الجودة الصحية، إعداد: أ. عبد الكريم الصقعبي

على مدى العامين الماضيين كان هناك استهلاك كبير لمعدات التعقيم والمنظفات ويرجع ذلك إلى الوضع الناتج من الجائحة وأن الناس أصبحوا يستخدمون معقم اليدين باستمرارٍ دائم حتى أصبح البعض منهم مهووسًا به بشكل مفرط.

ولكن على عكس هذه العادة الجديدة فإن السيطرة على العدوى والاحتراز منها في المستشفيات ليس مفهومًا جديدًا بل هو من أسس إنشاء المنشآت الصحية، في واقع الأمر يجب على كل مؤسسة صحية الامتثال لمتطلبات صارمة من ممارسات التعقيم والتطهير وهذا من شأنه أن يضمن نجاح المنشأة من حيث أنها ستوفر أعلى المستويات في سلامة المرضى والموظفين.

كما أن الخسائر المالية السنوية الناجمة عن انتقال العدوى والأمراض تكلّف مبالغ طائلة، فهي تقدر بنحو 7 مليارات يورو في أوروبا وهذا فقط للتكاليف المباشرة وتؤدي الى 16 مليون يوم إضافي من الإقامة في المستشفيات للمرضى، وبينما الجهة المقابلة من العالم تتكبد حوالي 6.5 مليار دولار أمريكي كخسائر في الولايات المتحدة الأمريكية.

وكإحصائية عامة سيصاب في أي وقت من الأوقات من بين كل 100 مريض في المستشفيات 7 من كل 10 مرضى في البلدان المتقدمة النمو و10 سيصابون في البلدان النامية بعدوى واحدة على الأقل، وجميعها بسبب ضعف ممارسات التعقيم والتطهير.

 تعتمد انتقالات العدوى على الاتصال المباشر او غير المباشر عن طريق جهاز طبي أو أداة جراحية مع أنسجة المريض أو الأغشية المخاطية والتي هي معقمة ومحصنة بالجهاز المناعي داخل جسم الإنسان، ولا ينطوي الإخفاق في تطهير المعدات أو تعقيمها على النحو الصحيح على خرق المتطلبات الصحية فحسب، بل يشمل أيضًا على خطر إضافي لانتقال العوامل المسببة للأمراض البيئية وانتقالها من شخص إلى آخر. وعادةً ما تكون هذه الإخفاقات في التعقيم بسبب أخطاء بشرية مع بعض التفسيرات الخاطئة المحيطة بالوعيّ العام وأهمية المحافظة على مستويات عالية من التعقيم لإعادة استخدام المعدات.

 ومتى تصنف العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية كعدوى؟ هي التي تحدث عند تلقي العلاج وتتطوّر بالمستشفى أو بالمرافق الصحية وتظهر لأول مرة في غضون 48 ساعة أو أكثر من دخول المستشفى أو في غضون 30 يوما بعد تلقي المريض للعلاج. المواليد الجدد هم الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى المرتبطة بالرعاية الصحية في البلدان النامية ولوحظ أن عدوى المسالك البولية هي الأكثر شيوعًا في البلدان مرتفعة الدخل والعدوى الجراحية هي الرائدة في الدول ذات الموارد المحدودة.

 تسعى معظم مرافق الرعاية الصحية للوصول الى معايير عالية من التدريب للعاملين في المجال الطبي والمشاركين في عملية التطهير والتعقيم وذلك لمواجهة خطر انتقال العدوى بين المرضى. وعملية التعقيم تضم العديد من العوامل التي لا حصر لها، على سبيل المثال جودة المياه ونوع المنظفات المستخدمة ومقدار الوقت الذي يتفاعل فيه الجهاز مع منتج التعقيم ووقت التجفيف وأيضًا معرفة الفني الصحي بإدارة مخاطر التعقيم في وقت العملية.

 تشكل الأجهزة الطبية والأدوات الجراحية التي تأتي في اتصال مع الأنسجة أو الغشاء المخاطي للمريض خلال العمليات المختلفة تهديدًا بإدخال مسببات الأمراض في الجسم، ويصنف الخطر على نوع الجهاز كما هو مذكور بتصنيف سبولدينغ.

إضافةً الى ذلك هناك معيار آخر وهو الأسطح البيئية التي عادة لا تأتي في اتصال مباشر مع المريض ويمكن تقسيمها بشكل فرعي كأسطح اتصال سريرية (معدات طبية أو أسطح عالية اللمس) وأسطح التدبير المنزلي.

أسطح الاتصال السريرية كالمناطق التي تكون مكانًا غنيًا للكائنات الحية الدقيقة مثل أيدي العاملين والأسطح عالية اللمس (لوحة تبديل الأضواء وطاولة المعدات ومقبض الباب والمعدات الطبية التي تتصل لاحقًا بالمريض كجهاز التنفس الصناعي وأجهزة غسيل الكلى).

تصنيف سبولدينغ للأجهزة الطبية والعدوى

توجد طريقتان متّبعة لمنع حدوث انتقال العدوى وهي منع انتقال العدوى الرأسية والأخرى منع انتقال العدوى الأفقية أو كما تسمى الجانبية.

الانتقال الرأسي هو انتشار مسببات الأمراض من جيل إلى جيل آخر والاستخدام السليم ويعتبر الإشراف الدائم على المضادات الحيوية وتنظيمها أمر ضروري لمنع انتقال هذا النوع من العدوى، ومن الناحية الأخرى انتقال العدوى الجانبية هو نقل مقاومة مسبب المرض او الفايروس إلى مسببات الأمراض الأخرى من نفس الجيل أو نشر وتوسيع المسبب نفسه في محيطه، في حيث أن حجب هذا الانتقال الجانبي إلى أقصى حد ممكن هو خطوة  مفصلية من عملية مكافحة العدوى وتشمل طرق عدّة منها إدارة النظافة الصحية للعاملين مثل نظافة اليدين المستمرة ومكافحة العدوى في البيئة بما في ذلك إجراءات التنظيف والتطهير.

مكافحة العدوى هي عملية معقدة وتتطلب العديد من الخطوات ويحدث الكثير من الاشتباه بسبب تعدد المصطلحات المختلفة، ونذكر هنا البعض المصطلحات التي قد تمر على الذهن:

التعقيم (Sterilisation): يعرف بأنه عملية القضاء الكامل أو التدمير الشامل لجميع أشكال الحياة الميكروبية (أي الأشكال النباتية والبويغة على حد سواء) والتي تتم بطرق فيزيائية وكيميائية مختلفة. ويشمل هذا النهج المختلف كما هو مذكور بالجدول مثل درجات الحرارة المرتفعة أو المنخفضة واستخدام المواد الكيميائية السائلة وغيرها مثل التصفية.

التطهير (Disinfection): يتم تعريفه كعملية القضاء الكامل على الأشكال النباتية من الكائنات الحية الدقيقة، باستثناء الجراثيم البكتيرية من الجماد. ومن التطهير ثلاثة مستويات: تطهير عالي المستوى (HLD)، تطهير متوسط المستوى (ILD)، تطهير منخفض المستوى (LLD).

إزالة التلوث (Decontamination): وهو عملية إزالة الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض من الأدوات والأجسام بحيث تكون آمنة لاستعمالها.

التنظيف (Cleaning): يعرف بأنه إزالة التربة المرئية مثل المواد العضوية وغير العضوية من الأسطح والأشياء.

وأخيرًا عملية إزالة الجراثيم من الجلد وكما تسمى بمضاد الإنتان  (Antisepsis)وعندما يتعلق الأمر بجلد المريض فهذا يعني تطهير الأنسجة الحية أو الجلد ولكن عندما يتعلق الأمر بالعامل في مجال الرعاية الصحية فهذا يعني تقليل أو إزالة الميكروبات العابرة من الجلد.

أنواع التعقيم المختلفة

المصدر الأول

المصدر الثاني

المصدر الثالث

المصدر الرابع