اليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي
تقرير الجودة الصحية_إعداد: بيداء كفية
يمثل التهاب الكبد الفيروسي السبب الثاني بعد التبغ للإصابة بالسرطان. وتكمن خطورة هذا المرض في صعوبة اكتشافه في مراحله المبكرة. حددت الرابطة الدولية لالتهاب الكبد الفيروسي يوم 28 يوليو من كل عام ليكون اليوم العالمي لمرض الكبد الفيروسي بهدف زيادة الوعي بأساليب انتقال المرض وكيفية الوقاية منه كإحدى أهم المشكلات الصحية في العالم.
تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يقارب 8 % من سكان العالم مصابين بهذا المرض، وفي الولايات المتحدة الأمريكية يصاب أكثر من 300 ألف شخص سنـويا ويمـوت حوالي 6 ألاف نتيجة للمرض، منهم 4 آلاف من التليف الكبـدي، و1500 من سرطان الكبد، و400 من التطور السريع لالتهاب الكبد. اما على المستوى المحلي فتشير الدراسات أن معدل الإصابات في حدود 10% بواقع 14الف حالة جديدة سنويًا. وقد انخفض عدد الإصابات الجديدة سنويًا عما كان عليه في الأعوام السابقة بسبب إدخال برنامج التطعيم ضد الفيروس B ضمن البرامج الصحية.
وقد وقع الاختيار على تاريخ 28 تموز/ يوليو للاحتفال باليوم العالمي لالتهاب الكبد إحياء لذكرى ميلاد الأستاذ باروخ صمويل بلومبرغ الحاصل على جائزة نوبل وهو مكتشف فيروس التهاب الكبد B ومستحدث أول لقاح ضد التهاب الكبد B.
وظائف الكبد:
- مخزن الجلوكوز (السكر).
- مخزن للحديد ، و الفيتامينات و الأملاح المعدنية.
- مصنع البروتينات اللازمة لبناء الجسم و المحافظة على حيويته و نموه و تطوره.
- مصنع العصارة الصفراوية اللازمة لهظم الطعام ( الدهون) في الامعاء و يقتل الجراثيم التي بها.
- يزيل سمية الأطعمة ، و الأدوية ، و يحلل المركبات المعقدة و الكحول.
لأن التهاب الكبد الفيروسي يشكل النسبة الأعظم لمسببات التهاب الكبد فسنتحدث عنه بشئ من التفصيل.
هناك خمسة فيروسات رئيسية تسبّب ذلك الالتهاب ويُشار إليها بالأنماط A و B و C و D و E. وتثير تلك الأنماط قلقاً كبيراً بسبب قدرتها على إحداث أوبئة.
ومن الملاحظ، بوجه خاص، أنّ النمطين B و C يؤديان إلى إصابة مئات الملايين من الناس بمرض مزمن ويشكّلان، مجتمعين، أكثر أسباب تشمّع الكبد وسرطان الكبد شيوعاً.
ويحدث التهاب الكبد A و E، في غالب الأحيان، نتيجة تناول أغذية أو مياه ملوّثة.
أمّا التهابات الكبد B و C و D فتحدث، عادة، نتيجة اتصال مع سوائل الجسم الملوّثة عن طريق الحقن. ومن الطرق الشائعة لانتقال تلك الفيروسات تلقي دم ملوّث أو منتجات دموية ملوّثة، والإجراءات الطبية الجائرة التي تستخدم معدات ملوّثة،
وفيما يخص التهاب الكبد B فيمكن انتقال العدوى من الأم إلى طفلها أثناء الولادة وكذلك عن طريق الاتصال الجنسي.
وقد تحدث عدوى حادة مصحوبة بأعراض محدودة أو بدون أيّة أعراض على الإطلاق، أو قد تنطوي على أعراض مثل اليرقان (اصفرار البشرة والعينين) والبول الداكن والتعب الشديد والغثيان والتقيّؤ الآم بطنية.
ما الذي يجعل من إلتهاب الكبد الفيروسي مشكلة صحية عالمية ؟
في كل عام تُعزى مليون حالة وفاة تقريباً إلى العدوى بالتهاب الكبد الفيروسي ومن الملاحظ في كل أنحاء العالم وكما ذكرنا ان فيروسي الالتهاب الكبدي B و C يأتيان في مقدمة أسباب سرطان الكبد حيث يقفان وراء ٧٨ ٪ من حالات ذلك السرطان , وقد أُصيب ثلث سكان العالم تقريباً (نحو ملياري نسمة) بفيروس الالتهاب الكبدي B ويتعايش شخص واحد لكل ١٢ شخصاً بشكل مزمن مع عدوى فيروس الإلتهاب الكبدي B أو C ، وفي حين يجهل معظم المصابين بهذين الفيروسين أنهم يحملون العدوى فإنهم يواجهون احتمال الإصابة بمرض موهن أو مميت في مرحلة ما من حياتهم واحتمال نقل العدوى إلى غيرهم بدون قصد .
كيف يمكن الوقاية من إلتهاب الكبد الفيروسي ؟
• هناك لقاحات مأمونة وناجعة متاحة على نطاق واسع للوقاية من عدوى فيروسي الإلتهاب الكبدي A,B
• يمكن بفرز الدم المُستخدم في عمليات نقل الدم إتقاء إنتقال فيروسي الإلتهاب الكبدي B,C
• معدات الحقن المعقمة تحمي من انتقال فيروسي الالتهاب الكبدي B,C
• تبين أن الممارسات الجنسية المأمونة تؤدي إلى أدنى مستوى ممكن من إحتمالية إنتقال الفيروس واللجوء إلى التدابير الوقائية (العوازل) التي تحول دون إكتساب العدوى من الأمور التي تحمي من إنتقال فيروسي الالتهاب الكبدي B,C
• التخفيف من الضر بين متعاطي اﻟﻤﺨدرات حقناً من الأمور التي تسهم في الوقاية من انتقال فيروسي الالتهاب الكبدي B,C
• الأغذية والمياه المأمونة توفر أفضل حماية ضد فيروسي الالتهاب الكبدي A ,E .
علاج التهاب الكبد الفيروسي:
حسب تصريحات منظمة الصحة العالمية فهناك عوامل مضادة للفيروسات تتسم بفعالية ضدّ فيروس الالتهاب الكبدي B.
فقد تبيّن أنّ علاج العدوى بذلك الفيروس يسهم في خفض خطر الإصابة بسرطان الكبد وخطر الوفاة.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى إمكانية استفادة 20 % إلى 30 % من المصابين بعدوى ذلك الفيروس من العلاج. ولكنّ الأدوية الفاعلة ضدّه ليست متاحة على نطاق واسع أو أنّها لا تُستخدم بشكل كاف لعلاج المصابين به.
ويُعتبر الالتهاب الكبدي C، عادة، من الأمراض التي يمكن علاجها، ولكنّ ذلك ليس واقع حال للكثير من الأشخاص. فقد أدّت الإنجازات العلمية وأنشطة البحث والتطوير المكثّفة إلى استحداث العديد من الأدوية التي تُتناول عن طريق الفم لمكافحة عدوى فيروس الالتهاب الكبدي C. وهناك عدد كبير من تلك الأدوية المضادة لذلك الفيروس هي الآن في مرحلة الاستحداث النهائية؛ وقد تم تسجيل بعضها في الآونة الأخيرة، وهي أدوية أكثر نجاعة ويمكن لعدد اكبر من الناس تحمّلها. ولا يزال يتعيّن بذل الكثير من الجهود لضمان إسهام تلك الإنجازات العلاجية الجديدة في تحسين فرص حصول الناس على العلاج وتحسين مستويات الاستجابة للعلاج في مناطق العالم المحدودة الموارد.
وهكذا فمنذ الإعلان رسميا عن اختيار يوم 28 يوليو “يوما عالميا لمكافحة التهاب الكبد”، فإن هذا اليوم ليس فقط فرصة لنتذكر أهمية محاربة التهاب الكبد الفيروسي، ولكن أيضا التأكيد من ضرورة قيام الحكومات بتكثيف جهودها لحصول المرضى على الرعاية المناسبة وفي وقت مبكر.
المصادر:
- http://sciarab.org/?p=1800
- https://magazine.msd.med.sa/editions/40/healthfile/Pages/healthtopic11.aspx
- http://www.who.int/campaigns/hepatitis-day/2015/event/ar/