تقرير الجودة الصحية – اعداد ايمان صباغ :

نسمع كثيرا عن التثقيف الصحي  ” التنوير الصحي ” وعن مدى انتشار هذا المصطلح بكثرة فالسنوات الاخيرة وتداوله بين مجتمعاتنا بطبقاته المختلفة .

لكن ما مفهومه ؟ وما اهميته ؟  وما سبب انتشاره وزياده وعي المجتمع بما يدور عنه هذا المصطلح  بالرغم من وسع مجاله ؟

فالحقيقة انطلق مفهوم التثقيف الصحي منذ الثمانينات  , و له عدة مفاهيم مختلفة تناقلت وتدارست عبر الأجيال منذ تأسيس قسم الصحة  1937عام ”  AAHPER ”  الى عام 1973 م .

وبدأت المنظمة الام “الجمعية الامريكية للتثقيف الصحي ” عام 1885 م وهي اقدم واكبر جمعية تثقيف صحي , قام عليها  قادة ومعلمين من كل المستويات الاكاديمية والممارسين في كلا من اركان المجتمع وهي واحدة من ست جمعيات وطنيــة مجتمعه في  :

” جمعيـة التحالـف الامريـكي للصحــه والتربيـة البدنيـة والترويـح والرقـص  واختصرت كالتالي :  -AAHPERD- ”

وكانت الغرض الاكبر من تأسيس قسم الصحة هو :  تعزيز الصحه .

اذا التثقيف الصحي  : هو مجموعة من النشاطات والتداخلات التي من خلالها تتكون المعلومات والمواقف والمهارات لدى الفئة المستهدفة منها، تمكنهم من اتخاذ قرارات وخيارات صحيحة قد ينفذوها ويعتمدوها بحسب توفر العوامل البيئية الأخرى المؤثرة، مما يؤدي إلى سلوك صحي سليم دائم .

اهداف المنظمة منذ أن نشأت  ” AAHPER ” :

  1. تطوير ونشر المعايير والموارد والخدمات المتعلقة بالصحة  والتعليم للمهنيين وغير المهنيين.
  2. تعزيز ووضع الأولويات البحثية الوطنية في مجال التثقيف الصحي والترويج. و توفير آليات لترجمة النظريات والبحوث في الممارسة وترجمة النظرية الى واقع يطبق بالممارسة والبحث.
  3. تسهيل التواصل بين أعضاء المهنة ، والعلمانيين و الجمهور والمنظمات الوطنية والدولية الأخرى فيما يتعلق بأساس فلسفي والتطبيق للمبادئ وممارسات التثقيف الصحي الحالي .
  4. تقديم المساعدة الفنية للهيئات التشريعية والمهنية العاملة في مجال صياغة التشريعات ذات الصلة والمبادئ التوجيهية ذات الصلة.
  5. توفير القيادة في تعزيز السياسات والإجراءات التقييمية التي من شأنها أن تؤدي إلى برامج التوعية الصحية الفعالة.
  6. مساعدة في التنمية وتعبئة الموارد من أجل التثقيف الصحي الفعال والترويج له بأفضل الطرق .

 

مجال التثقيف الصحي هو تخصص متدرج أكاديميا من البكالوريوس الى الدكتوراه، وهناك اختصاصيون تثقيف صحي موجودون في جميع البلدان بأعداد متفاوتة ومنفذون  لمجال تخصصهم , لكن هذا لا يعني أن العاملين في مجال الصحة من أطباء وممرضين وممرضات، والعاملين في المجتمعات من عمال اجتماعيين وميدانيين ورجال دين ومسئولين في النوادي الشبابية وغيرهم ليس بمقدورهم القيام بالتثقيف الصحي، فهم بسبب عملهم يحتاجون للقيام بالتثقيف الصحي.

لذلك هم بحاجة لإتباع تدريبات متخصصة في هذا المجال المعاصر فلم يعد مُحصر على القطاع الطبي والصحي فقط  والجميل انه لا يقتصر ايضا على مناطق او مراكز محدده بل منتشر في جميع القطاعات العملية والتعليمية , وكلما كانت متوفرة في البيئة المحيطة بالفرد اوالمجتمع المتعايش به كان اقرب الى راحة الفرد في تلقي التنوير الصحي وتقبله بأريحية .

 

قُسِم التثقيف الصحي الى مستويات :

المستوى التثقيفي الاول : موجه إلى الأشخاص الأصحاء والذين ليس لديهم عامل الخطورة  , كتوعية الاشخاص الاصحاء ومراعاة ما يقدم من ماده علمية حسب الفئة العمرية  ,مثل: الاشخاص الغير مدخنين وغير مصابين بمرض سرطان الرئة او أي مرض فالجهاز التنفسي .

 

المستوى التثقيفي الثانوي : التثقيف الصحي الموجه للأشخاص الذين لديهم عامل الخطورة ولكن لم يصابوا بعد بالآفة الصحية والهدف : منع حدوث الافة او المرض بمنع عوامل الخطورة , مثل : توعية الفئة التي تقوم بالتدخين ولم تصاب بعد بمرض فالجهاز التنفسي او غيره .

المستوى التثقيفي الثالث : التثقيف الصحي الذي يوجه إلى الأشخاص المصابين بأمراض ومشاكل صحية لا يمكن شفاؤها , او إعاقات مزمنة , بهدف تمكينهم من الحد من تفاقم المشكلة والعيش الصحي بما تبقى لديهم من إمكانات جسدية وعقلية ونفسية, مثل : المدخن الذي اصيب بسرطان الرئة فيوجه للقيام بالعلاج الكيميائي او عملية استئصال للورم وما الى ذلك من ترتيبات علاجية .

مع تقدم العصور وتطور التكنولوجيا الحديثة ومواكبة كل جديد اصبح من السهل القيام بعملية التنوير الصحي ومن السهل تلقيه , الا انه الى الان يوجد مناطق نائية ومدن بل و دول لم تصل الى المستوى المثالي في تعزيز الصحة والثقافة الصحية المطلوبة , بحسب دراسات تؤكد مدى تدهور الصحة في دول والاصابات التي كثر تعدادها نسبيا بأمراض مزمنة متفاقمة كمرض السكري وغيره , وتحسن المستويات في دول اخرى بالمقابل

وهنا نقدم لكم بإذن الله كلا من المستويات التثقيفية المتنوعة على أمل ان نكون سبابا في تقدم المجتمعات بعقول واعية مستنيرة  ذات سلوك صحي وسليم .