الجودة الصحية _ إعداد:ا/ خديجة مقبول 

 

كثير من المنظمات الصحية التي تهتم بالعمل على التوجهات الاستراتيجية في وقتنا الحاضر تفتقر لنشر الوعي عن الخطة الاستراتيجية التي يتم تنفيذها، يتسبب هذا بخلق فجوة ما بين العاملين وبين الإدارة العليا بالمنظمة. وعند طرح أسئلة تخص مستقبل المنظمة تجد كثير من موظفي الصف الأول يواجهون صعوبة بالإجابة عن هذه الاسئلة مما يشعرهم بعدم الانتماء ويقلل لديهم حس الولاء للمنظمة التي يعملون بها. تجهل الإدارة العليا بالمنظمة مدى أهمية توعية الموظفين بدورهم الاستراتيجي حيث يعتقد البعض أن هذه المهمة تخص المعنيين بالإدارة العليا التنفيذية فقط. حتى أولئك الذين يعرفون أهمية هذه الدور تجدهم يجهلون الوسائل والطرق المستخدمة في نشر الوعي الاستراتيجي داخل المنظمات الصحية وغيرها لجميع فئات العاملين بالمنظمة. سنتعرف هنا على بعض الأدوات التي تساعد الإدارة العليا بنشر هذه النوع من الوعي وفائدة كل أداة على حدة على سبيل المثال لا الحصر.  

 

اولاً: الدورات التدريبية المتخصصة

تعمل هذه الدورات على إعطاء نبذة مختصرة للمفاهيم الاساسية المرتبطة بمجال التخطيط الاستراتيجي وحصر المنهجيات المتبعة في تطبيق وإدارة الخطة الاستراتيجية داخل المنشأة الصحية. تساهم هذه الدورات في وضع تصور لكيفية إدارة الخطة الاستراتيجية وتسهل بدورها تعاون الحاضرين مع فريق إدارة تطبيق الاستراتيجية.

 

ثانياً: حلقات العمل workshop 

تتميز هذه الحلقات بإتاحتها الفرصة للأفراد المشاركين فيها بإنشاء الخطة سواء كانت هذه المشاركة أساسية في تكوين وثيقة الخطة الاستراتيجية أو مشاركة فرعية في توضيح الخطوات التفصيلية لتطبيق الخطة. حلقات العمل غلباً مع تساهم في زيادة تفاعل المشاركين من التخصصات المختلفة مع فريق تطبيق الاستراتيجية وتشعرهم بانتمائهم للمنظمة ومعرفة المعاني الحقيقة لجميع المصطلحات العلمية المتخصصة في مجال التخطيط، خصوصاً في ظل وجود مفردات نادرة الاستخدام وبعيدة كل البعد عن المجالات التي يعملون بها.

 

ثالثاً: الاجتماعات ربع السنوية  

يحرص بعض القادة على نشر مخرجات الاستراتيجية في أجواء جماهيرية يسودها طابع الفخر بما تم تطبيقه. لذا يسعى المشاركين في تطبيق الاستراتيجية وغيرهم بالتفاعل مع متطلبات تطبيق الخطة الاستراتيجية لما يجدونه من سعادة غامرة بوقت إعلان المنجزات التي قاموا بالمشاركة في تحقيقها. 

 

رابعاً: منشورات ثقيفيه عبر وسائل التواصل

تساعد الرسائل القصيرة في بناء علاقة مميزة تربط الفئة الأكثر انشغالاً بما تم إنجازه داخل المنشأة، في حين أن المنشأة تستطيع من خلال الرسائل القصيرة جذب انتباه الفئة الأقل تجاوب مع متطلبات تطبيق الاستراتيجية. ينطبق هذا وبشدة على الكادر الصحي المنشغل بتقديم الخدمات الصحية للمرضى كون الاهتمام بتوعيته يشكل حجر اساس لنجاح أي منشأة صحية. 

 

خامساً: المجلة الشهرية للمنشأة

تٌبرز المجلة الأحداث الأكثر تأثيراً التي تم إنجازها وذلك لتسليط الضوء بطريقة أخرى على أهم المنجزات التي تحسن من أداء المنشأة مستقبلاً. كثير من هذه المنشآت تقوم بكتابة وحصر منجزاتها الشهرية ونشرها داخلياً وذلك بغرض زيادة تفاعل المجتمع الداخلي للمنظمة ونسبة المشاركين في تطبيق الخطة الاستراتيجية.

 

سادساً: التقارير السنوية 

تظهر أهمية هذه التقارير خصوصاً لمن هم خارج المنظمة والذين يهتمون بالمنجزات التي تم تحقيقها والتي تساهم بدروها في زيادة رأس مال المنشأة السنوي أو زيادة حصتها السوقية بالنسبة للمنشآت الربحية، اما الغير ربحية فتساهم هذه التقارير في تسليط الضوء على أدائها المتميز الذي يفوق قرنائها من المنشآت الأخرى.

 

وغيرها الكثير الكثير من الطرق التثقيفية التي تساهم بدورها بتعاون الجميع لتنفيذ هذه الخطة. حيث اثبت الدراسات أن أهم العناصر لنجاح وتحقيق الرؤية الاستراتيجية هو فهم العاملين لها، وإتاحة الفرصة لهم بالمشاركة في تحقيقها، يقع هذه تحت شعار جعل الاستراتيجية من أهم أولويات كل فرد داخل المنشأة الصحية.

 

 

 

المصدر