( الجودة….أسود وأبيض )
- تخيل أن تقف أمام مرآه وتبتسم وتبقى ملامحك في انعكاس الصورة متنكرة لابتساماتك حزينة منكسرة ، ترفع يدك وتحرك جسدك ولكن للأسف مازالت الصورة في المرآه ثابتة متجمدة رغم محاولاتك .
- ( كيف ستقضي تلك اللحظات ؟؟).
- يقودني ذلك الموقف الخيالي المزعج الى واقع مرير للأسف يعيشه معظم العاملين في ادارات الجودة بمستشفيات وزارة الصحة ، فبالرغم من أن تطلعات وطموح العاملين في تلك الأقسام تشبه تلك الابتسامة في أول المقال ،الا أن هناك من يرسم تلك الصورة النمطية عن مفهوم الجودة ويضع القيود ويقف دون تمكينهم.
- تستمر تحركات العاملين والبحث عن مساحات الابداع وصنع الفارق ، وتصطدم بتلك الصورة العتيقة التي تم تثبيتها، لما لها من قوة وصلاحيات تضعف تحركات الجودة .
- صورة يرسمها قيادات تشغل مناصب ،ومدراء ادارات ،ومدراء مستشفيات وللأسف مازال مفهوم الجودة غائب عنهم .
- وجدنا أقسام جودة عبارة عن حزمة مسؤوليات وصلاحياتها شبه معدومة ودعم ضعيف جدا وغير ملموس من القيادة.
- محزن جدا تحول مكاتب الجودة كأرشيف للخطط والسياسات ، ومدير الجودة إلى جرس انذار يتم اطلاقه في ردهات المستشفى معلنا تحديد موعد زيارة (سباهي) ليتم العمل على قدم وساق .
- لا ننسى الجهد الكبير الذي قامت به الادارة العامة للجودة بالوزارة في سبيل نشر مفاهيم حديثة ومهمة في الجودة وتمكين العاملين بساعات تدريبية مستمرة ،الا أن الفئة المستهدفة التي حضرت ودونت أهم ما تم طرحه في تلك القاعات الافتراضية مازالوا الى هذه اللحظة في صراع يومي لا يخدم ما تسعى اليه الوزارة عبر برنامج التحول 2020 من تحسين جودة وكفاءة الخدمات .
- يجب أن تتوجه الوزارة بشكل قوي وفوري ويتم التركيز على من يشغل هذه المناصب المؤثرة لفهم الجودة أولا وتمكين العاملين فيها ودعمهم ووضعها في المكان الصحيح. في الواقع أن هناك فجوات أخرى تتسبب في عدم تطبيق الجودة بشكلها المطلوب ولكن هذه أهم وأول الفجوات التي لابد من وضع حل جذري لها .
- لا أتحدث من واقع خبرات طويلة في مجال الجودة ، ولكن متطلع ومهتم وممارس لعمل الجودة أشعر بالمعاناة ، وأخاف مشاعر الاحباط ، أعمل في زمن الأسود والأبيض وأبحث عن تلك البيئة التي تتلون فيها مسارات الجودة بصبغتها وألوانها الزكية .
- الجودة باختصار بدون تمكين القيادات وعدم وجود ادارات تفهم وتدعم وجودها وتؤمن بأن الجودةهي القوة والمحرك الحقيقي لتحقيق وتنفيذ كل عمليات التحول، ستبقى عبارة عن ملف من الأوراق التي تحمل طلاسم يكتبها شخص واحد، و يفهمها عشرة ، ولا يعمل بها أحد .
أ\عبدالله ابراهيم زكري .