الصحة العامة-إعداد/ أ.ريم راقع

 

الإحصاء الحيوي هو أداة حاسمة ولا تقدر بثمن في تطوير سياسات ومبادرات الصحة العامة. عرّفَ ميريام وبستر علم الإحصاء الحيوي بأنه “العمليات والأساليب الإحصائية المطبقة على جمع وتحليل وتفسير البيانات البيولوجية وخاصةً البيانات التي تتعلق ببيولوجيا الإنسان، والصحة، والطب”.  يعتمد مسؤولو الصحة العامة ومهنيو الرعاية الصحية والمجتمع العلمي على بيانات دقيقة وفي الوقت الحالي للتعامل مع تفشي الأمراض المعدية مثل الإيبولا وكوفيد-19.

 

كيف تقوم  البيانات بإرشاد مبادرات الصحة العامة؟

مكنَ الحصول على البيانات الصحية من مجموعة متنوعة من المصادر، بما في ذلك المسوحات\ الاستبيانات والسجلات الطبية والسجلات الحيوية والمراقبة وسجلات الأمراض والأدبيات\ المقالات العلمية المراجعة.

مصادر بيانات الصحة العامة:

  • السجلات الطبية

تستخدم لتتبع الأحداث والمعاملات بين مقدمي الرعاية الصحية والمرضى،

 البيانات التي تم جمعها من:

  • التشخيصات.
  • الإجراءات الطبية.
  • الاختبارات المعملية.
  • الخدمات الأخرى.
  • البيانات الإدارية لنظام التشغيل

 وهي نوع من السجلات الإلكترونية التي يتم جمعها من خلال:

  • مواعيد الطبيب.
  • معلومات التأمين.
  • اتصالات المريض مع مزود الخدمة.
  • الفواتير.
  • السجلات الحيوية

البيانات التي تم جمعها بواسطة نظام الإحصاءات الحيوية الوطنية والتي تحتفظ بها حكومات الولايات والحكومات المحلية، تم جمع البيانات عن طريق:

  • المواليد، بما في ذلك تفاصيل المواليد.
  • الوفيات، بما في ذلك وفيات الأجنة وأسباب الوفاة.
  • حالات الطلاق.
  • مراجعة الأدبيات / المقالات العلمية التي تمت مراجعتها من قبل الأقران

المقالات المنشورة التي تمت مراجعتها من قبل محرري المجلات وغيرهم من العلماء الخبراء، مع البيانات التي تم جمعها من قبل الباحثين باستخدام مجموعة متنوعة من الأساليب.

  • الاستطلاعات

أمثلة على طرق المسح:

  • الاستبيانات.
  • المقابلات المتعمقة شخصيًا أو عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني أو البريد.

البيانات التي تم جمعها:

  • التغذية.
  • كيف يستخدم الأفراد الخدمات الطبية.
  • التشخيصات.
  • حالات خاصة:
  • مرض السكري.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • كيفية الوصول إلى الرعاية الصحية.
  • كيف يستخدم مقدمو الخدمة الطبية السجلات الإلكترونية.
  • نمو الطفل وتطوره.
  • تخصصات مزود الخدمة.
  • التركيبة السكانية للمرضى.
  • المراقبة

تم تعريفها من قبل الباحثين على أنها “الجمع المنهجي المستمر للبيانات وتحليلها وتفسيرها، والمتكاملة بشكل وثيق مع نشر هذه البيانات في الوقت المناسب إلى المسؤولين عن الوقاية من الأمراض والإصابات ومكافحتها”

المؤسسات المشاركة في المراقبة:

  • مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، التي تدير النظام الوطني لمراقبة الأمراض المبلغ عنها (NNDSS)
  • المركز الوطني للأمراض المعدية الناشئة والحيوانية (NCEZID)
  • منظمة الصحة العالمية (WHO)

 

  • سجلات الأمراض، شكل آخر من أشكال مراقبة الصحة العامة:

“الأنظمة التي تسمح للأشخاص بجمع وتخزين واسترداد وتحليل ونشر المعلومات حول الأشخاص الذين يعانون من مرض أو حالة معينة”، وفقًا للمكتبة الوطنية للطب

 التي تحتفظ بها كلًا من: المستشفيات، والحكومات، والجامعات، والمنظمات غير الربحية، والمجموعات الخاصة

البيانات التي تم جمعها في سجلات الأمراض:

  • البيانات المتعلقة بالأمراض المعدية

تطبيقات البيانات والإحصاء الحيوي في الصحة العامة

يمكن استخدام البيانات لتطوير مبادرات الصحة العامة وتحديد العوائق التي تحول دون الرعاية وحتى آنه من الممكن التأثير على السياسة العامة، وذلك على أيدي الأفراد المؤهلين.

استخدام البيانات لتقييم تأثير البرامج يمكن أن تساعد النتائج المستمدة من البيانات في:

  • زيادة معدلات المرضى الذين يحضرون مواعيد المتابعة بعد الجراحة.
  • زيادة معدلات التحصين.
  • تحسين التدريب والإشراف للمهنيين الصحيين.
  • تحديد تدخلات الصحة العامة الفعالة.
  • مراقبة التقدم نحو الأهداف أو الرؤى.

استخدام البيانات لإنشاء تدخلات قائمة على السكان والتي ستساهم في:

  • تحديد السكان الذين يحتاجون إلى تدخلات لتقليل الفوارق الصحية.
  • تحديد المناطق الأكثر تعرضًا لخطر الإصابة بالمرض.
  • تحديد أسباب التفاوتات الصحية.
  • تحديد السكان الأكثر احتياجًا للرعاية.

 

استخدام البيانات لتحديد العوائق التي تحول دون الرعاية الصحية والتي تمكن من قراءة البيانات في:

  • الكشف عن تصورات المريض عن الرعاية.
  • شرح سبب اختيار المرضى عدم الاستفادة من خدمة معينة.

استخدام البيانات للتأثير على السياسة العامة حيث أنه من الممكن للبيانات من المساعدة في:

  • إظهار الحاجة إلى السياسة أو التأثير المحتمل لها.

مكافحة فيروس كورونا والإيبولا ووباء المواد الأفيونية

من أفضل الأمثلة على أهمية الإحصاء الحيوي ودعمه للنهوض بالصحة العامة هي مواجهة ومكافحة الأوبئة. فلقد جمعت جائحة كوفيد-19 المجتمع العلمي وأخصائيي الرعاية الصحية ومسؤولي الصحة العامة للعمل سويًا لإيقاف انتشار هذا المرض شديد العدوى.

كبح فيروس كورونا (كوفيد -19)

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، بلغ معدل الوفيات العالمي لكوفيد-19 (3.4%) اعتبارًا لمؤشرات مارس 2020.

ولوقف انتشار هذا الفيروس التاجي، اتخذ مركز السيطرة على الأمراضCDC الإجراءات التالية:

1.تشغيل محطات الحجر الصحي للمرضى.

  1. فحص المسافرين القادمين في المطارات.
  2. تتبع الحالات المؤكدة وكذلك أولئك الذين كانوا على اتصال أو خالطوا بالحالات المؤكدة.

4.تقديم التوجيه لدوائر الصحة الحكومية والمحلية والمستشفيات.

  1. العمل مع السلطات الفيدرالية وسلطات الولايات لتوزيع الاختبارات التشخيصية.
  2. توعية العامة بأفضل الممارسات والسلوكيات:
  • تطهير الأسطح التي يتم لمسها بشكل شائع والتي قد تكون ملوثة.
  • تغطية الأنف والفم بمرفقك عند السعال أو العطس
  • غسل اليدين بشكل متكرر بالماء والصابون
  • تجنب الأفراد الذين يبدو عليهم المرض

تدعم مختبرات السيطرة على الأمراض والوقاية منهاCDC  في الولايات المتحدة الأمريكية الاستجابة لفيروس كورونا من خلال:

  • تحميل الجينوم الكامل للفيروس من الحالات المبلغ عنها في الولايات المتحدة إلى GenBank.
  • تطوير اختبار لتشخيص الفيروس.
  • نمو الفيروس في مزرعة الخلايا من أجل توصيف وراثي إضافي.
  • إرسال الفيروس المزروع في الخلايا إلى مستودع موارد أبحاث الدفاع البيولوجي والأمراض المستجدة لاستخدامه من قبل المجتمع العلمي.

 

كما تجري المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة الأمريكية أبحاثًا معملية لتطوير لقاح وعقاقير مضادة للفيروسات.

عملة منظمة الصحة العالمية للجائحة من خلال جمع المجتمع العلمي معًا من أجل:

  • تحديد المجالات الهامة للبحث، مثل:
  • مصدر الفيروس.
  • انتقاله.
  • الخطورة السريرية.
  • تحديد الفجوات المعرفية من الأبحاث الحالية حول فيروس كورونا المستجد.
  • تسريع التقدم.
  • مشاركة العينات البيولوجية والتسلسلات الجينية.
  • وضع جدول أعمال بحثي عالمي لفيروس كورونا الجديد.
  • تحديد الأولويات والأطر لتوجيه المشاريع.

 

مكافحة مرض فيروس الإيبولا (EVD)

يبلغ متوسط ​​معدل الوفيات لمرض فيروس الإيبولا حوالي 50٪، لكن المعدلات تراوحت من 25٪ إلى 90٪ في حالات تفشي المرض السابقة عام 1976.

 تصدت منظمة الصحة العالمية لتفشي الإيبولا من خلال دعم:

  • المشاركة المجتمعية.
  • اكتشاف الأمراض.
  • تتبع المخالطين.
  • التطعيم.
  • إدارة الحالات المؤكدة.
  • خدمات المعامل الطبية.
  • مكافحة العدوى وإدارتها.
  • الخدمات اللوجستية.
  • التدريب والمساندة مع ممارسات الدفن الآمنة والكريمة.

 

معالجة وباء المواد الأفيونية

يموت أكثر من 115 أمريكيًا من جرعات أفيونية زائدة كل يوم.

 لمكافحة وباء المواد الأفيونية، يعمل علماء مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها على:

  • فحص أحدث البيانات المتعلقة بزيارات قسم الطوارئ للجرعات الزائدة من المواد الأفيونية.
  • دمج البيانات من اثنين من برامج مراقبة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها:
  • برنامج مراقبة الجرعات الزائدة من المواد الأفيونية المحسنة للولاية.
  • برنامج الترصد المتلازمي الوطني.
  • نشر النتائج للكشف عن الاتجاهات الفصلية وتوجيه قرارات الموارد والاستجابة محليًا ووطنيًا.

الخلاصة:

تحتوي البيانات الصحية على معلومات قيّمة يمكن استخدامها لإنقاذ الأرواح.  يلعب مجال الإحصاء الحيوي، الذي يتضمن استخدام الإحصائيات لتحليل البيانات الصحية، دورًا مهمًا في إعلام ودعم مبادرات الصحة العامة، لا سيما أثناء حالات الطوارئ الصحية الوطنية.  سوف يتأثر مستقبل الصحة العامة بالرؤى المستقاة من علماء الإحصاء الحيوي الملتزمين بحماية صحة السكان المحليين والوطنيين والعالميين.

 

المصدر

 

أ / ريم راقع

R_ragea@