إساءة إستخدام التحفيز.
التحفيز وقود المبدعين ، وأهم أدوات القادة لدفع الأشخاص للمضي قدماً من أجل تحقيق الهدف المنشود، كما أنه أحد أشكال الثناء على ما تم إنجازه من أعمال بكفاءة واتقان ، وبالرغم من كل ما يتعلق بالتحفيز من إيجابية،الا أن بعض القادة قد يسيء إستخدام التحفيز دون قصد، و هذا ما يجعل من التحفيز أداة بالية عديمة الجدوى محترقة ، بل وأصبحت ضارة بدلاً من نفعها و أثرها المحمود .لا أتحدث هنا عن التحفيز السلبي القائم على الممارسات السلبية كالتخويف والتهديد وإنما أتحدث عن التحفيز الإيجابي المرغوب،والذي يصدأ ويتقادم بسبب المبالغة في إستخدامه مما يفقده الثقة و المصداقية .
ينبغي علينا كقادة أن نُحسن إستخدام هذه الأداة الهامة وأن تستخدم بطريقة فعالة ومتوازنة،مصحوبة بصدق المشاعر كي تصل للآخرين وتترك الأثر في قلوبهم قبل آذانهم.
عندما يلجأ بعض القادة للتحفيز كأداة وحيدة لزيادة الرغبة لدى أعضاء الفريق لتحقيق الأهداف، دون تدعيمها بحسن المعاملة و تلمس إحتياجات الفريق والدفاع عن حقوق الأعضاء وزيادة معارفهم حول ما ينقصهم من مهارات و معلومات خاصة بالعمل ،عندها ستفقد هذه الأداة الهامة فاعليتها وستصبح عديمة الجدوى .
كنت يوماً في زيارة لأحد الأصدقاء لإنهاء بعض الأعمال وهو ممن عرف عنهم الإخلاص في العمل والإجتهاد الكبير وسألته سؤالاً عابراً كالعاده كيف الدوام ؟ هذه المرة لم تكن إجابته إيجابية كسابقتها وذكر لي بأن مديره كان قد أطلق عليه لقب دينمو الإدارة ! ظناً منه بأن ذلك قمة التحفيز، ثم قال متهكماً : “أشعر بأن الدينمو سيحترق، لقد أثقل كاهلي بالعديد من المهام والواجبات وفي كل مره أناقش ذلك مع مديري يقول لي : أنت دينمو الإدارة ونحن نعتمد عليك كثيراً و للأسف دائماً ما أشعر بأن هذا اللقب هو أقصى ما جنيته طيلة الأعوام الفائتة بالرغم مما قدمته خلالها من جد واجتهاد وأصبح ذلك التحفيز بمثابة كابوس يطاردني و سرعان ما تقدم واحترق و فقد مصداقيته” .
ينبغي على القادة تنويع طرق تحفيزهم ، فالتحفيز المعنوي بالرغم من أهميته ليس مجرد كلمات رنانة أعتاد أعضاء الفريق على سماعها فسؤال الموظف مثلا عن صحته و تلمس إحتياجاته وتقدير أعماله يعد من طرق التحفيز المعنوية وذا أثر أكثر من الإطراء المتكرر و بنفس العبارات ! وهذا لا يعني أن التحفيز المعنوي كافي دون تحفيز الموظف مادياً نظير ما قدمه من إنجازات !
باختصار حتى نكسب ثقة الفريق علينا أن نكون أكثر واقعية و إدراك لما نطلقه من عبارات تحفيزية وأن ننوع من طرق تحفيزنا للفريق حتى نثبت فعلياً مصداقية الأمر و ما نكنه من تقدير وامتنان للفريق وأعضائه نظير ما يؤدونه من أعمال تستحق الثناء .