه المعالجة وبكميات تصل إلى 3000 متر مكعب في اليوم، وبحسب المخطط فإنه من المقرر زراعة أكثر 7.5 مليون شجرة في جميع أنحاء العاصمة، وهو ما سيُسهم في خفض درجات الحرارة بمقدار 1.5 إلى 2 درجة مئوية خلال فصل الصيف على مستوى المدينة، وبمقدار 8 درجات مئوية تقريبا ضمن مناطق التشجير المكثف، إضافة إلى تحسين جودة الهواء من خلال زيادة نسبة الأكسجين والرطوبة، والحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة تتراوح بين 3 و6 %، وتقليص نسبة الغبار بإذن الله.

_ برنامج المحافظة على التنوع الإحيائي، والتي تم فيه إعادة توطين الحيوانات الفطرية في المحميات، وتطوير وحماية المحميات الطبيعية، وتوقيع اتفاقيات دولية لحماية الحياة الفطرية بالإضافة إلى إعداد برامج توعوية للمجتمع.

_ برنامج الاستمطار الصناعي والذي يستهدف بإذن الله زيادة معدل الهطول المطري بنسبة تصل إلى 20% عن المعدل الحالي الذي لا يتجاوز 100 ملم سنويا، حيث بلغ الطلب الحالي للمياه نحو 24 مليار متر مكعب سنويا، ويتم تحلية نحو 2.7 مليار متر مكعب من مياه البحر سنويا، كما يتم تغطية 80 إلى 85% من احتياج المملكة بالسحب من المياه الجوفية، وسيساهم هذا البرنامج بإذن الله في تخفيف آثار موجات الغبار وتحسين الأحوال الجوية وزيادة المساحة الخضراء ورفع منسوب المياه الجوفية.

_ التوسع في إنشاء السدود: وذلك بهدف الاستفادة القصوى من الأمطار ومياه السيول حيث تساعد السدود على زيادة مخزون المياه الجوفية وتأمين مياه الشرب لبعض المناطق من خلال محطات التنقية وتأمين مياه الري لبعض المناطق الزراعية، بالإضافة إلى حماية بعض المدن والقرى من أخطار السيول، ويوجد حاليا في المملكة العربية السعودية أكثر من 525 سد تختلف في كمية التخزين ويجري الآن التوسع في إنشاء السدود والتي ستصل مستقبلا إلى 1000 سد بإذن الله حسب تصريح معالي وزير البيئة والمياه والزراعة مؤخرا.

_ إنشاء القوات الخاصة للأمن البيئي (الشرطة البيئية)، وهي قطاع أمني يتبع لوزارة الداخلية ويعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية (الأمنية والبيئية) بهدف تفعيل وإنفاذ الأنظمة البيئية، والقيام بمهام ومسؤوليات شاملة تغطي جميع المناطق المهمة بيئيا في جميع أنحاء المملكة، وتشمل مهامها المراقبة والتحري الأمني، والقبض والاستيقاف، والضبط وتحرير المخالفات، والإحالة للجهات المختصة، والمساندة والدعم الأمني، كما تشارك في حالات الطوارئ، والتوعية البيئية بالتنسيق مع الجهات المعنية، كما تعمل القوات الخاصة للأمن البيئي على تطوير وتنفيذ الحلول التقنية وإقامة الشراكات الإستراتيجية بهدف تنمية قدرات الإنفاذ البيئي في المملكة.

 

 

 

 

 

المصادر: 

الاول

الثاني

الثالث

الرابع

الخامس