المؤتمر الخليجي للصحة الإلكترونية وتطوير القوى العاملة
المؤتمر الخليجي الثالث _ إعداد : ا / أبرار باعطية – ا / خديجة مقبول
GCC eHealth Workforce Development Conference
تم عقد المؤتمر الخليجي الثالث لمستقبل الصحة الإلكترونية في الرابع عشر من نوفمبر وحتى السادس عشر بعام 2020 ، استمرت انشطته لمدة ثلاثة أيام ، شمل المؤتمر على العديد من ورش التدريب في يومه الأول منها ورشة المعلوماتية للتمريض ، و ورشة عمل حول تكامل التوثيق السريري من قبل AHIMA ، وفي اليوم التالي كان البرنامج الرئيسي للمؤتمر وكان من أهم أولوياته الحث على تحسين مهارات وكفاءات الموارد البشرية الوطنية في مجال الصحة الالكترونية وفي مجالات المعلوماتية الصحية وتكنولوجيا المعلومات الصحية من خلال التدريب المستمر، و في اليوم الأخير من المؤتمر تم طرح العديد من المواضيع للنقاش مثل خصوصية المريض وإدارة المعلومات الصحية والأمن السيبراني وغيرها.
تناول المؤتمر فيها محاور عدة تهتم وتهدف جميعها بشكل كبير إلى الرؤية القائم عليها هذا المؤتمر وهي بناء نظام صحي رقمي مستدام من خلال قوة عاملة محلية متمكنة في مجال الصحة الإلكترونية:
المحور الأول: إدارة الإيرادات المالية الصحية
تمت توضيح أهمية نظام الترميز الطبي وعلاقته الوثيقة بتحديد التكاليف المالية للخدمات الصحية المقدمة. استعرض المحور دور نظام الترميز الطبي في حصر معدلات الأوبئة والوفيات السنوية والمساهمة في حصر الإيرادات خصوصاً للمنشآت الربحية والطرق المستخدمة في تسعير الخدمة. سيساهم ترميز الخدمات الصحية في تفعيل دور التأمين الصحي وزيادة الناتج البحثي (الأوراق البحثية) في المنطقة.
و تم استعراض التفاصيل بشكل مفصّل عن نظام “تشخيص المجموعات ذات الصلة DRG ” وأهميته، حيث أنه يوفر تصنيفًا يكون أساسًا أفضل للإدارة، الميزانية، تقارير الجودة و البحث السريري.
المحور الثاني: العمل على الكفاءات المهنية
نظراً لحاجة المجتمع الماسة إلى زيادة عدد الكفاءات المهنية بسوق العمل وذلك لتلبية الاحتياج المتزايد على الخدمات الصحية والعمل على تحسين جودة الخدمة الصحية بشقيها العلاجي والوقائي، يسعى النظام الصحي جاهداً لبناء جيل يجيد استخدام التقنية بشكل فعال. وبما أن القلب النابض لأي نظام ناجح هو القوى البشرية، قام أصحاب القرار بالعمل على استحداث مسارات اكاديمية مهنية للصحة الإلكترونية وإدارة المعلومات الصحية والمعلوماتية الصحية وذلك بعد تحديد أبرز الاتجاهات الاستراتيجيات والبرامج التي تساعد على تطوير مهارات وجدارات القوى العاملة لتتوافق مع متطلبات التحول الرقمي في المجال الصحي. هنا جاء دور منشآت التعليم العالي في تحسين مهارات القوى العاملة لتغطية المتطلبات المتنامية في مجال الصحة الإلكترونية وتحسين جدارات الكادر الطبي عن طريق تدريبهم للتعامل مع الخصائص والمميزات المختلفة للأنظمة الصحية الالكترونية، حيث تم إشراك الحكومات وسلطات تنمية الموارد البشرية الوطنية ومقدمي خدمات الرعاية الصحية بشأن نتائج المسح وأهمية الاستثمار في تنمية القوى العاملة في الصحة الالكترونية.
المحور الثالث: ربط الأنظمة الإلكترونية
ناقش المؤتمر المحاولات منقطعة النظير للنظام الصحي الذي عمل من خلالها على ربط الأنظمة الصحية ببعضها البعض وذلك لتكوين نظام طبي متكامل يستعرض كلاً من التاريخ المرضي، التشخيصات المرضية، الأدوية وغيرها من المعلومات المتعلقة بالمريض لمساعدة الكادر الصحي على اتخاذ القرار العلاجي المناسب بالسهولة والدقة المطلوبة. كما ناقش الأضرار التي لا حصر لها بوجود أنظمة صحية غير مرتبطة ببعضها تخطى ذلك صحة الفرد ليمس صحة المجتمع أجمع بحال عدم التعرف على المعلومات الضرورية والاساسية التي تساهم بدورها في اتخاذ القرار المناسب. تتسبب الأنظمة غير المرتبطة بهدر الموارد الطبية مثال على ذلك الأدوية والمعدات الطبية التي تكون مرتبطة بتاريخ صلاحية للاستخدام وذلك لعدم معرفة أصحاب القرار بمعدلات الاستهلاك الفعلية التي تتضح في حال وجود معلومات دقيقة ومكتملة (ذات جودة عالية) والتي هي جزء من عملية اتخاذ قرار صائب.
المحور الرابع: صحة المجتمع المهنية (الصحة العامة والأوبئة)
أسهب الحوار بالمؤتمرعن البيانات الصحية الضخمة وما تمثله في تحسين صحة المجتمع، وأهميتها العظمى في أوقات الأوبئة العالمية مثال على ذلك بظل الأزمة الحالية “كورونا covid-19” حيث أن هذه البيانات قامت بتمكين أصحاب القرار من الصحة العامة على معرفة الفئة التي يستهدفها الوباء وحمايتهم باتخاذ قرار يساهم في الحفاظ على صحة الفرد والمجتمع في آن واحد بالإضافة للتخفيف من العبء الواقع على النظام الصحي حينها. بطريقة غير مخطط لها تسبب الوباء في إحداث عجز بالنظام الصحي حال دون تلبية الطلب المفاجئ على الخدمة الصحية الذي فاق العرض وذلك بتحديد الفئة الأكثر عرضة للإصابة والحد من اصابتهم بطرق وقائية، تساعد البيانات الضخمة ايضاً في تحديد نمط انتشار الأمراض ودراسة الأسباب المرتبطة بانتشارها مع إعطاء دلالات للسيطرة على عملية الانتشار أو وضع حلول وبدائل لتخفيف من المخاطر المحيطة بالنظام الصحي وقتها عن طريق تحليل هذه البيانات والتنبؤ بما تحمله مستقبلاً.
وقد تم ذكر سبعة أولويات لدور الصحة الرقمية تسهم بدورها في المساعدة على التصدي للأوبئة وفق إعلان الرياض وهي :
1- الذكاء الصحي
2- دعم تبني واعتماد الذكاء الاصطناعي
3- جودة وفعالية التكنولوجيا الرقمية لتحسين نتائج المرضى والسكان
4- إدارة البيانات الصحية والجودة والسياسة وتنظيم واستخدام البيانات
5- التواصل الفعال حول أزمة الصحة العامة والمخاطر
6- التكنولوجيا الرقمية القابلة للتشغيل البيني
7- الأبحاث والاستثمار في الابتكار الصحي
المحور الخامس: التوثيق الإكلينيكي
أصبح التوثيق الطبي جزء لا يتجزأ من عملية العلاج حيث أنه يمثل خطوة أساسية في متابعة الحالة الصحية والتطورات المرضية للمريض. ساهمت البيانات الإكلينيكية بشكل عام في تحسين الاداء التشغيلية للمنشآت الصحية عن طريق برامج مختلفة تساعد الأطباء بالاستفادة من تقارير الحوادث العرضية OVR وتجنبها أو التقليل من حدوثها مستقبلاً. أشار المؤتمر لضرورة العمل على تغير ثقافة المجتمع حول عملية التوثيق الإكلينيكي للبيانات وذلك برفع مستوى ونسبة الوعي حول البيانات التي يتم مشاركتها تحت شعار “مشاركة البيانات تعني مشاركة المعرفة” التي تساهم بدروها في اختيار القرار المناسب لصحة المرضى لأننا في حال شاركنا البيانات سنكون قد تعلمنا من أخطاء الآخرين وقمنا بتجنبها وذلك للحصول على أفضل النتائج والممارسات السريرية المعتمدة. مشاركة البيانات تعني تمكين الأشخاص من عمل الممارسات الصحيحة بطريقة صحيحة بالتالي جودة عالية.
المحور السادس: استخدام الذكاء الاصطناعي
أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة معلوماتية في عمليات التشخيص والعلاج مثال على ذلك العلاج الإشعاعي وتشخيص الأورام الذي أصبح أكثر دقة عن ذي قبل من خلال تقنيات الـ computer vision. يتسابق مطورو البرامج والشركات التقنية في عصرنا الحالي لتصميم نماذج ومشاريع الكترونية تعمل على سد الفجوة الحاصلة بسبب المتغيرات البيئة وغيرها في تشكيل رغبات ومتطلبات المجتمع المختلفة في ظل وجود رعاية صحية رقمية. ساهمت هذه البرامج والأجهزة بدورها في تحسين الخدمات المقدمة من خلال العمل على التقليل من المخاطر الطبية والاخطاء البشرية عن طريق الاعتماد على أنظمة الذكاء الاصطناعي في اجراء التدخلات الجراحية وغيرها من الخدمات بطريقة أكثر دقة وسلامة للمرضى.
المحور السابع: حوكمة البيانات
كل هذه المنافع المتحصل عليها من النظام الإلكتروني تتطلب عملية حوكمة مع الحرص على خصوصية وسلامة المرضى، لأن البيانات المحفوظة بالنظام الإلكتروني تكون أكثر عرضة للاختراق وكثير من القضايا الحديثة المعاصرة التي تمثل عائق من عوائق استخدام تلك التقنيات.
فريق العمل:
أبرار باعطية
خديجة مقبول
عبير الطيب
علي تكروني
فيصل المالكي
باسم الهذلي